؛
حلقة (339) اللمسات البيانية في سورة يس - آية 30 - آية 31 :
؛
1/339
؛
01:24 - 06:29
10:57 - 11:46
؛
(١) ﴿يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ يس : 30
المقدم : نكمل رحلتنا مع "سورة يس"
وكنا توقفنا في اللقاء السابق عند قوله تبارك وتعالى :
﴿يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ (١)
بداية : ﴿يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ﴾
ما هذه "الحسرة" ؟
وما هذا التعبير ؛ النداء ﴿يَا حَسْرَةً﴾ ؟
د فاضل : قال سبحانه :
﴿يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ (١)
"الحسرة" - كما يقال - هو أشدّ الندم والغمّ ، يركب الإنسان حتى يكون حسيرًا منقطع ، لا يعلم ماذا يفعل"
يعني لا يفعل شيء
ماذا يفعل لتدارك ما فات ، لا يعلم
كأن هذا "المتحسِّر" انحسرت عنه قواه
أصبح فيه إعياء ، لا يستطيع أن يفعل شيئًا
كيف يفعل ؟ لا يعلم !
من شدة الندم والغمّ والإعياء الذي يركبه
هذه "الحسرة"
أما ﴿يَا حَسْرَةً﴾ (١) : هو نداء حقيقة ، كما يقولون
لماذا نداء ؟
هو نداء لـ"الحسرة"
كأنما نقول " أقبلي يا حسرة هذا أوانك ، ليتحسر هؤلاء"
يعني أن هؤلاء ستدركهم حسرة كبيرة
"أقبلي هذا أوانك"
كيف يعني !
"كأنما ينادون الحسرة"
وا"لنداء" موجود في القرآن في هذا ، قال :
﴿وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُّقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا﴾ الفرقان : 13
﴿دَعَوْا﴾ : يعني نادوا ، قالوا "ياثبوراه" ، "واثبوراه" !
المقدم : "الثبور" ما هو ؟
د فاضل : الهلاك
﴿لَّا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا﴾ الفرقان : 14
أي صيحوا يا (ثبورا)
كما يقول الواحد "يا ويلي يا ويلي"
﴿وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ﴾ الإنشقاق : 10
﴿فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا﴾ الإنشقاق : 11
ينادي
المعنى "أنهم أوقعوا أنفسهم في حسرة عظيمة ، ليس منها فرج"
نحن عندنا "نداء التعجب بأسلوب النداء" في اللغة
المقدم : "التعجب بأسلوب النداء" يعني ماذا ؟
د فاضل : أحيانًا نأتي بـ"النداء" ، ونقصد به "التعجب" :
يا للهول !
يا عجب !
يا للعجب !
يا للمصيبة !
يا للماء ! ؛ إذا كان كثير
المقدم : هذا "أسلوب نداء يراد به التعجب"
هنا : ﴿يَا حَسْرَةً﴾ (١) : هذا تعجب ؟
د فاضل : مما أوقعوا أنفسهم فيه !
كيف أوقعوا أنفسهم في هذا الأمر الذي تحسروا منه أشد التحسر !
أيضًا قد يدخل في "باب التعجب"
المقدم : "التعجب" لأنهم ذهبوا بأنفسهم ،وألقوا بأنفسهم في "الحسرة" !
د فاضل : أحيانًا نلاحظ إنسان يتصرف تصرف ، ندرك أن هذا ستلحقه منه خسارة كبيرة ، تقول ياخسارته !
يا ويله ، ياويله مما سيصيبه !
هكذا نقول
نحن نقول "يا ويله ويا سواد ليله" !
المقدم : في العامية ، صحيح
د فاضل : "يا ويله"
فهو هذا كأنما هو "نداء" ، لكن لا يراد منها "النداء الحقيقي"
وإنما يراد منه "التعجب" لما يصيبهم
أو قالوا هو "مجاز ينادي الحسرة" ؛
تعالي يا حسرة ، تعالي هذا أوانك
10:57 - 11:46
المقدم : من الذي يقول :
﴿يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ﴾ (١) ؟
من الذي يناديها ؟
د فاضل : الآن لما أنت تقول "يا ويل فلان" ، أنت تقوله
لكن مَن "صاحب الويل" ؟
المقدم : فلان
د فاضل : فـ"ربنا" يقول :
﴿يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ﴾ (١)
لكن من الذين ستدركهم "الحسرة" ؟
"العباد الذين هذا أمرهم"
أنت تقول "ياويله"
تُخبر عن أمر ، تقول "يا ويله"
أنت تُخبر ، تقول
هم حتى يقولون "هذا فيه إخبار
وإن كان نداء"
أنت تُخبر عما سيحصل له
المقدم : وكأن الذي يستهزئ بالرسول ولا يتّبعه ، ستناله حسرة ما بعدها حسرة !
د فاضل : نعم ، تنقطع قواه ، ولا يفعل شيء .
………………………
(١) ﴿يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ يس : 30
(٢) ﴿وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا﴾ الكهف : 49
؛
#أفلا_يتدبرون_القرآن #لمسات_بيانية
#فاضل_السامرائي
#سورة_يس #سورة_الكهف
#إعراب_وبلاغة
؛
لمسات بيانية : للدكتور فاضل السامرائي
حفظه الله وجزاه كل خير 🤲🏼♥️
؛
نقلا عن موقع تلفزيون الشارقة :
الحلقة (339)
• لمسات بيانية | الحلقة 339
؛
جزاهم الله كل خير 🤲🏼🌺
؛
Негізгі бет 1/339 ﴿يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلّا كانوا به يستهزئون﴾ يس 30، ما الدلالة في ﴿يا حسرة﴾ ؟
Пікірлер: 5