حركة المختار الثقفي : تقييم القائد والحركة
كتابة الفاضلة ليلى الشافعي
هذا جزء من المحاضرة , لقراءة المحاضرة كاملة من خلال موقعنا : al-saif.net/?ac...
حديثنا بإذن الله تعالى يتناول حركة المختار بن أبي عبيدة الثقفي من حيث تقييم هذه الشخصية ومن حيث تقييم الحركة نفسها ، بعد أن تحدثنا عن تسلسل الأحداث في هذه الحركة من البداية إلى مقتل المختار الثقفي على صعيد التسلسل الزمني والحوادث . نتناول شخصية هذا الرجل وتقييم تلك الحركة لا سيما وأن كلا الأمرين من الأمور التي تثير جدلًا بين أتباع مدرسة الخلفاء وبين أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام ، بل حتى في داخل دائرة أتباع أهل البيت عليهم السلام .
بشكل إجمالي أتباع مدرسة الخلفاء يرون المختار الثقفي شخصيةً سيئة وهم في ذلك درجات ، فالبعض يرى أنه ادعى النبوة وادعى نزول الوحي عليه وكان يتعامل بالسحر كما يزعمون ، كان كذابًا ، وهذه الألفاظ في مصادر كتب المدرسة السنية نجدها واضحةً جدًا وبينا جانبًا من السبب لا سيما وأن الذي كتب مصادر التاريخ عندهم إما كان ضمن الجو الزبيري ومتأثرًا بما تركه الزبيريون من كتب وقد كتبوا كتبًا كثيرةً وهم بالطبع يستفيدون لا سيما مثل عروة بن الزبير يستفيدون من علاقتهم مع زوجة رسول الله عائشة بنت أبي بكر باعتبار أن مثل عبدالله وأمثاله أمهم أسماء بنت أبي بكر فهم مختلطون بهذا الجو فمن الطبيعي أن يكون لهم موقعية أيضًا باعتبار موقعية عائشة زوجة النبي في وسط مدرسة الخلفاء فلما واحد يكون راوي عنها وملتصق بها ويأخذ عنها يكتسب مقدار من الاعتبار الاجتماعي والوثاقة عندهم . فحين كتب هؤلاء التاريخ تعرضوا للمختار الثقفي وهو عدوهم في المواجهة العسكرية فمن الطبيعي ألا ينصفوه ، ومن جاء وراءهم تأثروا بهذا التوجه .
ومن جهةً أخرى أيضًا قسم آخر ممن كتبوا التاريخ كانوا متأثرين بالسلطة الأموية والاتجاه الأموي وهؤلاء أيضًا باعتبار أن المختار تتبع قادتهم العسكريين وقتل عبيد الله بن زياد وواجههم مواجهة شرسة ليس من الطبيعي أن يمدحوه أو يثنوا عليه فهذه المدرسة بشكل عام كان نظرها نظرًا سيئًا تجاه المختار . وهذا كما ذكرنا على درجات في نظرتهم السلبية تجاهه.
أما بالنسبة لمدرسة أهل البيت عليهم السلام هناك موقفان :
بعض العلماء رأوا أمامهم قسمًا من الروايات تذم المختار الثقفي ورأوا أمامهم أيضًا كمًا كبيرًا من النقولات التاريخية التي كتبها الزبيريون والأمويين وأتباعهم فصارت هذه مضافة إلى هذه لذلك اتخذوا من المختار موقفًا غير إيجابيًا .
والقسم الآخر الأكثر عددًا والأكثر تحقيقًا رأى أن الرجل بحسب ما ورد من الروايات هي روايات مادحة واضحة قوية كثيرة وأمامها لا يمكن أن يتركها الإنسان ويذهب لتصديق كتاب أمويين أو زبيريين أو من يتأثر بهم .
وحيث أن الموضوع فيه طول فسنكتفي بذكر ما كتبه المرحوم مرجع زمانه الإمام الخوئي( رضوان الله تعالى عليه ) وكما يقولون إذا وصل الأمر إلى تحقيق مثل الإمام الخوئي فيكفي . فهو في كتابه (معجم رجال الحديث ) يذكر فيه الرواة الذين رووا روايات عن المعصومين أو ورد ذكرهم في روايات المعصومين في الأسانيد فيحقق أن هذا ثقة أو غير ثقة وهل هو ممدوح أو مذموم ‘ فمن جملة ذلك في الجزء التاسع عشر عنون (المختار بن أبي عبيدة الثقفي ) ونحن هنا نورد مختصر كلامه لأن هذا فقط في بحث الشخص وبعد ذلك سيكون البحث في موضوع حركة المختار . يقول : الأخبار الواردة في حقه ( أي في حق المختار ) على قسمين مادحة وذامة ( طبعًا مجيء الرواية لا يكفي أنه لا بد أن ترى سند الرواية هل هو صحيح أو غير صحيح ، فإذا كان سندها غير صحيح فليس لها قيمة ) فيقول : أما المادحة فهي متضافرة ( يعني كثيرة يعضد بعضها بعضًا ) منها نذكر بحذف السند حتى لا يطول الأمر : عن أبي عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام قال : ما امتشطت فينا هاشميةٌ ولا اختضبت حتى بعث إلينا المختار برؤوس الذين قتلوا الحسين عليه السلام ) وهذا يعني أنه ما دخل السرور على بني هاشم زوجات المعصومين عليهم السلام وأخواتهم وأمهاتهم ولا غيرهم من بني هاشم إلا بعد ما ثار المختار وبعث برؤوس بعض قتلة الحسين إلى المدينة إلى الإمام زين العابدين سلام الله عليه . ويعقب السيد الخوئي فيقول : وهذه الرواية صحيحة .
رواية أخرى عن أبي جعفر الباقر قال : ( لا تسبوا المختار فإنه قتل قتلتنا وطلب بثارنا وزوج أراملنا وقسم فينا المال على العسرة ) أي أعطى أهل البيت وبني هاشم أموال ساعدهم فيها على حياتهم .
الرواية الثالثة عن الإمام الباقر عليه السلام وهي أوضح من كل الروايات يقول الراوي : دخلنا على أبي جعفر يوم النحر في منى وهو متكىء وقد أرسل إلى الحلاق فقعدت بين يديه إذ دخل عليه شيخٌ من أهل الكوفة فتناول يده ليقبلها فمنعه الإمام ثم قال له : من أنت ؟ قال أنا أبو محمد الحكم بن المختار بن أبي عبيدة الثقفي ، وكان متباعدًا من أبي جعفر ، فمد الإمام عليه السلام يده إليه وقربه حتى كاد يقعده في حجره بعد منعه يده ، ثم قال الحكم بن المختار : أصلحك الله ، إن الناس قد أكثروا في أبي وقالوا والقول والله قولك . قال الإمام : وأي شيءٍ يقولون ؟ قال : يقولون كذاب ولا تأمرني بشيءٍ إلا قبلته . فقال : سبحان الله ! أخبرني أبي إن مهر أمي كان مما بعث به المختار . ( وعندنا رواية أن والدة زيد بن علي بن الحسين جارية هي مما بعث به المختار أو بعث بقيمتها لكن هذه الرواية تقول أنه مهر أم الإمام الباقر كان مما بعث به المختار) أو لم يبنِ دورنا ؟ وقتل قاتلينا وطلب بدمائنا رحمه الله وأخبرني والله أبي أنه كان ليتم عند فاطمة بنت علي يمهد لها الفراش ويثني لها الوسائد . ومنها أصاب الحديث . ثم قال : رحم الله أباك ما ترك حقًا لناعند أحدٍ إلا طلبه قتل قتلتنا وطلب بدمائنا . فلو وقفنا عند هذه الرواية فيها مطالب كثيرة جدًا لكننا نمر عليها بشكل سريع لأن الحديث فيه تتمة .
Негізгі бет 29 حركة المختار الثقفي تقييم القائد والحركة
Пікірлер: 67