يوم جديد 3
تمضي الدقائق والساعات؛ والايام والشهور؛ والسنين؛ ويمضي معها من أعمارنا ما يشاء الله تعالى؛ ويبقى السؤال: هل أفنيناه فيما يرضي الله؟ ونحن إذ نسأله تعالى أن يجعلنا ممن أفنى عمره في طاعة؛ لنا في أصحاب الرسول ﷺ قدوة؛ قال طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه؛ وهو أحد العشرة المبشرين؛ حضرتُ سوق بُصرى فاذا راهب في صومعته يقول: سلوا أهل هذا الموسم؛ أفيهم أحد من أهل الحرم؟ فقال طلحة نعم أنا؛ فقال: هل ظهر أحمد؟ قلت: ومن أحمد؟ قال: ابن عبد المطلب؛ هذا شهره الذي يخرج فيه؛ وهو آخر الانبياء؛ مخرجُه من الحرم ومهاجرُه إلى نخل وسباخ؛ فإياك أن تسبق إليه قال طلحة: فوقع في قلبي ما قال؛ فخرجت سريعاً حتى قدمت مكة؛ فقلت: هل كان من حدث؟ قالوا: نعم محمد بن عبد الله الأمين تنبأ وقد تبعه ابن أبي قحافة؛ قال فخرجت حتى دخلت على أبي بكر فقلت: اتبعتَ هذا الرجل؟ قال نعم فانطلق اليه فادخل عليه فاتبعه؛ فإنه يدعو إلى الحق؛ فأخبره طلحة بما قال الراهب؛ فخرج طلحة مع أبي بكر؛ ودخل به على النبي ﷺ فأسلم طلحة؛ وأخبرَ الرسول ﷺ بما قال الراهب؛ فسر رسول الله ﷺ ؛ فلما أسلم أو بكر وطلحة؛ أخذهما نوفل بن خويلد ابن العدوية فشدهما في حبل واحد وكان نوفل ابن خويلد يدعى أسد قريش؛ فلذلك سمي ابو بكر وطلحةُ القرينين؛ وقال النبي ﷺ: اللهم اكفنا شر بن العدوية.
وهذا شيخ من الموصل يقول صحبت الزبير بن العوام في بعض أسفاره؛ فأصابته جنابة بأرضٍ قفر؛ فقال استرني فسترته؛ فحانت مني إليه التفاته فرأيته مجدعاً بالسيوف مقطع الاعضاء؛ قلت: والله لقد رأيت بك آثاراً ما رأيتها بأحد قط؛ قال: أما والله ما منها جراحة الا مع رسول الله ﷺ وفي سبيل الله؛ وفي الرواية: وإن في صدره لامثال العيون من الطعن والرمي؛ أي طعون كبيرة الحجم.
ابن مسعود رضي الله عنه يقول: أول من أظهر الاسلام سبعة: رسول الله ﷺ ؛ وأبو بكر؛ وعمار؛ وأمه سمية؛ وصهيب وبلال والمقداد، فأما رسول الله ﷺ فمنعه الله بعمه؛ وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه؛ وأما سائرهم فأخذه المشركون فألبسوهم أذرع الحديد؛ وصهروهم في الشمس؛ فما منهم من أحد إلا وقد أتاهم على ما أرادوا إلا بلالاً؛ فإنه هانت عليه نفسه في الله؛ وهان على قومه؛ فأخذوه فأعطوه الولدان فجعلوا يطوفون به في شعب مكة وهو يقول أحد أحد.
عن سعيد بن جبير قلت لعبد الله بن عباس أكان المشركون يبلغون من أصحاب رسول الله من العذاب ما يًعذرون به في ترك دينهم؟ قال نعم والله إن كانوا يضربون أحدهم ويجيعونه ويعطشونه؛ حتى ما يقدر أن يستوي جالساً من شدة الضرب الذي به؛ حتى يعطيهم ما سألوه من الفتنه؛ حتى يقولوا له: اللات والعزى إلهين من دون الله؟ فيقول نعم حتى إن الجُعل ليمر بهم فيقولون له: أهذا الجعل إلهك من دون الله؟ فيقول نعم افتداء منهم بما يبلغون من جهده. والجُعل حشرة الخنفساء .
فانظر وتأمل وقارن حالك بحالهم هؤلاء قوم باعوا أنفسهم لله صبروا على ما أصابهم تحملوا ما لا قوا في سبيل الدين؛ فهل تقدر على بعض ما ذكرت لك؟!
وتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح. السلام عليكم.
Негізгі бет باعوا أنفسهم لله؛ برنامج يوم جديد 3 للشيخ محمد جندية
Пікірлер