برهان آخر الماهية من حيث هي تستوي نسبتها إلى التقدم والتأخر والشدة والضعف والقوة والفعل لكن الأمور الموجودة في الخارج مختلفة في هذه الأوصاف فبعضها متقدم أو قوي كالعلة وبعضها بخلاف ذلك كالمعلول وبعضها بالقوة وبعضها بالفعل فلو لم يكن الوجود هو الأصيل كان اختلاف هذه الصفات مستندة إليها وهي متساوية النسبة إلى الجميع هذ خلف وهناك حجج أخرى مذكورة في المطولات. وللقائلين بأصالة الماهية واعتبارية الوجود حجج مدخولة كقولهم لو كان الوجود أصيل كان موجودا في الخارج فله وجود ولوجوده وجود فيتسلسل وهو محال. وأجيب عنه بأن الوجود موجود لكن بنفس ذاته لا بوجود آخر فلا يذهب الأمر إلى غير النهاية. ويظهر مما تقدم ضعف قول آخر في المسألة منسوب إلى المحقق الدواني وهو أصالة الوجود في الواجب تعالى وأصالة الماهية في الممكنات وعليه فإطلاق الموجود على الواجب بمعنى أنه نفس الوجود وعلى الماهيات بمعنى أنها منتسبة إلى الوجود كاللابن والتامر بمعنى المنتسب إلى اللبن والتمر هذا وأما على المذهب المختار فالوجود موجود بذاته والماهية موجودة بالعرض.
- 2 жыл бұрын
بداية الحكمة - تتمة أدلة أصالة الوجود + دليل أصالة الماهية وردّه + مقدّمة حول الوجود التشكيكي
- Рет қаралды 710
Пікірлер