✺ من كنوز محيي الطريق سيدي الشيخ محمد بلقايد قدس الله سره
ذكر الله هو باب الخروج من الظلمات إلى النور
✺ قال شيخنا محيي الطريق سيدي محمد بلقائد رحمه الله ورضي عنه:
إنّ الدين هو الإسلام، والإسلام هذا قول وعمل، والذين قالوا أنه هو الإيمان استدلوا بقوله تبارك وتعالى: "وما كان الله ليضيع إيمانكم" أي صلاتكم، وهذا هو الحق، الإيمان عند العلماء كما رواه البخاري وفي القرآن يزيد وينقص، يزيد بالأعمال الصالحة وينقص بالسيئات والعياذ بالله، والذين اهتدوا زادهم هدى، والقرآن يدلّ على أن القول والعمل هو الإسلام الرفيع، الإسلام يدخل فيه الإيمان بالقلب والعمل بالجوارح، والشرط في النية التي تكون في صميم القلب، وهذه النية أن تكون خالصة لوجه الله تعالى، خالصة نور، الهداية تتنزل في قلب العبد المؤمن الذاكر فيشرح ربي صدره للإسلام "أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربّه" على بصيرة، يشرح صدره بنور الإيمان، بالأمر والنهي، رحم الله البوصيري، حيث يقول سيدنا البوصيري هذا:
وإذا حلّت الهداية قلبا ●● نشطت في العبادة الأعضاء
أنظر إلى هذا التركيب والجواهر النفيسة التي قالها سيدنا البوصيري، إذا نزل نور الهداية في قلب الإنسان يصير ذاكرا لله عاملا بأركانه، وأن يترقى بذكر الله "أذكروا الله ذكرا كثيرا" حتى يخرج من ظلمات الشكّ والشرك والوهم، إلى نور اليقظة والإخلاص، "يأيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا" ماذا ينال الإنسان إذا هو ذكر ربه بكرة وأصيلا "فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب" ماذا ينال؟ "هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخركم من الظلمات إلى النور" من قفص الشيطان والنفس إلى نور الهداية "ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته" تجلّى نور الهداية على كرسي وعرش قلبه فصير الإنسان يذكر الله، يصير عينه تنظر بالله وأذنه تسمع بالله، هذا هو مقام الإخلاص، أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، لا محالة أن الله تعالى يراك لا يخفى عليه شيء، تكون عبادته وقوله وعمله موافقا للحقّ ولليقين، يقول ابن مسعود في البخاري: "اليقين هو الإيمان كلّه" الإيمان كله ، هذا الإنسان الذي يعبد ربي بنية طاهرة ولسان صادق وأركان منقادة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، فلو رفع الحجاب لرأى الله.
أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، والدين ذي الثلاث كما قال بن عاشر رحمه الله، هذا الدين الذي جاء به محمد الذي هو القرآن الكريم الصراط المستقيم ذي الثلاث، خذ أقوى حبل تمسّك به، أقوى عراك، تمسّك بالحبل المتين "واعتصموا بحبل الله جميعا" وحبل الله معناه هو القرآن الكريم، الأمر والنهي، الوعد والوعيد، هذا الحبل طرفه بيد الله وطرفه بيد كلّ مؤمن، إذا تمسّك به قاده إلى الجنة، هذا هو القرآن الكريم وهذا هو دين الله، سلوك الرسول، النبي يقول: "أدبني ربي فأحسن تأديبي" بماذا أدّبه؟ بالقرآن الكريم، وأدّبنا جميعا.
هناك أمور خاصة برسول الله لا ندخل فيها، والخطاب كلّه لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، فبهذا كنا خير أمة أخرجت للناس، إذا اتّبعنا هذا الحبل المتين وهو القرآن العظيم الذي هو كلام الله "لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد" هذا القرآن الكريم لسان الحق "من يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم" هذا الحبل المتين هو الأدب مع الله في العبادة التي خلقنا لأجلها، خلقنا لنكون على أمر رسول الله وعلى ما علّمنا رسول الله من القرآن، من تبيين الحق، لتبين للناس ما اختلفوا فيه من بني إسرائيل في التوراة والإنجيل، القرآن نسخ جميع الكتب السماوية وجميع الصحف وأمرنا بتركها، نؤمن بالكتب التي أنزلها الله لكن لا نتّبعها، لأنه وقع فيها التغيير، يحرّفون الكلم عن مواضعه، وربي قال لنا هذا محمد الذي جاءكم بكتابي هو الحق، لا تتبعوا لا التوراة ولا الزبور كله لا يوجد، نسخت وتركت، إلا هذا الكتاب الذي جاءكم به محمد صلى الله عليه وسلم وهو القرآن الكريم، وهو دين الإسلام وهو الصراط المستقيم، هذا القرآن الذي نتبعه "إن الدين عند الله هو الإسلام ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه" لا تتبع راهبا ولا حبرا ولا يهوديا.
وكان أحبار اليهود ورهبان النصارى يحبون السيادة والتفخيم فالآية تكون في التوراة أو الإنجيل التي ترغب في الدنيا والسيادة يدرسونها وينشرونها في محافلهم وجوامعهم، والآية التي تنصحهم يتركونها، زاغوا فأزاغ الله قلوبهم، بسبب هذا الشيء مسخهم ربي ولعنهم ربي "لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم" هذا ما أخبر به الحق ولست أنا من يقول.
واتبعوا ما أنزل الله من الأولياء والصالحين، والأولياء الذين يكونون مستقيمين، الإنسان لا يكون وليا ويتولاه ربي حتى يكون مستقيما، وإذا رأيت الولي أو الشيخا منحرفا عن كتاب الله لا خير فيه، لا تقتدي بمن زلّت شريعته ولو جاء بالأنباء عن الله، لو جاءك بالوحي اتركه.
الشريعة تمّت، جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم، وربي أخبرنا في كتابه عز وجل في حجة الوداع "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" اخترت لكم الإسلام لتتديّنوا به.
#الطريقة_البلقائدية_الهبرية
#الشيخ_بلقايد
#تسجيل_نادر
#Zaouia_Belkaidia
#الزاوية_البلقائدية
#حصريا
Негізгі бет ذكر الله هو باب الخروج من الظلمات إلى النور
Пікірлер: 114