دعاء علمه أمير المؤمنين (ع) لأحد أشراف العرب من أقصى بلاد اليمن، وهو دعاء عظيم الشأن يجاب فيه الدعاء ويُظفر به على الأعداء فيه اسم الله الأعظم، وقد علمه رسول الله (ص) أمير المؤمنين (ع) يرويه السيد ابن طاووس في مهج الدعوات.
اللهم أنت الملك الحق الذي لا إله إلا أنت، وأنا عبدك، ظلمت نفسي واعترفت بذنبي، فاغفر لي الذنوب لا إله إلا أنت يا غفور.
اللهم إ؟ أحمدك وأنت للحمد أهل على ما خصصتني به من مواهب الرغائب ووصل إلى من فضائل الصنائع، وعلى ما أوليتني به وتوليتني به من رضوانك وأنلتني من منك الواصل إلى ومن الدفاع عنى، والتوفيق لي، والإجابة لدعائي حتى أناجيك راغبا، وأدعوك مصافيا، وحتى أرجوك فأجدك في المواطن كلها لي جابرا وفي أموري ناظرا ولذنوبي غافرا ولعوراتي ساترا، لم أعدم خيرك طرفة عين مذ أنزلتني دار الاختبار لتنظر ما؟ أقدم لدار القرار.
فأنا عتيقك اللهم من جميع المصائب واللوازب، الغموم التي ساورتني فيها الهموم، بمعاريض القضاء، ومصروف جهد البلاء لا أذكر منك إلا الجميل، ولا أرى منك غير التفضيل، خيرك لي شامل، وفضلك عنى متواتر، ونعمك عندي متصلة سوابغ لم تحقق حذاري، بل صدقت رجائي، وصاحبت أسفاري وأكرمت أحضاري وشفيت أمراضي، وعافيت أوصابي، وأحسنت منقلبي ومثواي، ولم تشمت بي أعدائي ورميت من رماني، وكفيتني شر من عاداني.
اللهم كم من عدو انتضى على سيف عداوته، وشحذ لقتلي ظبة مديته وأرهف لي شباحده، وداف لي قواتل سمومه، وسدد لي صوائب سهامه، وأضمر أن يسومني المكروه، ويجرعني ذعاف مرارته، فنظرت يا إلهي إلى ضعفي عن احتمال الفوادح، وعجزي عن الانتصار ممن قصدني بمحاربته، ووحدتي في كثير من ناواني، وأرصد لي فيما لم أعمل فكري في الانتصار من مثله، فأيدتني يا رب بعونك، وشددت أيدي بنصرك، ثم فللت لي حده، وصيرته بعد جمع عديده وحده وأعليت كعبي عليه، ورددته حسيرا لم يشف غليله، ولم تبرد حزازات غيظه، وقد غض على شواه، وآب موليا قد أخلقت سراياه، وأخلقت آماله.
اللهم وكم من باغ بغى عليه بمكائده، ونصب لي شرك مصايده، وأضبأ إلى ضبوء السبع لطريدته، وانتهز فرصته واللحاق لفريسته، وهو مظهر بشاشة الملق ويبسط إلى وجها طلقا، فلما رأيت يا إلهي دغل سريرته، وقبح طويته، أنكسته لام رأسه في زبيته، وأركسته في مهوى حفيرته وأنكصته على عقبه، ورميته بحجره، ونكأته بمشقصه، وخنقته بوتره، ورددت كيده في نحره، وربقته بندامته واستخذل وتضاءل بعد نخوته، وبخع وانقمع بعد استطالته، ذليلا مأسورا في حبائله التي كان يحب أن يراني فيها، وقد كدت لولا رحمتك، أن يحل بي ما حل بساحته، فالحمد لرب مقتدر لا ينازع، ولولي ذي أناة لا يعجل، وقيوم لا يغفل وحليم لا يجهل.
ناديتك يا إلهي مستجيرا بك، واثقا بسرعة إجابتك، متوكلا على ما لم أزل أعرفه من حسن دفاعك عني، عالما أنه لم يضطهد من آوى إلى ظل كفايتك ولا تقرع القوارع من لجأ إلى معقل الانتصار بك، فخلصتني يا رب بقدرتك ونجيتني من بأسه بتطولك ومنك.
اللهم وكم من سحائب مكروه جليتها، وسماء نعمة أمطرتها، وجداول كرامة أجريتها، وأعين أجداث طمستها، وناشي رحمة نشرتها، وغواشي كرب فرجتها، وغمم بلاء كشفتها، وجنة عافية ألبستها، وأمور حادثة قدرتها، لم تعجزك إذ طلبتها، ولم تمتنع منك إذ أردتها.
اللهم وكم من حاسد سوء تولني بحسده، وسلقني بحد لسانه ووخزني بغرب عينه، وجعل عرضي غرضا لمراميه، وقلدني خلالا لم تزل فيه كفيتني أمره.
اللهم وكم من ظن حسن حققت، وعدم إملاق ضرني جبرت وأوسعت ومن صرعة أقمت، ومن كربة نفست، ومن مسكنة حولت، ومن نعمة خولت لا تسأل عما تفعل ولا بما أعطيت تبخل، ولقد سئلت فبذلت، ولم تسئل فابتدأت واستميح فضلك فما أكديت، أبيت إلا إنعاما وامتنانا وتطولا، وأبيت إلا تقحما على معاصيك، وانتهاكا لحرماتك، وتعديا لحدودك، وغفلة عن وعيدك وطاعة لعدوي وعدوك، لم تمتنع عن إتمام إحسانك، وتتابع امتنانك، ولم يحجزني ذلك عن ارتكاب مساخطك.
اللهم فهذا مقام المعترف لك بالتقصير عن أداء حقك، الشاهد على نفسه بسبوغ نعمتك، وحسن كفايتك، فهب لي اللهم يا إلهي ما أصل به إلى رحمتك وأتخذه سلما أعرج فيه إلى مرضاتك، وآمن به من عقابك، فإنك تفعل ما تشاء وتحكم ما تريد، وأنت على كل شئ قدير.
اللهم حمدي لك متواصل، وثنائي عليك دائم، من الدهر إلى الدهر بألوان التسبيح، وفنون التقديس، خالصا لذكرك، ومرضيا لك بناصع التوحيد ومحض التحميد، وطول التعديد في إكذاب أهل التنديد لمن تعن في شئ من قدرتك، ولم تشارك في إلهيتك، ولم تعاين إذ حبست الأشياء على الغرائز المختلفات، وفطرت الخلائق على صنوف الهيئات، ولا خرقت الأوهام حجب الغيوب إليك، فاعتقدت منك محمودا في عظمتك، ولا كيفية في أزليتك، ولا ممكنا في قدمك، ولا يبلغك بعد الهمم، ولا ينالك غوص الفطن، ولا ينتهى إليك نظر الناظرين في مجد جبروتك، وعظيم قدرتك.
ارتفعت عن صفة المخلوقين صفة قدرتك، وعلا عن ذلك كبرياء عظمتك ولا ينتقص ما أردت أن يزداد، ولا يزداد ما أردت أن ينتقص، ولا أحد شهدك حين فطرت الخلق، ولا ضد حضرك حين برأت النفوس.
كلت الألسن عن تبين صفتك، وانحسرت العقول عن كنه معرفتك وكيف تدركك الصفات، أو تحويك الجهات، وأنت الجبار القدوس الذي لم تزل أزليا دائما في الغيوب وحدك، ليس فيها غيرك، ولم يكن لها سواك.
حارت في ملكوتك عميقات مذاهب التفكير، وحسرت إن إدراكك بصير البصير وتواضعت الملوك لهيبتك، وعنت الوجوه بذل الاستكانة لعزتك، وانقاد كل شئ لعظمتك، واستسلم كل شئ لقدرتك، وخضعت الرقاب لسلطانك.
فضل هنالك التدبير في تصاريف الصفات لك، فمن تفكر في ذلك رجع طرفه إليه حسيرا وعقله مبهوتا مبهورا وفكره متحيرا.
اللهم فلك الحمد حمدا متواترا متواليا متسقا مستوسقا يدوم ولا يبيد، غير مفقود في الملكوت، ولا مطموس في العالم، ولا منتقص في العرفان، فلك الحمد حمدا لا تحصى مكارمه في الليل إذا أدبر، وفي الصبح إذا أسفر وفي البر والبحر، وبالغدو والآصال والعشي والابكار، والظهيرة والاسحار.... الى أخر الدعاء
Негізгі бет Музыка دعاء اليماني - الحاج أباذر الحلواجي | Duaa el Yamani
Пікірлер: 63