علّمتنا سبيستون، أنّ في القلبِ طاقةً كالرياح تدفعنا نحو النجاح، وأننا مهما أُثقِلنا بالجِراح فشفاؤنا يكمن في الفلاح. علّمتنا أنَّ أحبّتنا الراحلين يمرّون بخاطرنا فكرة، ويعبرون ظلّت الذكرى، وأخبرتنا كيف ننسى الحزن شوقًا لغدٍ أفضل.
علّمتنا أنّه مهما كبرنا، فلا بد أن تكون روحنا طفولية، تحب أن تكتشف الغامض والمثير. وشَدَّدتْ على أنّه يجب أن نمشي واثقين ولا نخشى المحن أبدًا.
علّمتنا أن نسابق ولا نتردد، وأن نلاحق فالفوز مؤكَّد. وطمئنتنا بأنه لن يُهزمَ أبدًا من سعى نحو الانتصار.
علّمتنا أن يكون حلمنا نهار ونهارنا عمل، وهمستْ في آذان قلوبنا، قائلةً: «نملك الخيار»، فقُلنا في نفسٍ وحلمٍ واحدٍ: «وخيارنا الأمل!»، ثمّ فاضتْ أرواحنا بالدمع والسعادة.
علّمتنا أن الحياة تهدينا أضواءً في آخر النفق، ودعتنا إلى أن ننسى الألم الذي عشناه. وقادتنا إلى طريقِ الأملِ قائلةً: «يا صغاري، ما دام الأمل طريقًا فسنحيا!»
علّمتنا أن تنتفضَ يُمنانا بالعزمِ، وأن نرمي كي نصيب الأهداف مثل القناص. علّمتنا أن نرى الحقيقة خلف البصر، وأن نرسم الحروف بعمق الحجر، مثل دراغون بول. علّمتنا أن نمضي نحو أهدافنا كالصاعقة كالبرق حين يخطف البصر، مثل السهم الملتهب. ونادتْ فينا من بعيدٍ، تخاطبنا كأننا شخص واحد، قائلةً: «لا تنسى أخاك، ترعاه يداك!»، فسمعنا وأطعنا، واعتبرنا كلّ البشر إخواننا.
علّمتنا في شارةِ «عالم البلابل»، أنَّ الفوز يعلمنا التواضع والخلق الكريم، وأنَّ الخسارة تعلمنا معنى الصبر والتصميم.
بل وكأنّها كانت تحسّ بجراحنا المستقبلية وتعرف ما سيحدث بنا من شتاتٍ وتمزيقٍ في عالم الأرقام والتطور، لذلك غنّت على لساننا في شارة «أبطال الديجيتال»، وقالت:
في فخٍّ غريبٍ وقعنا، في دنيا الأرقام ضعنا
كيف الخروج، كيف الخروج من أين الطريق؟!
لقد كانت سبيستون أمّنا الثانية ومدرستنا العظيمة التي علّمتنا كلّ شيء. وها نحن صغارها الذين صاروا شباب المستقبل، ومشوا في كلِّ مناكب الأرض حتّى كبروا وكبرتْ الحياة بداخلهم. لكننا نفتقدها، ونحزن على بعدها، ولا زلنا نتساءل معها عن الدروب التي قطعناها، هل حقًا فينا البعد أم فيها؟
لا نعلم، لكننا نفتقدها جدًا، والأحزن أننا نفتقد تلك الروح وذلك الشغف الذي كنّا عليه حينما تأدَّبنا على يدها!
النص: لعماد عيد.
Негізгі бет في حب شارات بداية سبيستون Spacetoon / إلقاء: عبدالرحمن شكري.
Пікірлер: 20