هل سيستفيق العرب من سباتهم ؟
سؤال : في عالمنا المعاصر الذي امتلأ بدويّ الفجائع وأدخنة الدمار، نعيش الموت باستمرار. لكن مع الوقت وازدياد منسوبية الدّم صرنا نتعايش مع الفقدان بصورة طبيعية. هل للأمر تفاسير يتداخل فيها ما هو تكنولوجي بما هو نفسي؟
جواب خزعل الماجدي : سقوط المشروع القومي العربي منذ فشل عبد الناصر وإخفاقات صدام حسين وخواء الزعماء والمفكرين القوميين يشبهُ ، من وجهة نظري ، سقوط وفشل العالم الشيوعي في الغرب والعالم كله .. لكن المصيبة المضاعفة التي صاحبت سقوط المشروع القومي هي صعود مشروع الإسلام السياسي بعدها ، في حين تحاول الديمقراطية والليبرالية والرأسمالية الصعود بديلاً عن المشروع الشيوعي / الإشتراكي .
والفرق كبير حيث يزداد العرب مأساوية ودماراً وتخلفاً في مشروع شموليّ جديد بينما يتعافى الغرب ،(في شقّه الشرقيّ ) وبقية دول المنظومة الاشتراكية ، من الأمراض الشمولية ويتجهون لبناء بلدانهم وتطويرها . أما نحن فنتوجه لتخريب بلداننا وقتل مواطنينا وتشريدهم تحت راية الدين والآخرة وغيرها .
الدنيا تزداد بهاءً ونوراً بالعلم والحضارة والثقافة بينما نحن نزداد موتاً ودماراً وظلاماً بسبب القومية والدين السياسيّ والطائفيّ .
لاشك أن الشعوب العاطلة عن العمل ، مثل شعوبنا ، يعوزها العلم والتكنولوجيا فهي ليست طرفاً فيها ولاتنتجها ولذلك يكون لديها الوقت الكثير للدين والتطرف والثرثرة السياسية التي تغذي أتون الجهل والخراب والموت .. أي أن سايكولوجيا شعوبنا المريضة الكسولة تتناسب مع العطل التكنولوجي الذي تعاني منه.
نحن لانعيش في أوطان معافاة بل في مصحّات عقلية شاسعة وهياكل دول كارتونية وشوارع لايسودها القانون ، ومن الطبيعي أن نكون على شفير الهاوية وننسى العلم والتحضر بمعناه الحقيقيّ لأن التحضر لايعني أن نعيش فيه بل أن نساهم في صنعه .. وهذا سبب أزمتنا.
Негізгі бет هل سيستفيق العرب من سباتهم ؟
Пікірлер: 456