فارٌ حتَّى الآن ، وقرارُ إعدامِهِ كان آخِرُ قَراراتِ صَدَّام حُسين قَبْلَ سُقوطِ بَغداد ........
طاهِر جَليل حَبُّوش التَّكريتي ، رَئِيسُ جهازِ المُخابَراتِ العِراقيّ من عامِ ( ألفٍ وتسعِمِئَةٍ وَ تسعَةٍ وتسعين) حَتَّى سُقوطِ نِظام صَدام حُسين عامَ ( ألفين وَ ثَلاثَة) .
وُلِدَ طاهِر جليل حَبُّوش في مَدينَةِ تَكريت عامَ (ألفٍ وَتسعمِئَةٍ وخَمسين) في عَشيرَةِ بَني النّجار .
التَحَق الحَبُّوش بِكُليَةِ الشُّرطَةِ و حَصَلَ على شَهادَةِ الإجازَةِ في القانون من جامِعَةِ بَغداد ، وَ بَدَأ بَعدَها مشوارَهُ السِّياسيّ بالتَّدَرُّجِ في المَناصِب بينَ سِلكِ الأمنِ والسِّلكِ الدُّبلوماسيّ ومَكاتِبِ حِزبِ البَعثِّ العِراقيّ ، حَتَّى أصبَحَ بعدها مُحافِظًا لِذي قار .
كَشفت بَعض المصادر وَأصحاب العلاقات مع حَبُّوش بِدايَةَ عَلاقَتِه بِصَدام حُسين مع بِدايَةِ انْضِمامِهِ إلى حِزبِ البَعثِ العِراقي ، وَتَوَطُدُ عَلاقَتِهِ بِهِ زَادت مِن ثِقَةِ صَدام حُسين بِه مما خَوَّلَهُ للإرتِقاءِ بِالمَناصِبِ وأوصَلَهُ إلى أَكثَرِ الأجهِزَةِ الأمنيَّةِ حَساسِيَةً ، فَفي عامِ (ألفٍ وتسعمِئةٍ وخَمسَةٍ وتسعين ) تَوَلى مَنصِبَ مُديرِ شُرطَةِ العِراق حَتَّى عام (ألفٍ وَتسعِمئَةٍ وسَبعَةٍ وتسعين ) حيثُ انتَقَلَ إلى مَنصِبِ مُديرِ الأمن العام ، واستَمَرَّ في هَذا المَنصب حَتَّى عام (ألفٍ وتسعمئةٍ و تسعَةٍ وَتسعين )
لِيَتَوَلى مَنصِبًا مُهِمًا في نِظام صَدام حُسين وَهو آخِرُ مَنصِبٍ تَولاهُ حَتى سقوطِ بَغداد فَقَد وَصَلَ لِمَنصِبِ رئِيسِ جهازِ المُخابَراتِ العِراقيّ ، مِما جَعَلَهُ مُطَّلِعًا على خَبايا نِظام صَدام حُسين وعلى أسرارٍ مِنَ الصُّعوبَةِ بِمَكان أن يَكشِفَها أيُّ شَخصٍ عادِيّ .
كَثُرَت الأقاويل حولَ الحَبُّوش فقد فَرَّ هارِبًا قَبلَ سُقوطِ بَغداد بِثلاثَةِ أيام والمُثيرُ للريبَةِ أمرُ صَدام حُسين بأنَّ على من يَجِدُه أن يُعدِمَهُ فَورًا وتعيينهِ لـ "حُسام محمد أمين" عِوَضًا عنه.
ما الّذي جَعَل من طاهِر جليل الحَبُّوش مَطلوبًا لَدى صَدام حُسين ، وَما الّذي دَفَع الأخير على الأمرِ بِإعدَمِهِ إن تَطَلَبَ الأمر ؟؟
قَالَ مَسؤُولٌ رَفيع المُستَوى في نِظام صَدام حُسين ، أن الرَّئيس صَدام حُسين هَرَبَ من مَنزِلٍ في حَيِّ المَنصور كان سَيَلتَقي فيهِ بِأربَعَةٍ من معاوِنيه المُقَرَبين ، قَبلَ رُبعِ ساعَةٍ فَقَط مِن قَصفِ هَذا المَنزِل في (السَّابِعِ مِن إبريل ) ، وَبِحَسبِ هَذا المَسؤول فَإنَّ صّدام إستَدعى المَسؤولين الأربَعة الوَحيدين الّذين كانَ لا يَزالُ يَلتَقي بِهم بَعدَ بِدءِ العَمليَّاتِ العَسكَريَّةِ الأمريكيَّةِ ضِدَّ العِراق في (التاسع عَشَر من مارس) إضافَةً إلى أولادِه ، وَهُم الرَّجُل الثّاني في النِّظام " عِزّة الدُّوري" ، وَنائِبِ الرَّئيس " طه ياسين رَمَضان" ، وَوَزير الدِّفاع "سُلطان هاشِم" إضافَةً إلى رَئِيسِ أجهِزَةِ المُخابَرات "طاهِر جَليل الحَبُّوش" ، حَيثُ كانَ مِنَ المُفتَرَض أنّ يَتِمَ اللِقاء في فيلا في حيِّ المَنصور ، كان صَدام يَستخدِمُها لِعَقدِ لقاءات من هَذا النَّوع وَلِتَناول وَجبات الطَّعام كَونُها تَقَعُ على بُعدِ عِدَةِ أمتارٍ مِن مَطعَمِ السَّاعة الذي كانَ مِلكًا للمُخابَراتِ العِراقيَّة ، تَفاجَأ صَدام حُسين بِوصولِ الجَميع للإجتِماع ما عَدا طاهر جَليل لِيَذهَبَ إلى مَن أَمَرَهُ بتوصِيل الرِّسالَةِ إليه وَهوَ ابنُ أخيه غير الشَّقيق "سَبعاوي" وَسَئَلَهُ : "هل أبلَغتَ طاهر عن اللقاء؟" وعِندَما رَدَّ عَليهِ بالإيجاب أوجَسَ صَدّام خيفَةً و شَعَرَ بِأنَّ فَخًا نُصِبَ لَهُ باعتبار أنَّ رَئيس جِهاز المُخابَرات لم يَحضُر إلى الإجتِماعِ المُقَرَر ، وَفَرَّ هارِبًا سَيرًا على الأقدام ، وَما لَبِثَ أن وَصَلَ إلى الطَّريق الرَّئيسيةِ حَتَّى تَمَّ قَصفُ المَنزل ، و وَرَدَ حينَها أنَّ صَدام حُسين كان يَشُكُ في رئيسِ جِهازِ مُخابَراتِهِ مُنذُ عمليَّاتِ القَصفِ التي شَنَّتها القوَّاتُ الأمريكيَّةِ مُنذُ (التَّاسِع عَشَر مِن مارِس) ، وَلَكِنَّهُ تأَكَدَ مِن ذَلِكَ مُتَأخِرًا ،وَ عِندها أعطى الأوامِر باعتِقال الحَبُّوش وإعدامِهِ إن لَزِمَ الأمر ، وَعَيَّنَ بَديلًا عَنهُ "حُسام محمد أمين" مُديرُ هيئَةِ الرَّقابَةِ الوَطَنيَّة ، إلا أنَّ القوات الأمريكيَّة اعتَقَلَته في ( السَّابِع والعِشرين مِن إبريل).
وَأَكَدَ أحَدُ المسؤولين أنَّ القوات الأمريكية عَمِلت على إخراج الحَبُّوش من العاصِمَة العِراقيّة فَورَ دُخولِها إليها إلى جانِبِ "حسين رَشيد التّكريتي" مُديرُ الأمن في وِزارَةِ الدِّفاع، وَنَجلُهُ "عَليّ" مُديرُ مَكتَبِ قُصي صَدام حُسين الذي كانَ يَتَولَّى قيادَةِ الحَرَس في الآوِنَةِ الأخيرة ،لِتَقديمِهِم خَدَماتٍ للقوات الأمريكيَّة.
اختَفَت أخبارُ الحَبُّوش ولم يَبقَ لهُ أثَر حتَّى جاءَ أَحدُ الصُّحُفيين البريطانيين يُدعى "رون سوزكايند" لِيَفتَح المَلفات المَخفيَّة وَيكتُب في كِتابِه ( طَريقُ العالَم ) بِأنَّ "الحَبُّوش" كان مَصدَرًا مُهِمًا للاستخبارات البريطانيَّة لِمُدَةِ أكثَرِ مِن سَنَةٍ قَبلَ الغَزو الأمريكي للعِراق وأنَّهُ كَتَبَ إلى بريطانيا أن صَدام حُسين لا يَملِك أسلِحَة دمار شامِل وأنَّهُ أنهى برنامَجَهُ النَّوَويّ منذُ عام ( ألف وتسعمئَةٍ وواحِدٍ وتسعين) وأنهى برنامَجَه البيولوجي مُنذُ عام (ألفٍ وتسعِمِئَةٍ وسِتَةٍ وتسعين) ، وَلَكِنَهُ حاوَلَ الاحتِفاظ بالإنطباعِ على امتلاكِهِ مثلِ هذه الأسلِحَةِ من أجلِ التأثيرِ على إيران .
عِندَها تَحَرَّكَ سُكون "الحَبُّوش " مُدافِعًا عن نَفسِهِ وَمُحاوِلًا اثبات العَكس بِقَوِلِهِ أنَّهُ لو كان عَميلًا لما حاوَلَ العَدوُّ الأمريكيُّ اغتيالَهُ وإنهاء حياتِه قَبلَ الغزو عِدَةَ مَرات .
وقولُهُ أيضًا في مَقالٍ كَتَبَهُ :" لو كنت عميلاً لا قدر الله للمخابرات الأمريكية:
Негізгі бет طاهر جليل الحبوش ,, من رئاسة مخابرات صدام حسين الى خيانته ,,سلسلة أزلام النظام من قناة مكامن التاريخ
Пікірлер: 878