حفلات الزفاف و أعراس المنطقة الشرقية
نشر بوساطة محمد بلبشير في العلم يوم 04 - 09 - 2012

إن طقوس وعادات الزواج في المغرب تختلف حسب التقاليد والموروث الثقافي والاجتماعي لكل جهة ومنطقة، في ما تتشابه هذه الطرق بالمنطقة الشرقية تقريبا بالرغم من اختلاف المكون الثقافي وعامل الوسط لكل منطقة على حدة، فقد لوحظ خلال السنين الأخيرة نوع من العزوف عن الزواج، وذلك لأسباب متعددة يمكن تلخيصها في عوامل اجتماعية تقف حجر عثرة كالبطالة والفقر والبحث عن طرق تخول للشباب الهجرة إلى الخارج قصد الحصول على عمل يضمن عيشهم كالزواج من أجنبيات بقصد الحصول على أوراق الإقامة هناك.
ورغم ذلك لا يزال موضوع الزواج وما يدور في فلكه من أعراس وأفراح مما يبدد الأفكار المسبقة عن صعوبة الإعداد لحفلات الزفاف عن أعراس الصيف في المنطقة الشرقية أعددنا الملف التالي والذي رصد أراء مختلفة في الموضوع.
فاطمة كدة أستادة التعليم للعلم :
الزواج في عصرنا يختلف تماما عما كان عليه في الماضي، حيث أصبح يشكل حاجزا يصعب اجتيازه، وسبب ذلك مظاهر البذخ والتبذير التي بدأت تطبع أعراسنا، فقد تضافرت العوامل والأسباب لتجعل منه أمرا صعبا، فزيادة على الوضعية الاجتماعية التي أفرزتها عوامل اقتصادية من بطالة وفقر وارتفاع مهول للأسعار... هناك ظاهرة تنفرد بها المنطقة الشرقية من باقي مناطق المغرب وهي : غلاء المهر، وتكاليف حفل الزفاف والتي تتراوح ما بين 50000 درهم و60000 درهم فالطابع التقليدي البسيط لم يعد يطبع الأعراس، لأن طغيان العادات الدخيلة لم يفسح لها المجال للحضور بكثافة من داخل وخارج الوطن والمتمثلة في عملية "النقاشة" بالحناء.
وهي عادة دخلت على تقاليد وجدة منذ حوالي 15 سنة، بحيث كانت العروس سابقا تكتفي بتخضيب الحناء بطريقة بسيطة وسهلة وقد لا تستغرق وقتا طويلا، واليوم وبنفس المادة (الحنا) يخصص لها حوالي ست ساعات، تحضر خلالها صديقات العروس وأهلها.
وخلال اليوم الموالي وهو يوم "الحنا" تستقبل أسرتها بعض أقرباء العريس، وهو اليوم الذي يكلف العروس وأهلها ميزانية خاصة، بغض النظر عن المال الذي يقدمه لها العريس كمهر، حيث تشتري الملابس والحلي الذهبية ... وهنا لابد من الإشارة أن المرأة الشرقية تركز كثيرا على اقتناء الذهب ضمن حاجيات "الجهاز" وأثاث بيت الزوجية.. وخلال نفس اليوم يكون حضور "النكافة" او اللباسة ضروريا، وهي التي تحضر معها أزياء فخمة تقليدية تجمع بين الأصالة والمعاصرة خاصة بالعروس، بحيث أن الكل لباس خاص يتراوح ما بين 200 و650 درهم مع حلي متنوعة حسب نوعية الأزياء، وقد نجد من بين هذه الألبسة : الوجدية الأصيلة والمكناسية والفاسية والسوسية والهندية" وتحمل العروس خلال نفس الليلة على الطيفور وهو عبارة عن هودج كرمز للقيمة السامية التي تحظى بها العروس في تلك الليلة تحت إيقاعات "الدقة المراكشية".
ومن بين العادات الدخيلة، بحكم الموقع الجغرافي الذي يربط المنطقة الشرقية بالحدود المغربية الجزائرية تبقى عملية التأثير والتأثر حاضرة فنجد ألبسة من نوع "القاط" "المنسوج" الكاراكو" محاكة من ثوب "قطيفة" أو "الموبرة"منسوجة بخيوط ذهبية وبأشكال مختلفة، كما ترتدي العروس في الليلة الأخيرة ليلة "الزواج"فستان الزفاف الأبيض، بتسريحة وماكياج خاصين وتخرج وسط موكب من السيارات.
خديجة عطا بنت أحمد (65 سنة) ربة بيت : عاداتنا انقرضت ‼
عن الزواج التقليدي تقول السيدة خديجة بكل تحسر أن العريس كان يمنح الأم شرف اختيار عروسه دون ان يعرفها او يشاهدها، وتنأهب أسرته لزيارة أسرة العروس "طالبين ضيف الله" وخطبة ابنتهم وتقرأ الفاتحة بعد الموافقة ويتم تحديد موعد الزفاف.
وعن لوازم الخطوبة تقول السيدة خديجة أنها كانت بسيطة ومنها "الحناء" كرمز للحب والفرح والخير، والسكر : أي الحلاوة التي تؤلف بين القلوب، كما أن السبب الرئيسي في تكفل الأم باختيار "الكنة" أو زوجة ابنها هو مكوث الزوجة مع أهل زوجها بنفس المنزل ولتطمئن على ابنها ومتطلباته كإتقان الأشغال المنزلية .. أم مهر العروس فلم يكن يتعدى 100 درهم، وسن العروس لم يكن يتجاوز 15 سنة، والعيس 19 سنة.
عدل بقسم التوثيق بالمحكمة الابتدائية بوجدة : انخفاض نسبة الزواج ..
لقد أصبح الزواج هذه السنوات الأخيرة أو منذ حوالي أربع سنوات شبه منعدم بوجدة، وأضحت ظاهرة الطلاق هي سيدة الموقف، بحيث أننا لاحظنا تراجعا وعزوفا كبيرين عن الزواج، وحتى إذا توفر فلا يكون في أغلب الأحيان غلا زواجا من اجل مصلحة شخصية قصد الحصول على شغل بالخارج أو رغبة في الالتحاق بالأسرة في إطار العمل والوظيف، ويتم عقد القران لتقديمه للسلطات المعنية وبالتالي توافق للعروس أو العريس الالتحاق بالطرف الآخر.. وعن المهر، فهناك شرائح متميزة لها شروطها في فرض المهر، فالصداق لابد منه ولا يتعدى في المتوسط 50000 درهم حسب دخل العريس.. أما إذا تعلق الأمر بزواج من اجل مصلحة (الهجرة بوثائق قانونية توفرها له العروس) فيتعدى هنا المهر 60000 درهم أحيانا.. وعن العادات العريقة، يقول العدل أنها انقرضت تماما، مثل سن الزواج بالنسبة للفتاة كان ما بين 12 و13 سنة، وحاليا تتعدى 20 سنة خلال التسعينات كنا نتعب كثيرا إثر كثرة الإقبال على عقد القران ابتداء من شهر يونيو واليوم نحن في منتصف فصل الصيف وعدد قليل من يقبلون على ذلك هناك أسباب كثيرة أدت إلى هذا العزوف، من بينها مدونة الأحوال الشخصية وخاصة مبدأ التعدد ... وبصفة عامة الحالة لا تبشر بالخير.
الفاسي..
بعد بالحرير مثل "المجبود".. ودخل على هذا التقليد في الأزياء لباس "القبة" والتي عند هذا الحد، لأن تخصصنا منحنا فرصة تزيين وجه العروس ب "المكياج" والتعامل معه بكل حذر وحسب ما سترتديه من ملابس... ويمكن أحيانا إضافة شعر اصطناعي لعروس تشكو من ضعف حجم شعرها شريطة ان يكون مشابها له.. وعلى أي فحتى تسريحة شعر العروس عرفت نماذج غريبة..
Негізгі бет #اجمل
Пікірлер: 6