أولا صلو على رسول الله صلى الله عليه وسلم
شكراً على المشاهدة
الحمد لله الذي خلق الإنسان من نطفة ثم جعله سميعًا بصيرًا، وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ الذي أرسله الله هاديًا ومبشرًا ونذيرًا، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
*عباد الله، اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون.*
*أيها المؤمنون، حديثنا اليوم عن ميثاق غليظ، ميثاقٍ ارتبطت به السماوات والأرض، ميثاقٍ عظَّمه الله في كتابه، وذكره في أكثر من موضع. إنه ميثاق الزواج.*
قال الله تعالى في كتابه الكريم: "وَأَخَذْنَا مِنكُم مِيثَاقًا غَلِيظًا" [النساء: 21]. هذه الآية العظيمة تُذكرنا بالعقد العظيم الذي أوجبه الله بين الزوجين، وهو عقدٌ ليس كأي عقد، بل هو ميثاقٌ غليظ، يحمل في طياته مسؤولياتٍ جسامًا، وحقوقًا متبادلة، وأماناتٍ يجب حفظها ورعايتها.
*عباد الله، إن الزواج في الإسلام ليس مجرد ارتباط بين رجلٍ وامرأة، بل هو بناءٌ لأمة، وتأسيسٌ لمجتمعٍ صالح.*
ففي هذا الميثاق الغليظ، يُطلَب من الزوج أن يكون قائداً لأسرته، محافظاً على أهله، ومسؤولاً عنهم أمام الله تعالى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته" [البخاري]. فالزوج راعٍ في بيته ومسؤولٌ عن كل من تحت رعايته.
*أيها الأحبة، وعلى الجانب الآخر، فإن الزوجة مسؤولة أيضًا في هذا الميثاق الغليظ.*
فهي راعيةٌ في بيت زوجها ومسؤولةٌ عن بيتها وأبنائها. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها" [البخاري]. فيجب على المرأة أن تُحافظ على بيتها، وأن تكون عوناً لزوجها، وأن تُربي أبنائها على طاعة الله، وغرس القيم الإسلامية في قلوبهم.
*عباد الله، إن من عظمة هذا الميثاق أن الله أمر بحسن المعاشرة بين الزوجين.*
فقال تعالى: "وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ" [النساء: 19]. والمعروف هنا يشمل كل خيرٍ من قولٍ وفعل، والرفق، واللين، والصبر. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خياركم خياركم لأهله" [الترمذي]. فالخيرية الحقيقية تظهر في معاملة الرجل لأهله وبيته.
*أيها المؤمنون، لنعلم أن هذا الميثاق الغليظ أمانة، وكل أمانة لها حقوق يجب الوفاء بها.*
فليتقِ كل واحدٍ منا الله في زوجه، وليؤدِّ ما عليه من حقوق، وليعلم أن الزواج ليس نهاية بل بداية لبناء حياةٍ مستقرةٍ سعيدة، تقوم على الحب والمودة والرحمة.
قال الله تعالى: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" [الروم: 21].
*ختامًا، أيها الإخوة والأخوات، لنتذكر دومًا أن الزواج ليس فقط ارتباطًا جسديًا، بل هو أيضًا ارتباط روحي، وبناء لأجيالٍ قادمة تحمل رسالة الإسلام.*
فلنحرص على أن نكون عند حسن ظن الله بنا، وأن نحافظ على هذا الميثاق الغليظ بما يُرضي الله ويحقق لنا السعادة في الدنيا والآخرة.
*أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.*
Негізгі бет خطبة الجمعة وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا
Пікірлер: 10