لماذا نركز على جانب واحدٍ فى حياتنا اسمه الخطاب الدينى؟ ونحاول أن نجدده أو نعيد إنتاجه من جديد ... إلى آخره، والحضارة أشمل من الدين، فهى تضم ما يقرب من 15 مكونا أو عنصرا لها، والدين واحد منها، فهل يصح أن نهمل 14 مكونا ونركز على واحد فقط؟
فليكن الإصلاح الدينى جزءاً من الإصلاح الحضاري، حينها سيكون الأمر طبيعيا ومتساوياً مع بقية المكونات، وسيكون تنفيذه أسهل وأكثر دقة.
الإصلاح الحضارى الذى أتحدث عنه يأتى من منطلق أن كلّ حضارة تتكون من 15 مكونا، سبعة منها مادية هى العناصر (الجغرافية والسياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والمادية / مصادر الطاقة والعلمية ) وسبعة منها ثقافية هى ( التاريخية والقانونية والثقافية /الفكرية والتربوية والنفسية والدينية والفنية ) وهناك ما يضبط التوازن بين هاتين المجموعتين من العناصر وهو الأخلاق، فضلاً عن التناسق والإيقاع العميق الذى يجب أن يربط جميع العناصر المادية والثقافية ببعضها.
العالم، اليوم، أصبح حضارة واحدة حية وقوية وتمثل حقبة التاريخين الحديث والمعاصر، ففى التاريخ الحديث كنا نسمى حضارته بـ (الحضارة الأوروبية)، ثم أسميناها الحضارة الغربية، لأن أمريكا وأستراليا ونيوزلندا وكندا دخلت فيها.
فى التاريخ المعاصر (أى منذ عام 1945 والى الآن ) أصبحت هناك مجاميع جديدة مركزها الحضارة الغربية، لكنها قد لا تكون غربية مثل اليابان وكوريا والفلبين والبرازيل وغيرها، أما الحضارات الأخرى النازحة من الماضى القديم أو الوسيط مثل (الهندية والصينية والإسلامية) فقد تجمدت وانتهت أنظمتها القديمة والوسيطة ، واصبح أهلها فى إطار الدول النامية، وها قد بدأت الصين بالنهوض وفق أسس العلم ونجحت وستتبعها روسيا والهند.
يمكننا القول إن كل شعب، فى الدول التى هى خارج دائرة الحضارة الغربية الآن، يمتلك جوانب حضارية يحاول أن يجمع بينها فتتحرك وتنجز له ما تنجز سعياً للانضمام لركب حضارة عالمية واحدة، اذن كل شعب قادر على أن يحرك بنشاطه هذه المنظومة لينتمى فيما بعد تلقائيا إلى الدول المتحضرة مع الاحتفاظ بخصوصيته . فعلى سبيل المثال اليابان وكوريا والبرازيل والصين ضمن دائرة الدول الغربية لكنها تحتفظ بخصوصيتها الفنية والثقافية والدينية .. فلماذا لا نفعل نحن ذلك؟
Негізгі бет إصلاح ديني أم إصلاح حضاري !
Пікірлер: 116