في خضم الجدل الدائر حول عملية الإحصاء العام للسكان والسكنى، خرج أحمد الحليمي، المندوب السامي للتخطيط، عن صمته ليرد على الانتقادات التي وجهها عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة الأسبق، والتي زعم فيها أن العملية شابها تسييس وانحياز لصالح فئات معينة. الحليمي في تصريحاته نفى بشكل قاطع وجود أي تأثير سياسي على سير عملية الإحصاء، مؤكدًا أن هذه الأخيرة كانت تقنية بحتة ومبنية على معايير علمية وموضوعية لا تقبل الشك.
وفي معرض حديثه، أوضح الحليمي أن عملية الإحصاء، التي أشرفت عليها المندوبية السامية للتخطيط، استندت إلى مجموعة من المعايير الدولية المعترف بها، حيث تم اختيار الفريق المشرف على العملية بناءً على كفاءتهم التقنية وخبراتهم في هذا المجال، بعيدًا عن أي اعتبارات سياسية. وأكد أن مديرين إقليميين تولوا مهمة الإشراف على العملية في مختلف المناطق، حيث كانوا مسؤولين عن تدريب الفرق الميدانية ومراقبة جودة البيانات المجمعة.
وفيما يخص الانتقادات التي وجهها بن كيران حول استبعاد بعض الأشخاص من التدريبات المتعلقة بالإحصاء، أكد الحليمي أن هذه الانتقادات لا أساس لها من الصحة. وأوضح أن الاستبعاد لم يكن لأسباب سياسية، بل كان نتيجة عملية تقييم دقيقة لقدرات الأفراد المختارين للقيام بالمهام المطلوبة. وأضاف أن الأشخاص الذين تم استبعادهم لم يستوفوا المعايير الفنية المطلوبة، ولذلك تم اختيار أشخاص آخرين أكثر كفاءة لتولي هذه المهام.
كما شدد الحليمي على أن جمع البيانات تم بطريقة تضمن سرية المعلومات الشخصية للمواطنين. لم يتم استخدام أي معطيات حساسة مثل أرقام الهوية الوطنية أو المعلومات المالية، وإنما ركزت الاستمارة على جوانب تقنية واجتماعية تهدف إلى تحليل الوضع الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع. وذكر أن الأسئلة المطروحة كانت تتعلق بنوعية السكن، مستوى التعليم، وسائل التنقل، وتوفر التكنولوجيا في المنازل، وليس بهدف تصنيف المواطنين حسب ثرواتهم أو خلفياتهم الاجتماعية.
وأكد الحليمي أن الهدف الأساسي من الإحصاء هو تقديم صورة دقيقة وشاملة عن الوضع الاجتماعي والاقتصادي للمواطنين، بما يسهم في تعزيز التخطيط المستقبلي والسياسات العامة. وأشار إلى أن النتائج المستخلصة من الإحصاء ستُستخدم في وضع استراتيجيات تنموية تهدف إلى تحسين الظروف المعيشية للمواطنين، وتقليص الفوارق الاجتماعية، مشددًا على أن هذه العملية هي خدمة وطنية تهم جميع المغاربة.
وفي ختام تصريحه، دعا الحليمي المواطنين إلى توخي الحذر من الشائعات التي تهدف إلى التشكيك في مصداقية الإحصاء، مؤكدًا أن المندوبية السامية للتخطيط عملت وستظل تعمل على ضمان شفافية ونزاهة جميع العمليات التي تشرف عليها. وأعرب عن أمله في أن تساهم هذه النتائج في تحقيق تنمية شاملة ومستدامة للمغرب، مشددًا على أن هذه العملية هي خطوة أساسية نحو بناء مستقبل أفضل للمواطنين.
Негізгі бет الحليمي ينفي مزاعم بنكيران ويكشف أسباب إقصاء أعضاء "البيجيدي" من المشاركة في الإحصاء
Пікірлер: 51