جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل الدكتور احمد الملاد , وجعل الله توضيحك لليأس وما يدور في قلب معظم المسلمين في هذة الفترة من بلاء ومحنة على اهلنا بغزة توضيحا جليا بان الله مطلع على ما يجري من بلاء واستباحة للنفس المسلمة من اطفال ونساء وشيوخ وشباب عزل لهو في علم الله سبحانه وتعالى , وكلما زاد افتراء العدو وسيطرتة وكلما ارتفع , فلا بد مثلنا ارتفع سيقع في اسفل سافلين . اليأس يعدّ مرضاً وكربة تؤثر في النفس بشكل سلبي دائماً, فيجعلها تتراجع إلى الوراء, وتسير خلف الركب, وهو عدو الفكر والتحرر والانطلاق, وعدو التطور والتقدم والابتكار, وهذا هو مبتغى الشيطان وقمة فرحه وسروره. الرجاء يوجب للعبد السعي والاجتهاد فيما رجاه, والإياس يوجب له التثاقل والتباطؤ. فاطرد اليأس, فالمؤمن لا ييأس, ولا يقطع الرجاء من الله عز وجل, بل يرجو رحمة الله جل وعلا, قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} ﴾ [يوسف:87] لا تيأس من حال أمتك, فالله ناصر دينه, الحقُّ منصور ومُمتحن, فـــــلا تعجب فهذي ســـــــنَّةُ الرَّحـمن والله ناصر دينه وكتـــــــابــــــــــه ورسوله في سائر الأزمـــــــــــــــــــان اليهود والنصارى متفقون على عداوة المسلمين, كل لا يريد الإسلام, ولا يريد أهل الإسلام, ولا يريد عز الإسلام, ولكن سينصر الله تعالى دينه مهما كانت الأحوال, فالله تعالى ناصر دينه وكتابه. لا تيأس من حصول كشف كربك وتحقق مطلوبك مهما كان , واحذر من القنوط , أشدّ اليأس لأن الإنسان يقنط ويُبعد الرجاء والأمل بحيث يستعبد حصول مطلوبه أو كشف مكروبه...والقنوط من رحمة الله لا يجوز لأنه سوء ظن بالله عز وجل وذلك من وجهين: الأول: أنه طعن في قدرته سبحانه, لأن من عَلِمَ أن الله تعالى على كل شيء قدير لم يستبعد شيئاً على قدرة الله. الثاني: أنه طعن في رحمته سبحانه, لأن من علم أن الله رحيم لا يستبعد أن يرحمه الله سبحانه, ولهذا كان القانط من رحمة الله ضالاً ولا ينبغي للإنسان إذا وقع في كربة أن يستبعد حصول مطلوبه أو كشف مكروبه, وكم من إنسان وقع في كربة وظن أن لا نجاة منها, فنجَّاه الله سبحانه." لا تيأس وإن اشتد الكرب فكلما تعسرت الأمور فانتظر التيسير من الكريم الرحيم, قال الله جل وعلا: { فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} بشارة عظيمة أنه كلما وجد عسر وصعوبة, فإن اليسر يقربه ويصاحبه, حتى لو دخل جحر ضب لدخل عليه اليسر. لا تيأس وإن طال زمن البلاء, و تأخر الفرج , فإياك إياك أن تستطيل زمان البلاء وتضجر من كثرة الدعاء, فإنك مبتلى البلاء, متعبد بالصبر والدعاء, ولا تيأس من روح الله وإن طال البلاء .
Пікірлер: 3