بارك الله فيك يا شيخنا الفاضل الدكتور احمد الملاد في خطبة الجمعة في مسجد النور بمدينة اورليندو بفلوريدا ليوم الجمعة 27 شعبان 1445 الموافق 8 أذار { مارس } 2024م ونحن مقبلون على شهر الصوم ، شهر الرحمة والمغفرة ، شهر البر والإحسان ، شهر الفوز بالجنة والعتق من النيران ، فما أحوجنا أن نذكر أنفسنا بفضائل شهر رمضان ، فقد اقتضت حكمة الله تعالى تفضيل بعض الناس على بعض ، وبعض الأماكن على بعض ، وبعض الشهور على بعض ، ومن هذه الأشهر التي فضلها شهر رمضان ، فهذا الشهر الكريم له فضائل وخصائص تميزه عن غيره من الشهور، ومن هذه الفضائل والخصائص التي اختص بها شهر رمضان المبارك عن غيره من الشهور فشهر رمضان تفتح فيه أبواب الجنة : ففي مسند أحمد وعند النسائي (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : { هَذَا رَمَضَانُ قَدْ جَاءَ تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ النَّارِ وَتُسَلْسَلُ فِيهِ الشَّيَاطِين }ُ ففضل أول ليلة في صيام رمضان : فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ :« إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ وَيُنَادِى مُنَادٍ يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِر .ْ تتواصل معاناة سكان غزة مع استمرار القصف الإسرائيلي الجنوني في مختلف أنحاء القطاع والأوضاع الإنسانية الصعبة التي نتجت عن انقطاع الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه ووقود وطعام ونفاد الأدوية . وفي أيام الحرب يصطف الغزيون في طوابير طويلة سعيا للحصول على رغيف خبز لعائلاتهم، وسط مخاوف من عدم دخول المساعدات الغذائية إلى غزة، مما يترتب عليه انقطاع مادة الطحين عن القطاع المحاصر . ولم يقتصر الأمر على الخبز فحسب، بل لم يعد الحصول على المياه أمرا سهلا، وسط تحذيرات من إمكانية فقده إذا استمر الوضع الراهن بسبب عدم توفر وقود لمولدات الكهرباء التي يحتاجون إليها لسحب الماء من الآبار الجوفية . وبموازاة ذلك، دمرت إسرائيل منازل الفلسطينيين في غزة مما دفعهم للنزوح إلى مناطق يعتقد أنها آمنة، خاصة مدارس غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، ليتفاجؤوا بعدم وجود مقومات للحياة فيها فضلا عن دوي انفجارات قوية بالقرب منها . أما مستشفيات القطاع فشارفت على الانهيار في ظل الحاجة الماسة للأدوية والفرق الطبية وعدم قدرتها على استقبال المزيد من الشهداء والمصابين . فدعا شيخنا الملاد الى الشعور بالاحساس بمعاناة شعب غزة والدعاء لهم بتفريج كربتهم فقد لقى كثير من اهلنا بغزة مصرعهم من الجوع والعطش , غير مصرعهم من البطش الصهيوني بابادتهم بقصفهم من البر ومن البحر ومن الجو . وفي نهاية الخطبة عرج الى الشؤون الاجتماعية الاسلامية وتعجب من طلب بعض الاباء ان يوافق على زواج ابنته لشخص نصراني وذكر بان كل الائمة منعت ذلك الامر بشكل قاطع . فإن زواج المسلمة من النصراني رِدَّةٌ عَنِ الإِسْلَامِ؛ لأنهُ استحلالٌ لِمَا حَرَّمَهُ اللهُ، وهو مَحْضِ زِنَا، وَمِنَ الفَوَاحِشِ العَظِيمَةِ الَّتِي نَهَى اللهُ عَنْهَا، وَأَنَّ الْعَقْدَ بَاطِلٌ بِالْكِتَابِ والسُّنَّةِ والإِجْمَاعِ؛ فَقَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [البقرة:221] .
Пікірлер: 3