43% من إيرادات الميزانية، و92% من الصادرات، هذا ما شكلته منتجات النفط والغاز بالاقتصاد الجزائري خلال الفترة من عام 2018 إلى 2022، وبالرغم من ذلك تسعى الجزائر لتحرير اقتصادها من الاعتماد الكبير على النفط، فلماذا؟
ببساطة الاقتصادات التي تعتمد بشكل أساسي على مواردها الطبيعية مثل النفط تعاني تقلبات نتيجة تأثير الأحداث العالمية على عوائدها ما يؤدي لصعوبة تحقيق استقرار مالي واقتصادي على المدى الطويل، لتحقيق نمو مستدام، وهو ما يتطلب تنويع مصادر الدخل والاستثمار في قطاعات أخرى غير مرتبطة بالنفط، الاقتصاد الجزائري على سبيل المثال اعتمد بشكل أساسي خلال العقود الماضية على عوائد قطاع النفط ما جعله تحت رحمة تقلبات الأسعار العالمية، فمثلا عندما انهارت أسعار النفط العالمية جراء الإغلاق الذي فرضه الوباء العالمي، اضطرت الجزائر في مايو 2020 إلى تقليص الإنفاق العام بنسبة 50%، هذا التخفيض الكبير أجبر الحكومة على إعادة النظر في خطط الاستثمار لعام 2020 وخفضها بشكل كبير، أيضا عندما توقفت إمدادات الغاز الروسية إلى أوروبا خلال الحروب الأوكرانية أصبحت الجزائر ثاني أكبر مورد للطاقة إلى القارة العجوز بعد النرويج بحصة بلغت 20% من إجمالي الواردات العالمية إلى أوروبا، هذه التقلبات المستمرة جعلت الجزائر تسعى لتنويع اقتصادها بدلا من الاعتماد على النفط حتى لا يكون عرضة لتقلبات الأسعار، ففي أغسطس 2020 أعلنت الجزائر خطة للإنعاش الاقتصادي تمتد لـ4 سنوات بهدف رفع قيمة الصادرات خارج قطاع النفط، وذلك من خلال دعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة والناشئة عبر تفعيل مليون مؤسسة مصغرة وتعزيز المنتجات ذات المحتوى المحلي العالي، أيضا أصدرت الجزائر قانونا جديدا للاستثمار وسهلت منح القروض لتحسين مناخ الأعمال ومكافحة البيروقراطية، ما ساهم في جذب أكثر من 1694 مشروعا جديدا بقيمة تتجاوز 6.3 مليار دولار خلال الفترة من نوفمبر 2022 إلى مارس 2023، كما اهتمت بقطاع التعدين بإطلاق 26 مشروعا جديدا لاستغلال 32 منجما تضم معادن نادرة، وأخيرا بدأت في تنفيذ برنامج طموح لتطوير الطاقات المتجددة من خلال إطلاق مشروع لمحطات الطاقة الشمسية بقدرة 2000 ميجاواط، ونتيجة لذلك ارتفعت قيمة الصادرات خارج قطاع المحروقات من 1.7 مليار دولار في عام 2019 إلى 5 مليارات دولار في عام 2021 ثم إلى 7 مليارات دولار في عام 2022، ومن المتوقع وفقا لوزير التجارة وترقية الصادرات، الطيب زيتوني أن تصل صادرات الجزائر خارج قطاع المحروقات إلى 29 مليار دولار بحلول عام 2030.
#الجزئر #النفط_الجزائري
Негізгі бет لماذا تسعى الجزائر لتحرير اقتصادها من قبضة النفط؟
Пікірлер: 198