سيل_العرم
لطالما سمعنا وقرأنا عن رواية (سيل العرم المدمر) من خلال مؤلفات المؤرخين أو ما جاء في القرآن الكريم قوله تعالى {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرمِ} (سورة سبأ)
أو ما تناقلته الأجيال عن هذا الحدث العظيم ، إلا أن المحير في الأمر أن نقوش المسند لم تتطرق لهذا الحدث لا من بعيد ولا من قريب حتى ظهر لنا هذا النقش لأول مرة والذي يتحدث عن سيل العرم
طبعاً هذا النقش نشرته في مجلة ريدان العدد العاشر 2023م.
والشكر والتقدير للاستاذ القدير/ أحمد محمد عوضه الغفري ، الذي مدنا بهذا النقش النادر جداً
وهذا نصـه كما يلي :
[1] يوم/سأب/بن/زلتم/بثلم
[2] ذ فرع/ورخ/صرب/بسل/عرم/قمتم
[3] نطفتم/بخرف/صبحهم/وتـ
[4] ـبع/كرب/بني/شوبن/سطر
[5] مشبمم/بن/يهعن
محتوى النص حرفياً :
[1] يوم فاض (السيل) من مصارف المياه في الثالث
[2] من العشر الأوائل لشهر الصراب بسيل عرم كانت نتائجه مدمرةٌ
[3] نَطُوفةٌ ( لَيْلَة نطوف ماطرة حَتَّى الصَّباح) في سنة صبحهم
[4] وتبع كرب بني شوبان كتب
[5] هذا المسند مشبم بن يهعان .
شرح المفردات اللغوية :
السطر 1 : ي و م / س أ ب / ب ن / ز ل ت م / ب ث ل ث م .
• ي و م : حينَ ، أي يومَ حدث كذا ، أو عندما حدث كذا .
• س أ ب : سَأبَ ، اللفظ هنا يعبر عن حجم الكارثة تعبيراً دقيقاً فصيح المعنى بكل ما تعنية الكلمة ، فقد جاء في (المعجم السبئي . صفحة : 121) في سياق نص آخر بمعنى (نَزح ماء ، استقى ماء) ويقال في المعاجم العربية (سَأَبَ مِنَ الشَّرَابِ) أي رَوِي ، وسَأَبَ السِّقَاءَ : بمعنى وَسَّعَه ، وجاء (السَّأْبُ) بمعنى : زِقُّ الخَمْر ، وقيل : هو العظيم منها، هذا التفسير لكلمة (سَأب) بكل بمعانيها واستخداماتها يعطينا نموذجاً لغوياً في قمة البلاغة ووضوح المعنى ، ويخلص بِناء القول أن كلمة (سَأَبَ) هنا بحسب السياق تعني : نَزح ، دَفع ، سَكب ، صَبَ ، فَاض .
• ب ن : مِنْ ، طبعاً هذا أحد حروف الجر يأتي بهذه الصيغة حسب قواعد خط المسند بخلاف اللفظ الذي يُكتب في النقوش بصيغة ضمير الوصل (م ن = مَنْ) بإستثناء النقوش في مدينة (هرم) الذي يأتي بالصيغة المعروفة اليوم كحرف جر (م ن = مِنْ) وفي تصوري أن اللفظ (ب ن) في النقوش بصفة عامة يُكتب بهذه الصيغة من أجل التفريق بينه وبين ضمير الوصل (مَنْ) فمثلاً عندما يأتي في السياق (وَ مَنْ يتجاوز كذا ، أو وَمَنْ يفعل كذا) لا بد أن يُكتب في النقوش(مَنْ) رسماً ونطقاً ، كما هو واضح من خلال النقش (RES 4088 a) في العبارة التالية : ت ق ص و/ ع ب ر م / و ث ن ن / و م ن / ع ب ر/ ي د أ هـ و/ ول ي أ خ ذ / و هـ م / أ ل / ت أ خ ذ / ف ح ل ت/ن ف س هـ و/ ل ذ ي هـ ر ج ن هـ و . المعنى : تجنبوا عبور الحدود ومن يتحاوز فسيتم القبض عليه وإذا لم يقبض عليه فحُلت روحه لمن يقتله
• ز ل ت م : أي الزَلات ، والميم في آخر الكلمة حرف زائد يمثل علامة الجمع والزَلات مفرد زَلّة ، ورد اللفظ بمعنى : تصريف - مزلة - مزلقة (مياه) انظر (المعجم السبئي صفحة : 170) ، والزَلَّة اسم مرَّة مِن (زلَّ) ، وزَلَّ يَزِلُّ زَلِيلا وزُلُولا إذا مَرَّ مَرًّا سريعاً . وماءٌ زُلالٌ وزَلِيلٌ : سَرِيعُ النُّزُولِ والمَرّ فِي الْحَلْقِ (ابن منظور ، لسان العرب ، الجزء : 11 ، الصفحات : 306 - 307 ) ، وفي المجتمع المحلي يستخدم لفظ (زلَّ) بنفس المعنى والمفهوم فمثلا عندما (يمرّ) أحد الأشخاص من أمام الناس يُقال فلان (زَلّ) أي مَرَّ وعبر ، أو مَرَّ مسرعاً . تماماً نفس الإستخدام الوارد في النقش بمعنى (مرور وعبور السيل) .
والزِّلَّةُ أيضاً : الحجارةُ المُلْسُ ومن المعلوم أن الحجارةُ المُلْسُ هي الحجارة التي ترصف في الطرقات والممرات لعبور الناس أو مزلات تصريف المياه ، ورد هذه اللفظ في النقوش مرتين بصيغة المفرد ولفظ ثالث بصيغة ضمير المفرد انظر النقوش (CIH 449 ، RES 2681 ، CIH 62) .
• ب ث ل ث م : أي في ثالث ، وحرف الباء في بداية الكلمة هو عبارة عن حرف (جر) ، والميم علامة نحوية ، فمن خلال سياق الجملة المستعملة في النص ، نحد أن إلحاق الميم هنا ما هو إلا علامة لتنوين التنكير دون تنوين التمكين ، وقد ورد هذا اللفظ بنفس الصيغة في النقش( Ja 576+Ja 577
السطر 2 : ذ ف ر ع / و ر خ / ص ر ب / ب س ل / ع ر م / ق م ت م .
• ذ ف ر ع : ذي فرع ، هنا حسب السياق نفهم أن المقصود (الذي للعشر الأولى من الشهر) انظر(المعجم السبئي ، صفحة : 46.)
• و ر خ : الورخ هو (الشهر) ومن الورخ جاء استخدام مصطلح (تاريخ) بكل معانيه مثل تدوين سيرة وأحداث الشعوب عبر العصور، كذلك استخدام لفظ (تاريخ) في تحديد زمن الوثائق
• ص ر ب : هو اسم شهر الصراب الذي يتم فيه حصاد الغلال ، بدءاً من 14 إكتوبر حتى 13 نوفمبر من كل عام
• ب س ل : بسيل ، اللفظ مسبوق بحرف (الباء) وهو عبارة عن أداة (جر) ليس جزء من اللفظ ، كذلك جاء اللفظ بإسقاط حرف (الياء) كونه حرف (ساكن) وذلك حسب القواعد المتبعة لخط المسند ، مفرده سَيْل والجمع سُيُول ومصدره سالَ . ويقال بلغ السَّيْلُ الزُّبى : أي اشتدّ لأمر حتَّى جاوز الحدَّ .
• ع ر م : هنا يأتي التفسير للفظ بمعنى (سَيْلٌ عَرِمٌ) وهو سَيْلٌ عَظِيمٌ زَاخِرٌ ، والعَرمُ : هو السَّيلُ الذي لا يطاق (المعجم الوسيط : الصفحة : 597) ويأتي بمعنى السدّ أو كل ما يمسك الماء .
السطر 3 : ن ط ف ت م / ب خ ر ف / ص ب ح هـ م .
Негізгі бет النقش الذي بحث عنه الخبراء كثيراً | تحدث عن كارثة سيل العَرِم
Пікірлер: 126