القارئ الشيخ محمد حسنى جلهوم فاتحه الكتاب (منتهى الجمال ةالروعه يقول الله : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله سبحانه: حمدني عبدي، وإذا قال العبد: الرحمن الرحيم، قال الله جل وعلا: أثنى عليَّ عبدي، وإذا قال العبد: مالك يوم الدين، قال الله سبحانه: مجَّدني عبدي؛ لأن التمجيد هو: تكرار الثناء والتوسع في الثناء فإذا قال العبد: إياك نعبد وإياك نستعين، يقول الله : هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سألتفسير سورة (الفاتحة) وحكم قراءتها في الصلاة
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فإن الله جل وعلا شرع لعباده في كل ركعة من الصلاة أن يقرأوا فاتحة الكتاب، وهي أم القرآن، وهي أعظم سورة في كتاب الله كما صح بذلك الخبر عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: إنها أعظم سورة في كتاب الله، وإنها السبع المثاني، والقرآن العظيم، وهي الحمد.
هذه السورة العظيمة اشتملت على الثناء على الله وتمجيده جل وعلا وبيان أنه سبحانه هو المستحق لأن يعبد وأن يستعان به، واشتملت على تعليم العباد، وتوجيه العباد إلى أن يسألوه الهداية إلى الصراط المستقيم.
فمن نعم الله العظيمة على عباده هذه السورة العظيمة، وأن شرع لهم قراءتها في كل ركعة في الفرض والنفل، بل جعلها ركن الصلاة في كل ركعة؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب[1]، وقال عليه الصلاة والسلام لأصحابه: لعلكم تقرأون خلف إمامكم؟ قالوا: نعم. قال: لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب؛ فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها[2].
فالواجب على كل مصلٍّ أن يقرأ بها في كل ركعة؛ في الفرض والنفل، أما المأموم فعليه أن يقرأ بها في صلاته خلف إمامه، فلو جهل أو نسي أو جاء والإمام راكع سقطت عنه، فيحملها عنه الإمام، إذا جاء والإمام راكع ودخل في الركعة أجزأته، وسقط عنه وجوب قراءتها؛ لأنه لم يحضرها؛ لما ثبت في الصحيح من حديث أبي بكرة أنه جاء والإمام راكع، فركع دون الصف ثم دخل في الصف، فأخبر النبي ﷺ بهذا بعد الصلاة، فقال له النبي ﷺ: زادك الله حرصًا، ولا تعد[3]، ولم يأمره بقضاء الركعة؛ فدل على أن من أدرك الركوع أدرك الركعة.
وهكذا لو كان المأموم جاهلًا أو نسي الفاتحة ولم يقرأها، أجزأته وتحملها عنه الإمام، أما من علم وذكر، فالواجب عليه أن يقرأها مع إمامه، كما يجب على المنفرد والإمام أن يقرأها، وهي ركن في حق المنفرد، وركن في حق الإمام.
وقد ثبت عن رسول الله ﷺ أنه قال: يقول الله : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله سبحانه: حمدني عبدي، وإذا قال العبد: الرحمن الرحيم، قال الله جل وعلا: أثنى عليَّ عبدي، وإذا قال العبد: مالك يوم الدين، قال الله سبحانه: مجَّدني عبدي؛ لأن التمجيد هو: تكرار الثناء والتوسع في الثناء فإذا قال العبد: إياك نعبد وإياك نستعين، يقول الله : هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل[4] فقوله: إياك نعبد، حق الله؛ فإن حق الله على عباده أن يعبدوه، وإياك نستعين حق للعبد أن يستعين بالله في كل شيء، يقول الله جل وعلا: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56]، حق الله عليهم أن يعبدوه، وفي الحديث الصحيح يقول الرسول ﷺ: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا[5]. هذا حق الله على العباد؛ أن يعبدوه بطاعة أوامره وترك نواهيه، ويحذروا الشرك به .
وتقدم في الدرس الماضي: أن أصل هذه العبادة وأساسها: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، هذا أصل العبادة وأساس العبادة: توحيد الله والإيمان برسوله عليه الصلاة والسلام.
فأعظم العبادة وأهمها: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فعلى كل مكلف أن يتعبد عن علم ويقين، وصدق إنه لا إله إلا الله، والمعنى: لا معبود حق إلا الله، كما قال تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ [الحج:62]. وعليه أن يشهد عن علم ويقين وصدق، أن محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب هو رسول الله حقًا إلى جميع الثقلين الجن والإنس وهو خاتم الأنبياء ليس بعده نبي، كما قال الله : قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا [الأعراف:158]، وقال تعالى: مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ [الأحزاب:40]، فعلى كل إنسان وعلى كل مكلف من الجن والإنس أن يعبد الله وحده؛ هذا حق الله على عباده.
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5]: يجب على جميع الثقلين جنهم وإنسهم، ذكورهم وإناثهم، عربهم وعجمهم، أغنياؤهم وفقراؤهم، ملوكهم وعامتهم عليهم جميعًا أن يعبدوا الله بأداء ما فرض وترك ما حرم، وعليهم أن يخصوه بالعبادة دون كل ما سواه، قال تعالى: وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ [البقرة:163]، وقال تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء [البينة:5]، وقال سبحانه: وَقَضَى رَبُّكَ؛ يعني: أمر بك وأوصى ربك أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ [الإسراء:23]. وفي هذه السورة يقول جل وعلا: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، يعلمنا أن نقول: إياك نعبد وإياك نستعين، هذا حقه جل وعلا إياك نعبد؛ يعني: وحدك بدعائنا وخوفنا ورجائنا وصومنا وصلاتنا وذبحنا ونذرنا، وغير هذا من العبادات كلٌ لله وحده، كما قال جل وعلا: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ [الحج:62]. فالذين يتقربون إلى الأصنام أو إلى الأموات من الأولياء وغيرهم بالدعاء أو الرجاء، أو الذبح أو النذر أو الاستغاثة، قد عبدوا مع الله غيره، وقد أشركوا بالله غيره، ونقضوا قول: لا إله إلا الله، وخالفوا قوله تعالى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، فالعبادة حق الله، ليس لأحد فيها نصيب.
Негізгі бет القارئ الشيخ محمد جلهوم إسمع ل أعظم سورة في كتاب الله وإنها السبع المثاني والقرآن العظيم، وهي الحمد
Пікірлер: 6