زمان لما كنا بنفرح ونهلل لانتصارات الجيش في الجنوب وناس تسجد شكر وناس تتحاضن ودموعها نازلة صادقة وناس تبشر وناس ترقص على وقع أناشيد الجيش وعاد لما يغني المرحوم (الامين عبدالغفار) (الدبابين أسود الغابة) تاني خلاص ماف زول بشوف سماء ولا أرض من شدة الطرب.
...وقتها ما كنا شايفين نتف وارهاصات فصل الجنوب، ما كنا بنلاحظ أو ما عاوزين نلاحظ لنظرات الحزن والضجر والمعاناة الثائرة في غياهب نفوس اخوانا واخواتنا الجنوبيين (شول، لوال، ميري، كوال، دينق، تيم، نينانق، كاربينو، روجينا أستاذتنا المهذبة والصموتة، وزوجها جورج العسكري الجنو كوتشينة مع جنيات العرب، واختنا الجنوبية المسلمة مريم لال داو، والابوها كان ضابط في جيش التمرد مع قرنق، وأخونا حسين مجوك اللي جنو تبسم وبقول دي صدقة لأنه فقير ما يملك مال، مجوك اللي كل أهله في الغابات موزعين ما بين التمرد والجيش واللجوء في يوغندا ودول الجوار).
لغاية ما جات 2011 وانتبهنا أنه الجنوب انفصل باكتساح شعبي، وزعلنا وحزنا لما شفنا اختنا في الدين مريم واخونا حسين مجوك فرحانين وهم بغادرونا لدولتهم الوليدة وفي عيونهم فرحة جزلة ونظرة شماتة أقرب لانتصار موقف قديم نحن ما راعيناه وما قدرناه صاح وقتها.
كنا وقتها بنرقص على وقع أناشيد الاسلامويين حقت برامج الحركة وساحات الفداء، اللي عرفت شخصيتنا المحبة للحسم، للحرب والمايلة للعلو والقهر فأدونا كل ما نريد مغلف بكلمة قرانية عظيمة مهيبة (الجهاد) أدونا شعور بالانتماء وقهر الاعداء لغااااية ما جات 2005 نيفاشا وادونا الانفصال بيد ناعمة، الانفصال اللي كنا وكانوا رافضنه جملة وابتداء أدونا ليه ما عارف اوصفه كيف لكن عفوا زي عملية اغتصاب تحولت بعد دقيقة ونصف لاستمتاع بين الجاني والضحية وتواطؤ صامت على الفعل ثم النسيان.
ما قادر اكمل والله في سرد الجريمة القعد ترتكب الان باخر أبناء تلك الاوركسترا الحاذقة ونفس النوتة الكتبها علي عثمان ينقصها طبعا الفنان البعيد الامين عبدالغفار، لكن الان تؤديها عائشة الماجدي بكل ما للجسد من فتنة واقتدار وطالما في سبيل الله فتبرجها وغنجها لابأس به حركيا على مذهب المطرطشين ذاتهم.
لكن، اليوم فكرة وغدا ذكرى.
#النور_عادل
#حلو_مر
#لا_للحرب
#أوقفوا_الحرب
#story
#sudan
Негізгі бет الساقية لسة مدورة| النور عادل
Пікірлер