الشيخ : الآن نقول كما يقال اليوم من باب وضع النقاط على الحروف نأتي بالمثال الذي يهمنا الآن هل هناك دليل يحرم الآلات الموسيقية؟ الجواب نعم لكني سوف لا أقول هو قطعي أو ظني لأنه لا يجوز تشغيل أذهان عامة المسلمين بأمور علمية اصطلاحية دقيقة لا يفهمها كثير من طلاب العلم فضلا عن عامة المسلمين فهل نقول هل هناك حديث يحرم آلات الطرب ولا يجوز للمسلمين أن يستعملوا هذه الآلات بمناسبة الزواج أو بمناسبة عيد من الأعياد الإسلامية؟ الجواب الدليل معروف ألا وهو عدة أحاديث من أشهرها وأقواها وأوسعها دلالة هو ما رواه الإمام البخاري تعليقا وكلمة تعليقا اصطلاح علمي أيضا يفهمه بعض الطلاب الحاضرون ولا يهمنا الآن الخوض في بيان هذه الكلمة بالذات تعليقا إنما أنا قلت هذا لكي لا يستدرك مستدرك عليّ فيما إذا قلت روى البخاري فأقول روى البخاري تعليقا بإسناده إلى أبي مالك الأشعري رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( ليكوننّ في أمّتي أقوام يستحلون الحر أو يستحلون الحرّ ) أي الفرج أي الزنا ( ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف يمسون في لهو ولعب ويصبحون وقد مسخوا قردة وخنازير ) هذا الحديث رواه الإمام البخاري كما قلنا في " صحيحه " تعليقا ورواه ائمة مشهورون كالإسماعيلي في " مستخرجه " والإمام الطبراني في " معجمه " وغيرهم كثير وكثير جدا ومنهم أبو داود في " السنن " بالسند الصحيح عن أبي مالك الأشعري فالحديث صحيح وإن كان إمام أئمة المحدثين البخاري قد رواه في " صحيحه " تعليقا، فقد جاء موصولا من طرق موصولة فصح الحديث بذلك والحمد لله هل يقال هذا الحديث قطعي الثبوت؟ فلسفة دخيلة في الإسلام ما يهمنا أن يكون الحديث قدي الثبوت أو غير قطعي الثبوت، غير قطعي الثبوت يعبر عنه في اصطلاح العلماء ظني الثبوت وأرجو أن تتبينوا معنى ظني الثبوت ليس يعني العلماء الفقهاء من كون حكم ما دليله ظني الثبوت أنه من الظن الذي ذم في القرآن الكريم حينما قال رب العالمين في حق المشركين (( إن يتبعون إلا الظن )) وحينما قال (( إن الظن لا يغني من الحق شيئا )) لا يعني الفقهاء مثل هذا الظن الذي ذمه أيضا الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح المتفق عليه بين الشيخين ألا وهو قوله ( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ) لا يعني الفقهاء حينما يقولون الحديث الصحيح يفيد الظن هذا الظن المذموم كتابا وسنة وإنما يعنون الظن الراجح، الظن الغالب، الظن الذي يتعامل الناس كل الناس على أساسه أنت حينما تسمع خبرا من شخص تثق به تبني عليه معاملة طويلة عريضة من سفر، من حج، من عمرة، من مصاهرة، من من مصادقة إلى آخره هل هناك يقينا قد تعامل شخصا برهة طويلة على أنه رجل صالح ثم تنكشف حقيقته فيتبين لك أنه رجل طالح غير صالح لكن هل لمثل هذا الإحتمال تتعطل معاملة الناس بعضهم مع بعض؟ الجواب لا، هذا الذي يسمى عند الفقهاء بالظن الغالب هو الذي يفيده الحديث الصحيح، وحديث تحريم المعازف هو حديث صحيح ويلقي في بال العلماء الظن الغالب أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد قال هذا الحديث لذلك وجدنا الأئمة الأربعة من أئمة الإسلام المشهورين وأتباعهم إلى اليوم جروا على القول بتحريم آلات الطرب بكل أنواعها وأشكالها من أين أخذ هؤلاء الأئمة والذين اتبعوهم بإحسان هذا الحكم؟ من أحاديث جاءت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم منها هذا الحديث الذي عرفتم أولا أن إسناده صحيح وإن كان في " صحيح البخاري " معلقا وسمعتم نصّه المحرم صراحة والتصريح هنا يؤخذ من دلالتين اثنتين، الدلالة الأولى قوله عليه الصلاة والسلام ( يستحلون ) معنى يستحلون أنه محرم ومع ذلك فهم يستحلونه فهذا نص قاطع هذا هنا قطعي الدلالة وإن كان ظني الثبوت كما ذكرنا فالتحريم للمعازف من هذا الحديث يؤخذ كما قلت آنفا من ناحتين الناحية الأولى من قوله عليه السلام ( يستحلون المعازف ) والناحية الأخرى أنه قرن المعازف مع محرمات معلوم عند العلماء تحريمها من الكتاب ومن السنة حينما قال عليه السلام ( يستحلون الحر ) أي الزنا فالزنا محرّم بإجماع العلماء بناء على تحريمه في القرآن والأحاديث ولا حاجة للخوض في شيء من هذه النصوص ( يستحلون الحر ) أي الزنا ( والحرير ) وتحريم الحرير إنما ثبت بالأحاديث الصحيحة التي منها قوله عليه الصلاة والسلام ( من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة ) وقرن في هذا الحديث قوله عليه الصلاة والسلام ( ومن شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة ) والأحاديث في التنصيص على تحريم الحرير كثيرة وكثيرة جدا، الشاهد هذه الدلالة الثانية هي التي تعرف عند الفقهاء بدلالة الاقتران فقرن النبي صلى الله عليه وآله وسلم المعازف مع هذه الأمور المحرمة وهي ..
Негізгі бет الشيخ الألباني دليل حرمة المعازف و حرمة آلات الطرب
Пікірлер: 14