التوازن فى الحياة الرهبانية عظه للبابا شنوده الثالث | سلسله عظات للرهبان
بلا شك أن هدف الراهب من حياة الرهبنة هو أن يحيا في حياة المسكنة بالروح وحياة الغربة والموت عن العالم وحياة الكمال المسيحي بتنفيذ الوصايا، إلى جوار أنه يريد أن يحيا حياة التسبيح ويصير شريكًا للملائكة, مثلما نقول في القداس الإلهي [أعطيتَ الذين هم على الأرض تسبيح السيرافيم]... توجد ترتيلة تُقال عن القديس الأنبا أنطونيوس أقتبس المعنى الذي يقال فيها, يقول قرارها: "إنتَ سَميتْ.. بَشَرْ وبقيت.. زى ملايكة السما.. وللا ملاك.. سِبت سماك.. وبقيت بَشَر زينا" هذا ما يقوله الناس حاليًا في الكنيسة عن القديس الأنبا أنطونيوس؛ أي هل أنت تساميت حتى صرت مثل الملائكة أم أنت ملاك تركت السماء وصرت من البشر!! هو مجرد تأمل ولكن بلا شك أن مفهوم الناس ومفهوم الآباء والكنيسة عن الرهبنة هي أنها حياة ملائكية، يستعد فيها الإنسان لحياة الملكوت من الآن؛ لأن فيها انحلال من العالم... انحلال من الكل للارتباط بالواحد.
ونريد أن نرى الآن علاقة الراهب بإخوته الرهبان في ضوء هذه المبادئ الروحية.
من الأمور الغريبة التي نراها في بعض السلوكيات الرهبانية أن يتجه راهب إلى حياة الوحدة وهذا هو المفروض؛ لأن كلمة "monaxoc" "موناخوس" تعنى متوحد أي إنسان يعيش حياة الوحدة ولكن بينما يمارس حياة الغربة والوحدة مع إخوته الرهبان، نجده يفتح بابه وقلبه وأذنيه للعلمانيين؛ أي يمارس حياة الوحدة في علاقاته الرهبانية داخل الدير، لكن العلمانيين بالنسبة له ليس ممنوع عليهم الخلطة معه؛ لا يستقبل في قلايته أو مغارته رهبانًا لكن من الممكن أن يستقبل علمانيين. فما هو مفهوم هذه الوحدة داخل الدير؟ يقول: {أنا أمارس حياة الوحدة داخل الدير؛ لأبعِد عن أخبار الدير ومشاكله، أنا أريد أن أعيش في سلام في الدير ولا أريد أن يكون لي علاقات مع رهبان تجُرُّني إلى متاعب، لكن العلمانيين ليس لهم في سياسة الدير؛ فأستطيع أن أعيش في سلام حتى لو زاروني أو تعاملت معهم}.
طبعًا هذا الأسلوب هو أسلوب فاشل تمامًا ومرفوض شكلًا وموضوعًا؛ لأن القديسين يقولون: [غرباء نحن يا أخي فلنكن غرباء بالكمال]، فإذا أراد أحد أن يعيش حياة الغربة فينبغي أن تكون غربة حقيقة وليست مجرد تظاهر بالوحدة. أنا أقول على العكس، ينبغي أن يتزايد الإنسان في الغربة عن العلمانيين والخلطة بهم ويستمر في علاقاته مع الرهبان، وعندما يصل إلى كمال الغربة بالنسبة إلى زوار الدير وإلى أهله، حينئذ يبدأ يتغرب عن مجمع الشركة في الدير.
وبما أننا نتكلم عن الراهب وعلاقاته بالرهبان فأحب في هذا المجال أن أوضح أن هناك أساليب عكسية تحدث ولا تتفق مع المنهج الآبائي الذي تسلمناه عن حياة الوحدة وحياة الغربة.
Our Facebook page / copticmix
Our KZitem Channel : / copticmix
Негізгі бет التوازن فى الحياة الرهبانية † سلسله عظات للرهبان للبابا شنوده الثالث † 2005
Пікірлер: 1