قد تجتمع مع حبيبك ساعة ثم تتذوق اجتماعكما دهرا وقد تسافر أياما ثم تسعد بالذكرى سنوات وقد تمرض يوما ثم تخضع للنقاهة أسبوعا وقد تقرأ عنوانا من كلمتين ثم تحتاج سطورا ليشرق في حسّك معناه وهذا الأدليب الذي يبدأ به التسجيل أدليب من طرفين يتوسطهما صولو: شق قصير قبل صولو القانون وآخر طويل بعده ولا يتم مراد الأول ومعناه حتى يلتف الثاني ويكتمل ثم يكرّس الأدليب نفسه مع الإعادة ليحشر فيك كل ما سيُبعث منك بعد قليل
تدخل موسيقا ما بعد الأدليب ويوميء لك إبراهيم عفيفي بتحيات طيبات من أنامله تدعو انتباهك الكامل للنزول طوعا في أسر رِقّه ويعانق شيطان عفيفي في سمعك ملاك موسيقا السنباطي وتخلص بعد اتحادهما فيه بحلولهما في مستقر وجدانك
منذ ثلاثين عاما وأكثر وهذه السطور تخضع لعجزها عن وصف كل موسيقا يداخلها إيقاع في هذا المسمع بله عن وصف فعلها في النفس والفؤاد وستظل رهينة عجز الوصف
وضع رامي كلمات هذا المونولوج المعقّد بلا تصنّع فكان نَظمُه لبنةَ الصدمة المتجددة التي تنتهي بعجز الوصف عند البعض كما أسلفنا ولا نعتقد أن السنباطي كان ليبدع شرح هذا النص لو كانت أحوال الشاعر خافية عليه ونكاد نجزم أنه سأله عن كل حرف في المونولوج لأن كلماته ذات شبهة قد يودي بنا فهمنا "الخاص" لها إلى هوّة الأنس بضلالنا وهذه هوّة سحيقة. - قال رامي لأستاذنا الحبيب سليمان منينة إن السنباطي أحيانا كان يقرع باب بيت رامي في أول انبلاج الصبح - قد يحضر بالبيجاما - ليسأله مستفسرا عن كلمة من نصّ انغمس السنباطي في تلحينه حد الغياب ومعنى هذا أنه ظل يتحرّق الليل بكامله حتى سمحت ذوقيات الصباح بزيارة الاستفسار المبكرة جدا
نال هذا المونولوج الرامسنباطي حظا كلثوميا ككثير من أعمالهما معا وقد فسّرته أم كلثوم على أكثر من وجه في خارطة حفلاتها الزمنية وذلك بمعرفتها العميقة لأساليب شرح الملحن ولدرايتها المتوطنة لأحوال الشاعر وكيف لا وهي من استنطق قريضه ابتداءً
Негізгі бет أم كلثوم / مقدّمة يا اللي كان يشجيك أنيني
Пікірлер: 21