قصيدة الغضب الخلاق بصوت محمد مهدي الجواهري
نص القصيدة
مِنْ مَوْطِنِ الثّلْجِ زَحّافاً إلى عَدَنِ
خَبّتْ بِيَ الرَّيحُ في مُهْرٍ بِلا رَسَنِ
كَأْسِي عَلَى صَهْوَةٍ مِنْهُ يُصَفِّقُها
مَا قَيّضَ الله لِي مِنْ خَلْقِهِ الحَسَنِ
مِنْ مَوْطِنِ الثّلْجِ . مِنْ خُضْرِ العُيُونِ بِهِ
لِمَوْطِنِ السّحرِ مِنْ سَمْرَاءِ ذي يَزَنِ
مِنْ كُلِّ مَظلومَةِ الكَشْحَيْنِ نَاعِسةٍ
مَيّادَةٍ مِثْلِ غُصْنِ البَانَةِ الَلدِنِ
يَا لَلتّصَابِي .. أَما يَنْفَكُّ يَسحَبُني
عَلَى الثّمانِينَ سَحْبَ النُّوقِ بِالعَطَنِ
قَالْوا: أَمَا تَنْتَشِي إلاّ عَلَى خَطَرٍ
فَقُلتُ: ذَلِكَ مِنْ لَهْوي، ومِنْ دَدَنِي
سُبْحَانَ مَنْ ألّفَ الضِّدَّيْنِ فِي خَلَدي
فَرْطَ الشّجَاعَةِ فِي فَرْطٍ مِنَ الجُبُنِ
لا أتّقي خَزَراتِ الذِّئْبِ يرْصُدُني
وأتّقِي نَظَراتِ الأَدْعَجِ الشّدِنِ
خَبّتْ بِي الرِّيحُ .. فِي إيمَاضِ بَارِقَةً
تُلْغِي مَسَافَةَ بَيْنَ العَيْنِ والأُذُنِ
لَمْ أدْرِهَا زَمَناً تُطْوَى مَرَاحِلُهُ
أمْ أنّها عَثَرَاتُ العُمْرِ بِالزَّمَنِ
-وَاللهِ مَابَعُدَتْ دَارٌ -وإِنْ بَعُدَتْ
مَا أقْرَبَ الشّوْطَ مِنْ أَهْلِي ومِنْ سَكَنِي
وَيَا شَبَاباً أَحَلّتْنِي مُرُؤَتُهُمْ
فِي أيِّ مُحْتَضِنِ مِنْ أَيِّ مُحْتَضَنِ
لا يَبْلُغُ الشُّكْرُ مَا تُسْدُونَ مِنْ كَرَمٍ
ولا يُوَفِّي بَيَانٌ سَابِغَ المِنَنِ
أَتَيْتَكُمْ وَمَتَاعِي فَيْضُ عَاطِفَةٍ
بِهَا يُثَارُ جَنَانُ الأفْوَهِ اللّسِنِ
أُلقي إليكُمْ بِمَا أنْتُمْ أحَقُّ بِهِ
مِمَا يُنَفِّسُ عَنْ شَجْوٍ وَعَنْ حَزَنِ
وَنَاقِلُ التّمْرِ عَنْ جَهْلٍ إلَى هَجَرٍ
كَنَاقِلِ الشِّعْرِ مَوْشِيّاً إلَى اليَمَنِ
وَيَا أَحِبّايَ صَفْحَاً عَنْ مُكَابَرةٍ
مِنْ مُلْهَمٍ بِغُرُورِ النّفْسِ مُرْتَهَنِ
يُزْهَاهَ .. أَنْ قَوَافِيهِِ مُنْشَّرَةٌ
يَشَّدُو الْحُدَاةُ بِهَا فِي الْحِلِّ وَالضَّعَنِ
إِنِّي وإِنْ كَانَ جَرسُ الكَأْسِ يَسْحَرُنِي
وَيّمْتَرِي سَمَرُ السُّمَّارِ مِنْ شَجْنِ
لَتسْتَجِمُ عَلَى الضَّرَاءِ خَاطِرَتِي
كَأْنَهَا نَشّوَةُ الْعَيَنَينِ بِالْوَسَنِ
وَيَسْتَبِدُّ بِنَفْسِي وَهْيَ حَالِمَةٌ
مِنْ كِبْرِيَاءِ الْقَوَافِي زَهْوُ مُفْتَتِنِ
مَا أرْخَصَ المَوْتَ عِنْدي إذْ يَنِدُّ فَمِي
بِمَا تَحُوكُ بَنَاتُ الشّعْرِ مِنْ كَفَنِي
وَمَا أَرَقَّ اللّيالِي وَهْيَ تُسْلِمُنِي
يَوْمَ القِرَاعِ لِظَهْرِ المَرْكَبِ الخَشِنِ
حَسِبتني وعُقابُ الجَوِّ يَصْعَدُ بِي
إلَى السّمَاواتِ، مَحْمولاً إلَى وَطَنِي
#الجواهري #أدب #قصيدة #شعر #أدبيات #ادبيات_عربية #قصائد #قصائد_فصحى
Негізгі бет محمد مهدي الجواهري | الغضب الخلاق | مِنْ مَوْطِنِ الثّلْجِ زَحّافاً إلى عَدَنِ
Пікірлер: 9