"إليكُم ما أَوْقَعَهُ الأبطالُ بِهؤلاءِ الأوغاد ، هؤلاءِ العُلُوج" بِهذهِ الجُملة اشتهر قائدُ الحربِ الإعلامية على القوَّاتِ الأمريكية في عَهدِ صَدَّام حُسين .
محمد سعيد كاظم الصحَّاف :
وزيرُ الإعلامِ العِراقيّ من عام 2001 حتى سقوطِ بغداد عام 2003
و وَزيرُ الخارِجِيَّةِ العِراقيَّةِ من عام 1992 حتى 2001
وسَفير العراق في بورما فالسويد ثم مندوبا لبلاده في الأمم المتحدة.
محمد سعيد الصحاف :
ولد عام 1940 في مدينة الحِلَّة بِبَابِل بالقرب من كربلاء وعاشَ طُفولَتَهُ وأكمل دراسته الإبتدائيةَ والإعدادية فيها ، وألتحقَ بالمعهد العالي للغات في جامعة بغداد عام 1961 وتَخرج مُتَخصِصًا باللغةِ الإنجليزية عام 1962.
عَمِل مُدَرِسًا للغة الإنجليزية في إعدادية الحبَّانية حتى عام 1968
انْظَمَ إلى حِزبِ البعثِ بَعدَ التِحاقِهِ في صُفوفِ الحَرَسِ القَوميّ وذَلِكَ بعد انقلاب 8 شباط 1963 وتَعَرَفَ حينَها على صَدام حُسين ، بعد انتقالهِ للعيش في حي الوزيرية في بغداد .
كان المسؤولَ عن القواتِ التي سيطرت على مديرية الإذاعة والتلفزيون لإلقاء بيان ثورة 17 تموز 1968 وأصبحَ بعدها رئيسَ المجلسِ الإعلاميِّ العِراقيّ ، واستمرَ في هذا المَنصب لستةِ سنوات .
طُرِدَ من الإذاعة والتلفزيون بعد نقلهِ المباشرِ لافتتاحِ لُعبةِ المصارعةِ الحرة ،عِوَضًا عن نَقلَ مَراسِمِ قُدومِ أحمد حسن البكر (رئيس الجمهورية العراقية في ذلك الوقت) من سَفَرِهِ خارِجَ العِراقِ إلى بغداد ، وعاد لتدريس اللغة الإنجليزية في مدينة الثورة في بغداد.
انتقلَ بعدها بفترةٍ وجيزةٍ للعملِ في جهازِ المُخابراتِ وبعدَ التَّدريبِ والعملِ في هذا الجهاز ، اسْتَطاعَ الإرتقاء والوصول إلى وزارةِ الخارجيَّةِ بِدَرَجةِ سفير مع بدايةِ تَسَلُّمِ صدام حُسين للحُكم عام 1979 .
ثُمَّ عُيِّنَ سَفيراً للعِراقِ في بورما فَالسُّويد ثُمَّ مَندوبًا لِبِلادِهِ في الأُمَمِ المُتَّحِدة.
عُيِّنَ وزيراً للخارِجيَّةِ في المَرحَلَةِ الَّتي تَلَتْ غَزوَ الكويت وحَربِ الخَليجِ الثَّانِيَةِ التِّي شَهِدَت فَرضَ عُقوباتٍ دوليةٍ على العِراق عام 1992 وبقي في مركزهِ كوزيرٍ للخارجية حتى عام 2001 ، وبِذلِكَ يَكونُ الصَّحاف صاحِبِ أَطْوَلِ فَتَرةِ وزيرٍ للخارجيَّةِ في تاريخِ العِراق.
نُقِلَ من منصبِهِ كَوَزيرٍ للخارجيّةِ إلى منصبِ وزيرٍ للإعلام في إبريل 2001 بعدَ انعقادِ القمةِ العَرَبيَّةِ في القاهرةِ ؛ وذلكَ لعَدَمِ قُدرَتِهِ على إظهارِ نَفسِهِ بالقمةِ كَشَخصٍ يَستَطيعُ اتخاذَ قَراراتٍ في مَوقعِ الحدث.
علاقة محمد سعيد الصَّحاف بالرئيس صدام حُسين :
لم يكنْ الصَّحاف من المُقَرَّبينَ للرَئيسِ العِراقيِّ صدام حُسين فهو كَشيعيّ يُعتَبَرُ دَخيلاً على النُّخبَةِ العِراقِيَّةِ الحاكِمَةِ ومُعظَمُها من السُّنَةِ فيما عدا طارق عزيز نائبُ رَئيسِ الوزراءِ الذَّي كسرَ القاعدةَ كونُه مَسيحياً.
كما أن الصَّحافَ يُعَدُ أحَدَ قِلَّةٍ مِنَ المَسؤولينَ العِراقيين الَّذينَ يَنْحَدِرونَ من بَلداتٍ لا تَقتَرِبُ جُغرافيِّاً من مَسْقَطِ رَأسِ صَدام حُسين في تَكريت.
متى ذاع صيتُ الصَّحاف واشْتُهِر ؟
إدارَةُ الحربِ الإعلاميةِ خلال الغزو الأمريكي للعراق من 19 آذار حتى 9 نيسان 2003 ، كانت سببًا في شُهرَةِ الصَّحافِ وعُلوِّ نَجمِهِ ، فقد كان ضليعاً باللغةِ الانجليزيةِ، ويستخدِمُها في خِطابهِ الدِّعائي، ووصف جنود الغزو الأمريكي (بالعُلُوج) ، وأرتبط هذا اللفظ باسمه في الصحافة الأجنبية ، إذ لم تتوفر له ترجمة غير العربية.
كما أشتهر بِسَبِّهِ اللَّاذِعِ لقواتِ التَّحالفِ التي كان يصِفُها بعباراتٍ كَعصابةِ الأوغادِ الدوليين و الطراطير والصراصير والكثير من الألفاظ القاسية في جميع المؤتمرات التي كان يعقدها يوميا خلال فترة غزو العراق .
وكَلِمَةُ (العُلوجِ) التي اشْتُهِرَ بها كان يقصِدُ بها الدِّيدان النَّتِنَة التي تَلْتَصِقُ بالجِّسمِ وتَقومُ بِمَصِ الدِّماء.
شُهرَةُ الصَّحاف التي اكتسبها خِلال الغزو الأميركي للعراق دَفَعت بِشَركةِ ألعابٍ أمْريكيَّة الى إطلاقِ دُميَةٍ شَبيهَةٍ لَهُ ، و تَنطِقُ باللٌّغَةِ العَرَبيَّةِ وتُردِدُ بَعضَ العِباراتِ الشَّهيرَةِ له كـ : "لا يوجد كفرة أميركيون في بغداد" و "تقديراتنا الاولية تؤكد مقتل جميع الاميركيين".
برز الصحاف خصوصاً بمؤتمراته الصُّحُفيَّة.. التي كان يُعلِنُ فيها عن انتصاراتِ القوات العراقية المُتتاليةِ ، بينما كانت القُواتُ البَرِّية الأمريكية تتقدم بشكل مُضْطَرِدٍ إلى بغداد.. وفي آخر مؤتمر صحفي له في يوم استكمال سُقوطِ نِظامِ صَدام أعْلَنَ الصَّحاف: (إنَّ الأمريكان ينتحرونَ الآن بالآلافِ على أسوارِ بغداد).
ظَلَ الصَّحافُ مُلتَزِمًا بِمَوقِفِه ومُصرًا على أنَ العراق تَنتَصِر، وما زالَ يُناوِرُ ويُهَدِدُ وَيَتَوَعَدُ حتى سقطَ تمثالُ صدام حُسين في بغداد ، مما دَفَعَهُ للهروب من المؤتَمر من البابِ الخَلفيِّ لفُندُقِ الشيراتون مكان اقامة الصُحُفيين ومما دَفَعَ الصُّحُفيينَ إلى رَفْعِ الرَّياتِ البيضاءِ خَوفًا من القَصفِ الأمريكي.
سَلَّمَ الصحَّافُ نَفْسَهُ بعدَ شهرين من سقوطِ بغداد ، ولم يَكُن الصَّحاف من المَطلُوبينَ لدَى أمريكا من الأساسِ، ولم تُطْبَعْ صورَتَهُ على أوراقِ اللعب التي وزِعَت على الجنود الأمريكان.
تَمَ إطلاق سراح الصحّاف على الرُّغمِ من جرائمهِ التي ثَبَتت عليه فقد كان الأساس في ابلاغِ سُلُطاتِ انقلاب 1963 بمكان اختفاء زوجِ أختِهِ "ماجد محمد أمين" وكان سببًا في مَقتله ، وقد شاركَ بجرائم قتل مباشر أو بالإشتراكِ أو بالتعذيبِ لمُعتَقَلين في الأقبيَةِ الخاصَةِ بِقَصرِ النِّهايَةِ لِعَناصر منَ الشُّيوعيين ، واشتراكِهِ في مَلَفِ إعدامِ الأسرى الكويتيين عندما كان وزيرًا للخارجيَّةِ ، واشتراكه في اغتيال "طالب سهيل" في لبنان .
Негізгі бет محمد سعيد الصحاف ,, اشهر وجوه نظام صدام حسين قبل السقوط,, سلسلة ازلام النظام من قناة مكامن التاريخ
Пікірлер: 246