يعود سيدي ابن عربي إلى غايته الأساسية من هذا الكتاب وهو بيان معاني العالم الكبير في عالمك الصغير كي تتحقق بالمعاني في كيانك الإنساني ، فكل ما يورده لك هو كي تتحقق في دولتك ومدينتك وهيئتك ، فتقوم قيامتك ويقتل عيساك دجالك وينزل المهدي ويفتح قلبك وأقفالك بالتكبير والتهليل كي تنتصر على نفسك العليل ، فجهاد النفس صعب ولا يقطعه إلا من تمسك بالسنة والفرض والمحبة والإخلاص والصدق في القول والفضل ..
( فتأمّل هذه الإشارات في نفسك ) وتحقق بها في كيانك وحسك وحقق ماذا تستفيد منها كي تتحرر من ظلماتك وجهلك ( واجتمع عليها بقلبك وحِسِّك ) حتى تفهم الغاية منها في نفسك ، فتكون صورةً عن الكل وينطوي فيك الكل بالكل ، وتكون خليفة على أرضك من عرش قلبك وسمائك ، كي تكون خليفة في أرضه ومن اولياءه الأخفياء في زمنك ، لأن الزمان يتداعى كما قال ﷺ ( لا يأتي زمان إلا والذي بعده أشر منه ) ( فإن الزمان شديد ) على من رام الخروج ويريد ( و جبّارهُ عنيد ) من أهل الجهل والتكفير والتقليد ( وشيطانهُ مَريِد ) لأنه قعد للعباد على صراط الحق المستقيم..
( فانسلخ منهم انسلاخ النهار من الليل ) لأنهم قوم لا ينفع معهم القول والميل ولا النصح ولا النيل ( وإلا فقد لحقتْ بأصحاب الثبُور والويل ) لأنك جالست من يخوضون في غير الله وجانست من يفتنوك عن حب الله _وإن كان لا بد من صحبتهم ومجالستهم ومخالطتهم ، فأخفي نفسك بينهم ولا تظهر حقيقتك لهم ، وابحث عمن يشبهك من العباد كي تتحقق بما عندك من العلم مع أصحاب الكشف والإشهاد ، ليزيد يقينك ويستوي إيمانك وعيانك ، وتعين نفسك وإخوانك ، ( وقد نصحتُك فاعلم ، وأوضحت لك السبيل فالزم ) ، في كتاب «مقام القربة» حيث وضح السبيل لبلوغ المقام عن طريق الخلوة والرياضات على الدوام ، وقد ذكرنا نص الكتاب في أثناء شرحنا على الباب السادس «رَفعُ سِتر ، ومُجاهدةُ بِكر» ، فراجعه هناك تجده وتحقق بالسبيل واسلكه .
Негізгі бет مخطوط يكشف اسرار مكتومة عن الامام المهدى ستفاجئ الكثيرين
Пікірлер: 162