بيان لحكمة لأمير المؤمنين عليه السلام من حكم نهج البلاغة
«مَنهُومانِ لا يَشْبَعانِ: طالِبُ عِلمٍ، وَطالِبُ دُنْياً» - حكمة 457
و الرواية مروية أيضا عن رَسُولُ اللَّه (ص) كما في الكافي «مَنْهُومَانِ لَا يَشْبَعَانِ طَالِبُ دُنْيَا وطَالِبُ عِلْمٍ».
النهم الإقراط في شهوة الطعام
و الكلمة متداولة في بعض الأوساط العلمية و الدنيوية حين رؤية طالب علم أو طالب دنيا يجدان طيلة الحياة كل لهدفه.
طالب العلم لمعرفة الحقائق، العلوم، العلوم الإسلامية و العقائد، معرفة الله (سبحانه وتعالى) و أنبيائه و أوصيائهم ، لا يشبع من العلم و من طلب العلم، و كلما وصل إلى مرتبة طمح في مرتبة أعلى و هكذا حتى يصل إلى مرتبة تكون غاية المراتب الممكنة له.
وطالب دنيا همّه الدنيا و ما يصيبه من الدُّنيا، يُشربُ حُبُها،و يغترّ بغرورها،يسهر الليالي في حسابات كتابات ، لا يشبع بالوصول إلى مرتبة من مراتب الدنيا، فكلما حصلت له مرتبة طمح في أعلى منها، يدفعه الحرص و طول الأمل، إلى أن يموت جوعاً.
و في حديث رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم «يَشِيبُ ابْنُ آدَمَ وَ تَشُبُّ مَعَهُ خِصْلَتَانِ الْحِرْصُ وَ طُولُ الاْمَلِ».
و الكلام في بيان المنهومين اللذين يرغبان و لا يشبعان، طالب العلم و طالب المال، و ليس في بيان التفاضل بينهما،
في ( الكافي ) عن الإمام الباقر (عليه السلام) «مَثَلُ الْحَرِيصِ عَلَى الدُّنْيَا مَثَلُ دُودَةِ الْقَزِّ كُلَّمَا ازْدَادَتْ مِنَ الْقَزِّ عَلَى نَفْسِهَا لَفّاً، كَانَ أَبْعَدَ لَهَا مِنَ الْخُرُوجِ حَتَّى تَمُوتَ غَمّاً».
وعن الصادق (ع) « قَالَ مَرَّ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ (ع) عَلَى قَرْيَةٍ قَدْ مَاتَ أَهْلُهَا وطَيْرُهَا ودَوَابُّهَا فَقَالَ أَمَا إِنَّهُمْ لَمْ يَمُوتُوا إِلَّا بِسَخْطَةٍ (يعني بغضبٍ) ولَوْ مَاتُوا مُتَفَرِّقِينَ لَتَدَافَنُوا ، فَقَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا رُوحَ اللَّه وكَلِمَتَه ادْعُ اللَّه أَنْ يُحْيِيَهُمْ لَنَا فَيُخْبِرُونَا مَا كَانَتْ أَعْمَالُهُمْ فَنَجْتَنِبَهَا، فَدَعَا عِيسَى (ع) رَبَّه فَنُودِيَ مِنَ الْجَوِّ أَنْ نَادِهِمْ، فَقَامَ عِيسَى (ع) بِاللَّيْلِ عَلَى شَرَفٍ مِنَ الأَرْضِ فَقَالَ يَا أَهْلَ هَذِه الْقَرْيَةِ فَأَجَابَه مِنْهُمْ مُجِيبٌ [كان فِيهِمْ ولَمْ يكنْ مِنْهُمْ] لَبَّيْكَ يَا رُوحَ اللَّه وكَلِمَتَه، فَقَالَ وَيْحَكُمْ مَا كَانَتْ أَعْمَالُكُمْ؟ قَالَ عِبَادَةُ الطَّاغُوتِ وحُبُّ الدُّنْيَا مَعَ خَوْفٍ قَلِيلٍ، وأَمَلٍ بَعِيدٍ، وغَفْلَةٍ فِي لَهْوٍ ولَعِبٍ، فَقَالَ كَيْفَ كَانَ حُبُّكُمْ لِلدُّنْيَا؟ قَالَ كَحُبِّ الصَّبِيِّ لأُمِّه إِذَا أَقْبَلَتْ عَلَيْنَا فَرِحْنَا وسُرِرْنَا، وإِذَا أَدْبَرَتْ عَنَّا بَكَيْنَا وحَزِنَّا ... » .
في حكمة 147 في نهج البلاغة، يبيّن أمير المؤمنين (ع) فضل العلم و صاحبه على المال و صاحبه، « يَا كُمَيْلُ الْعِلْمُ خَيْرٌ مِنَ الْمَالِ، الْعِلْمُ يَحْرُسُكَ وَ أَنْتَ تَحْرُسُ الْمَال،َ وَ الْمَالُ تَنْقُصُهُ النَّفَقَةُ وَ الْعِلْمُ يَزْكُوا عَلَى الْإِنْفَاقِ، وَ صَنِيعُ الْمَالِ يَزُولُ بِزَوَالِهِ .. وَ الْعِلْمُ حَاكِمٌ وَ الْمَالُ مَحْكُومٌ عَلَيْهِ، يَا كُمَيْلُ هَلَكَ خُزَّانُ الْأَمْوَالِ وَ هُمْ أَحْيَاءٌ وَ الْعُلَمَاءُ بَاقُونَ مَا بَقِيَ الدَّهْرُ..».
اللهمّ وفقنا للعلم و العمل الصالح، و اَخْرِجْ حُبَّ الدُّنْيا مِنْ قَلوبنا،وَ اجْمَعْ بَيْننا وَ بَيْنَ الْمُصْطَفى وَ آلِهِ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ صلى الله عليه و آله.
و الحمد لله ربّ العالمين ، و صلى اللهم على محمد و آله الطاهرين.
Негізгі бет منهومان لا يشبعان طالب علم و طالب دنيا - محمد جواد الدمستاني
Пікірлер: 1