المصدر: أصول حرب الريف جرمان عياش
الشريف #محمد_أمزيان
نبذة عن حياة الشهيد محمد امزيان الذي استشهد يوم 15 ماي 1912
يعتبر الشريف محمد أمزيان من الاوائل الذين عارضوا المشروع الإستعماري الإمبريالي بشمال إفريقيا، قبل وبعد فرض الحماية على المغرب، وأثناء التغلغل الإستعماري ببلدان شمال إفريقيا.
إن أغلب المصادر والرويات تشير إلى ان الشريف محمد أمزيان ولد سنة 1859 بالريف، وبالضبط قبيلة بني بويفرور ” أزغنغان”، نشأ وترعرع فيها ثم حفظ القران الكريم على عادة أهل الريف في زاوية والده بـ ازغنغان، وبعد حفظه للقران الكريم صار تاجرا يبيع ويشتري في الماشية والابقار …
كان يجلبها من الجزائر إلى الريف، إلى جانب أنه كان يزاول مهنة الزطاط وكان يساعد أبناء الريف أثناء عبورهم لوادي ملوية في إتجاه الجزائر أو أثناء العودة منها، نظرا لتجربته وقوته البدنية …
ولم يكن الشريف محمد أمزيان معتكفا في الزوايا وينتظر الهبات والهدايا، بل كان يعمل ويساعد أبناء الريف، ولما كان للشريف من السمعة الحسنة والاخلاق الكريمة والطيبة في الأوساط الريفية الملتزمة، ونظرا للقمة الإحترام والتقدير التي كان أهالي الريف يقدرون بها هذا الرجل، هذا ما جعلهم ينضمون إلى صفوف المقاومة والجهاد تحت قيادته، مع العلم كان هناك صراع مادي بين بعض القبائل او ماعرف في كتب التاريخ بـ الصراع القبلي أوما يصطلح عليه محليا بالريفوبليك، لكن تجاوزوا هذا مع ظهور المقاومة بقيادة البطل الفذ الشريف امزيان.
بعد إحتلال أزغنغان من طرف الإسبان، وشيدوا أول ثكنة عسكرية لجيشهم تتسع لنحو اربعة الف جندي، وتم إحتلال سلوان وباقي المناطق المجاورة.
قرر البطل الامازيغي الريفي الاول مقاومة المشروع الإستعماري الإسباني في بلاد الريف.
في البداية وقع في إصطدام مع جنود المتمرد بوحمارة الجيلالي الزرهوني، فدخل الشريف أمزيان مع هذا الاخير في عدة مواجهات ومعارك، وللإشارة فإن بوحمارة كان يستمد قوته وأسلحته من الإسبان ومن فرنسا، لكن لم ينفعه ذلك بعد الإجتماع الذي عقد بين زعماء قبائل الريف الشرقي، بهدف محاربة بوحمارة ،وإلتفافهم حول الشريف محمد امزيان، وتأتي في مقدمة هذه القبائل تمسمان، بني وليشك، بني توزين، تفرسيت، بني سعيد، بني سيدال وبني بويفرور…
هؤولاء كلهم شاركوا في الزحف على مركز بوحمارة في قلعة سلوان ليغادر بعدها بوحمارة الريف الشرقي نهائيا بمعية جيشه مواليا وجهه شطر تازة ونواحيها التي كانت لا زالت متمسكة بطاعته.
في 27 يونيو من سنة 1909 إتفق زعماء قبائل الريف على منع الإسبان من استمرارهم في إنشاء طريق السكة الحديدية التي تربط بين جبال وكسان و إحرشاون ومدينة مليلية المحتلة.
وبالضبط في يوم الجمعة 09 يوليوز من سنة 1909، أصدر رئيس المجاهدين الشريف محمد أمزيان أوامره بالهجوم على العمال الإسبان الذين كانوا يشيدون الجسور والسكة الحديدية، وهذه أول معركة دخل فيها محمد امزيان مع الإسبان.
واستمرت إلى غاية 27 يوليوز من نفس السنة وسمية المعركة بـ وادي الذيب ” إغزار نوُوشن “، وهي من أشهر المعارك التي خاضها الشريف أمزيان، وقتل فيها الجنرال الإسباني “بنيتو” الذي عين من طرف الحكومة الإسبانية للقضاء على بطل الريف ورفاقه والمقاومة بالريف التي كانت عائقا امام المشروع الاوروبي الإستعماري أنذاك.
وانهزم الإسبان في تلك المعركة العنيفة التي حملت إسم موقعها “إغزار نووشن” وخلفت خسائر فادحة ومئات القتلى والمعطوبين في صفوف الإسبان، بينما أستشهد البعض من المجاهدين الذين كانوا مع الشريف امزيان.
ثم تلت معركة وادي الذيب ببني انصار، معركة إجذياون بقبيلة بني شكار التي تقدم إليها الإسبان من مليلية في 20 شتنبر 1909 بجيش يزيد عدده عن 4000 جندي وضباط تحت قيادة الجنرال “الفاو” والجنرال “طوبار” والجنرال “مراليس” لكن الشريف محمد امزيان ورفاقه كانوا في الموعد واعترضوا طريق العدو، وتشير إحدى الرويات أن عدد المجاهدين الذين كانوا مع محمد امزيان لم يتجاوزوا 1500 مجاهد، والتحم الريفيون مع الإسبان هناك في ملحمة عظيمة، فانهزم الإسبان للمرة الثانية أمام رجال الشريف أمزيان، وغنم المجاهدون أسلحة كثيرة وصاروا يقتلونهم بها.
وألحقت بإسبانيا أضرار وخسائر فادحة على مستوى العدة والعتاد، وسقط عدد كبير من القتلى والجرحى من بينهم الجنرال “مراليس”.
واستشهد برصاص الإسبان فجر يوم 15 ماي 1912، وحسب أخبار أحد أوتاد المعامع الحربية السيد الحاج سلام البويعقوبي التمسماني، احد شجعان الريف رحمهم الله، هذا الرجل خاض جميع المعارك التي قادها الشريف محمد امزيان، وشارك في عدة معارك الجهادية في عهد مولاي موحند “محمد بن عبد الكريم الخطابي”، وكان حاضرا يوم إستشهاد الشريف امزيان.
ويحكي أن بعد إستشهاد هذا الاخير توقف الرصاص ونقله الجنود الإسبان إلى أحد المستشفيات بمليلية وبعد تيقنهم أن الجسم الذي حملوه من أرض المعركة هو نفسه جسم الشريف محمد امزيان.
سلموه لإخوانه فدفن في مقبرة جده السيد أحمد بن عبد السلام بمدينة أزغنغان إقليم الناضور.
واستمر حزن رجال الريف ونسائها وأطفلها على فراق هذا البطل المغوار، وتراجع صفوف المقاومة في الريف على جل المستويات، إلى أن يظهر القائد المجاهد عبد الكريم الخطابي وابنه محمد بن عبد الكريم الخطابي ليحمل مشعل المقاومة.
Негізгі бет مقاومة الشريف محمد أمزيان ثورة الريف [ الحلقة 3 ]
Пікірлер: 53