المواطن في الوطن السوري أصبح لاقيمة له في ظل هذا النظام الجاثم على صدور شعبنا السوري منذ أربعين عام ، بقوانينه الإجرامية والاستثنائية والقمعية الظالمة ، من قانون الأطوار ، إلى قانون العار والجريمة الذي يُبيح قتل الإنسان لانتمائه الفكري ، إلى محاكم التفتيش العسكرية التي لايوجد لها مثيل في العالم أجمع ، ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين ، وهناك مأساة شعب بأكمله في الداخل ممنوعين من السفر ، وفي الخارج مئات الآلاف ممنوعين من العودة ، وفوق هذا وذاك ، فهم يُحاربوننا بأبسط الحقوق المدينة ، بوثائقنا ووجودنا ولقمة عيشنا ، فلقد تابعوا هنا في اليمن مركز الاستخبارات المُسمى بالسفارة السورية السورين لمنع التعاقد معهم ، وهم الآن يحاربون السورين في الخارج بالجوازات وأي خدمات قنصلية ، وكان الحديث مع الجزيرة بالأمس عابر ، إذ اتصل بي أحد الأصدقاء وقال إنهم يتكلمون عن الجوازات والانتماء للأوطان ، فتداخلت وقلت بما نُعانيه نحن السوريين بما لايتصوره عقل ، وحتى الوثيقة صارت منحة من هذا الحاكم الظالم ، على الرغم وبحسب تصريح وزيرة المغتربين بأنّ هناك 17 مليون مابين منفي ومُغترب ، ومنهم مئات الآلاف من المنفيين قسراً عن سورية ، يُعاملوا على أبواب سفارتهم كأنهم قطعان غنم ، أو بقرة مطلوب حلبها وسلخ جلدها ، فأنا على سبيل المثال ومثلي الآلاف الذين على صلة بهم دفعت ألف دولار مُرغماً من أجل تمديد الجواز ، وقلت للأخت منى نعم حتّى الحصول على جواز سفر لجنسيتي فيه مشقّة كبيرة ، بل والأعظم من ذلك أولادي ، رحت أخرّج لهم جواز سفر وله أكثر من شهرين ولم يصل إلى الآن ، مع أنّي دفعت لهم 710 دولار ، بما يترتب على ذلك من الغرامات في الإقامة ، وكنّا ناويين والأولاد أن نذهب بسفر بالإجازة بالمدن اليمنية هذه السنة ، وحال دون ذلك عدم وجود الجواز لانتهاء الإقامة ، بينما غيري يُعاني أكثر بكثير ، حيث لم يستطيعوا دفع الإتاوة من بين ألف إلى أربعة ألآلاف دولار ، فأرسلوا جوازاتهم إلى سورية لتحتجزها الاستخبارات العسكرية هناك ، والآن هم بدون جواز ، النظام السوري يُعامل أبناءه كقطيع غنم بكل أسف ، وأنا الآن أكلمك عن نفسي ، حيث ذهبت لأجدد جواز السفر ، فأرغموني على دفع ألف دولار ظلماً وعدواناً ، وكنت أود الربط عن سبب بحث المواطن العربي ولاسيما المواطن السوري لأي جواز كان بسبب ضخامة القمع ن ولكن مقدمة البرنامج قطعت علي الخط ، وقالت شكراً لك يامؤمن ، أنت حكيت عن تجربتك المريرة مع جواز سفر بلدك ، ورأيت حتى أن جواز سفرك الذي هو حقك لاتستطيع الحصول عليه بهذه السهولة
وهنا أقول للغرب الداعم لنظام القمع في سورية وغيره من الأنظمة عن سبب الهجرات الغير مرغوبة إليه من وراء هكذا قمع وهكذا تصرفات ، ونحن لانستعيض عن بلدنا بأي شيء سواه ، وإننا باقون هنا كالطود العظيم رغم كل المآسي التي تقع مسؤوليتها على عاتق المجتمع الدولي الذي يسمح بمثل تلك التجاوزات الخطيرة وتغطيته لإجرام النظام ، حتّى بما صار يُعرف بسورية بسجل الكثير من الممنوعين من السفر ، وسجل المختفين داخل زنازين وأقبية السجون والمعتقلات ، وسجل المحكومين من أصحاب الرأي ظلماً ، والسجل الأكبر سجل مئات الآلاف من المنفيين وعائلاتهم وأحفادهم ، والملف يتضخم أكثر فأكثر ، فهل يعلم الغرب الى أين ستصل المُعاناة الإنسانية في بلدنا سورية
Негізгі бет مؤمن كويفاتية ومأساة الحصول على جواز السوري والوثائق
Пікірлер: 1