قال الله تبارك وتعالى في محكم كتابه ومبرم خطابه: (.. فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ...) (المائدة/ 54).
لغة الحب من أجمل وأروع اللغات في قاموس القرآن الكريم والسنّة النبوية المقدسة والأحاديث الشريفة المروية عن أهل بيت العصمة (ع)، فهناك المئات من الآيات الكريمة والأخبار الشريفة تحدّثنا عن الحبّ بصوره ونماذجه المختلفة والرائعة. وسوف نستعرض هنا بعض المفاهيم عن الحب.
الحب أقسامه وأبعاده:
في روايات النبي الأكرم (ص) وأهل بيته الأطهار (ع) أبواب عديدة في الحب وأقسامه وأبعاده، وفي كل باب مفاهيم قيّمة ومطالب متنوّعة سامية لا يستغني عنها الباحث الإسلامي، وسوف نشير إلى بعض هذه الأبواب في نبذة يسيرة جدّاً من الروايات الواردة في كلّ باب.
1- باب "أحبّ الناس إلى الله"
عن الإمام الصادق (ع): "ألا وإن أحبّ المؤمنين إلى الله من أعان المؤمن الفقير من الفقر في دنياه ومعاشه، ومن أعان ونفع ودفع المكروه عن المؤمنين".
2- باب "أحب الأعمال إلى الله"
قال رسول الله (ص): "ثلاثة يحبّها الله: قلّة الكلام، وقلّة المنام، وقلّة الطعام. ثلاثة يبغضها الله: كثرة الكلام وكثرة المنام وكثرة الطعام".
ثلاثة يحبّها الله سبحانه: "القيام بحقّه، والتواضع لخلقه، والإحسان إلى عباده".
إنّ الله جميل ويحبّ الجمال. إنّ الله يحبّ الرفق. إن الله يحبّ إطعام الطعام.
3- باب "عبادة المحبّين"
عن رسول الله (ص): "بكى شعيب (ع) من حبّ الله عزّ وجلّ حتى عمي، فردّ الله عزّ وجلّ عليه بصره، ثمّ بكى حتى عمي فردّ الله عليه بصره، ثمّ بكى حتى عمي فردّ الله عليه بصره، فلمّا كانت الرابعة أوحى الله إليه: (يا شعيب، إلى متى يكون هذا أبداً منك؟ إن يكن هذا خوفاً من النار فقد أجرتك، وإن يكن شوقاً إلى الجنّة فقد أبحتك). فقال (ع): "إلهي وسيدي أنت تعلم أني ما بكيت خوفاً من نارك، ولا شوقاً إلى جنّتك، ولكن عقد حبّك على قلبي فلست أصبر أو أراك". فأوحى الله جلّ جلاله إليه: (أمّا إذا كان هذا هكذا فمن أجل هذا سأخدمك كليمي موسى بن عمران)".
4- باب "إذا أحبّ الله عبداً"
عن النبي (ص) أنّه قال: "يا ربّ وددت أن أعلم من تحبّ من عبادك فأحبّه؟ فقال عزّ وجلّ: (إذا رأيت عبدي يكثر ذكري فأنا أذنت له في ذلك وأنا أحبّه، وإذا رأيت عبدي لا يذكرني فأنا حجبته وأنا أبغضته)".
وقال (ع): "إذا أحبّ الله عبداً ألهمه الطاعة، وألزمه القناعة، وفقّهه في الدين، وقوّاه باليقين، فاكتفى بالكفاف واكتسى بالعفاف. وإذا أبغض الله عبداً حبّب إليه المال، وبسط له، وألهمه دنياه، ووكله إلى هواه، فركب العناد، وبسط الفساد، وظلم العباد".
5- باب "علامة حبّ الله"
لكل شيء علامة، ومحبّ الله له علامات، وإنما يقف عليها ويعلمها من كان منهم، ورسول الله (ص) وأهل بيته الأطهار (ع) هم سادة المحبّين وأسوتهم، ومن إمامة أئمة الهدى (ع) أنهم أشاروا إلى علامات كل طائفة، كعلامات المؤمنين والمتقين والمنافقين والمخلصين والمحبّين حتى لا يُلتبس ويشتبه الأمر على من يبحث عنهم ليقتدي بهم كالمتقين، أو ليتجنّبهم ويحذرهم كالمنافقين.
فمن علامات المحبين:
عن رسول الله (ص): "علامة حبّ الله تعالى حُب ذكر الله، وعلامة بغض الله تعالى بغض ذكر الله عزّ وجلّ".
Негізгі бет نصحيتين مهمتين في الطريق الى الله عزوجل......الشيخ علي المياحي
Пікірлер: 897