نبذة عن حياة القديسة كاترين لابوريه و ظُهوراتُ العذراء مريم والأيقونةُ العجائبيّة
وُلِدت القدِّيسة كاترين لابوريه في 2 أيّار من عام 1806 في زوي أبوري بفرنسا وكان والدها لابوريه بيير يعمل مُزارعا وكانت والدتها لويز مادلين . كانت كاترين هي الإبنة التاسعة من 11 طفلاً . وعندما كان عُمرها تسعة سنوات تُوفِّيت والدتها في 9 تشرين الأوّل 1815 فطلبت عمّتها من والدها أن تقوم بتربية أصغر إثنين من أبنائه فوافق وانتقلت كاترين مع عمّتها في منزلها في سان ريمي وهي قرية تبعد بتسعة كيلو مترات من منزل والدها.وعندما بلغت كاترين سِنّ الشباب انضمّت إلى جماعة التمريض التي أسّسها القدِّيس منصور دي بول وكانت مُخلصة ومُتفانية في خدمتها للمرضَى ،كانت كاترين تحبّ كثيراً السيِّدة العذراء مَريَم بل وكانت مولعة بسيرتها العطِرة وعندما فقدت والدتها أخذت تمثال والدة الإلَه وقبّلته وقالت من الآن سوف تكوني أنتِ هي أُمِّي .منذ العام 1813، وفندقُ دي شاتيون هو الدير الأمّ لجمعيّةِ راهباتِ المحبّة، راهباتِ القدّيس منصور. فقد شَيَّدتِ الراهباتُ كنيسةً مُكَرَّسَةً لقلبِ يسوع الأقدس. وفي الواقع، فإنّ ختم الجمعيّةِ يُمثّلُ يسوعَ المسيح على الصليب معَ القلبِ الأقدسِ الذي يَشعُّ محبّةً، للدلالةِ على أنَّ للراهباتِ رسالةً هي المحبّة .. في العام 1830، فورَ انضمامِ كاترين لابوريه إلى الجمعيّة، كانت لها نعمةُ الالتقاءِ بالقدّيس منصور دي بول . وطوالَ فترةِ التنشئة تَراءى لها المسيحُ الحاضرُ في القربانِ المقدَّس، ولكنْ من دونِ أيَّةِ رسالة. وفي وقتٍ لاحق، في 18 تموز، و27 تشرين الثاني .. وفي شهرِ كانون الأوّل 1830 التقتِ السيّدةَ العذراء، وأعطتها مريمُ العذراءُ نموذجَ الأيقونةِ العجائبيّة. ومنذُ ذلك اليومِ يَتوافَدُ ملايينُ الحُجّاج من جميعِ أنحاءِ العالَمِ للصَّلاةِ في الكنيسة … بُنيتِ الكنيسةُ في العام 1815، وكُرِّسَت لقلب يسوع الأَقدَس. وقد طُبِعَت بأحداثٍ استثنائيَّة في العام 1830 نتيجةً لظهوراتِ السيّدةِ العذراءِ للراهبةِ كاترين لابُورِيه .
الظُّهورات : لقد نزلتِ السماءُ إلى الأرض … فمن تمّوز إلى كانون الأوّل من سنة 1830، تلقّتِ الأختُ كاترين، الراهبةُ المبتدئةُ في ديرِ راهباتِ المحبّة، حُظْوَةً كُبرى لدى مريم العذراء إذ تراءت لها ثلاثَ مرّات . وفي الأشهر التي سَبقت، حَظِيَت كاترين بظُهوراتٍ أُخرى؛ إذ أَظهرَ لها منصور دي بول قلبَه. فأثناءَ الصلاةِ في الكنيسة، رأت كاترين، على مدى ثلاثةِ أيّامٍ مُتَتالية، قلبَ القدّيس منصور في ثلاثةِ ألوانٍ مُختلِفة. تراءى لها أولاً بِاللونِ الأبيضِ لونِ السلام، ثمَّ الأحمرِ لونِ النار، ثمَّ الأسودِ علامة المصائبِ التي ستَحلُّ على فرنسا وباريس على وجهِ الخُصوص .. بعد فترةٍ وَجيزة، رأت كاترين المسيحَ حاضراً في القربان المقدّس، قائلةً من خلال" القربانة " رأيتُ ربَّنا في القربان المقدَّس طوالَ زمن التنشئة كلّها، باستثناءِ المرّاتِ التي كنت أَشكُّ فيها »وفي 6 حزيران 1830، عيدِ الثالوثِ الأقدس، تراءى لها المسيحُ بشكلِ ملكٍ مصلوب، مجُرِّداً من حُلِيِّه . و في 18 تموز 1830، عَشيَّةَ عيد القديس منصور الذي تُحبُّه كثيراً، التجأت كاترين إلى ذاك الذي رأت قلبَه يَفيضُ حُبّاً لكي تَتحقّقَ رغبتَها الشديدة في رؤيةِ السيّدةِ العذراء. عندَ الساعة 11:30 مساءً، سمعَت مَن يُناديها باسمها .. طفلٌ غريب، بالقرب من سريرها يدعوها للنهوض قائلاً: « إنّ السيّدةَ العذراء في انتظارك .. ارتدت كاترين ثيابَها وتبعَتِ الطفلَ الذي كان ينشر أشعَّةً تُضيءُ المكانَ حَيثُما تَوَجَّه .. لدى وُصولِها إلى الكنيسة، تَوقّفت كاترين بالقرب من الكرسيِّ الذي يجلسُ عليه الكاهنُ قرب المذبح تحتَ صورة القدّيسة حنة (مَوقِع تمثال القدّيس يوسف حاليّاً). وإذا بها تسمعُ صوتاً « أَشبَهَ بِحَفِيفِ رداء من حرير فيقولُ لها دليلُها الصغير « ها هي العذراء القديسة » تردّدت في التصديق اوّل الامر. لكن الطفل كرّر بصوت أقوى
« ها هِيَ السيّدةُ العذراء القدّيسة »وهُناك سمعت صوت السيِّدة العذراء تقول لها :" الله يرغب أن تكون لكِ مُهِمّة وهذا الأمر سوف يكون مُتناقضاً من الجميع ولكن لا تخافي فسيكون لكِ نعمة لفعل ما هو ضروريّ واخبِري الأب الروحيّ الخاصّ بكِ كُلّ ما يدور داخلك فالأوقات الشِّرِّيرة ستمرّ على فرنسا وعلى العالَم أجمع" .
فارتمت كاترين عندَ أقدامِ السيّدةِ العذراء الجالسةِ على كرسيٍّ، ووضعت يدَيها على ركبتَي والدةِ الإله..
( هناك قضّيتُ أجملَ وأعذبَ وقتٍ في حياتي كلِّها) .. وسيكونُ من المستحيل بالنسبة لي أن أُعبّرَ عمّا كنتُ أشعرُ به. لقد قالت لي السيّدةُ العذراء كيف يجبُ عليّ التصرّفُ معَ مُرشدي الروحيّ وأشياءَ أخرى كثيرة … أشارتِ السيّدةُ بيدها إلى المذبح حيثُ بيتُ القربان وقالت « تعالوا إلى أقدامِ هذا المذبح. هنا ستفيض النِّعَمُ على جميع الذين يطلبونَها بثقةٍ وحرارة » تلقّت كاترين الإعلانَ عن رسالةٍ صعبة وطلبِ تأسيسِ جمعيّةِ الشبيبةِ المريميّة. هذا الطلبُ الأخيرُ سيحقّقُه الأب أَلَدال في 2 شباط 1840..
في 27 تشرين الثاني 1830، ظهرتِ السيّدةُ العذراء من جديد لكاترين في الكنيسة. هذه المرّة عند الخامسة والنصف مساءً، خلالَ فترة التأمّل للمبتدئات، تحت صورة القدّيس يوسف (المَوقع الحاليّ لعذراء الكُرة الأرضيّة). رأت كاترين مشهدين حيَّين متداخلَين، ظهرت فيهما مريمُ العذراء واقفةً على نصف الكرة الأرضيّة، وقدماها تسحقان الحيّة..
في المشهد الأوّل، العذراءُ تحمل في يديها كُرةً ذهبيّةً صغيرة يعلوها صليب، رافعةً إيّاها نحو السماء. فسمعت كاترين صوتاً يقول
« هذه الكرةُ تمثّلُ العالمَ بأسره، وفرنسا وكلَّ إنسانٍ بمفرده « . وفي المشهدِ الثاني، تَظهرُ يدا العذراء منبسطتَين وفي أصابعها خواتمُ من الحجارةِ الكريمة، وتنبعِثُ من يديها أشعّةٌ ضياؤُها أخّاذ. سمعت كاترين في الوقت عينِه صوتاً يقول
« هذه الأشعّةُ ترمزُ إلى النِّعَمِ التي أُسبغُها على الأشخاص الذين يطلبونها منّي »
Негізгі бет نبذة عن حياة القديسة كاترين لابوريه و ظُهوراتُ العذراء مريم والأيقونةُ العجائبيّة
Пікірлер