الخَوَارِج اسم أطلقه مخالفو فرقة قديمة محسوبة على الإسلام كانوا يسمون أنفسهم بـ«أهل الإيمان»، وهي أول فرقة ظهرت في الإسلام على يد ذو الخويصرة التميمي[1]، واشتهرت بالخروج بالسيف على عثمان بن عفان وقتله[2]، وخروجهم بالسيف على علي بن أبي طالب بعد معركة صفين سنة 37هـ؛ لرفضهم التحكيم بعد أن عرضوه عليهم وقتل علي بن أبي طالب عبر ضرب عنقه وهو يصلي على يد عبد الرحمن بن ملجم المذحجي ثأراً لقتلى جيش الخوارج في معركة النهروان.[3][4][5][6][7] وقد عرف الخوارج على مدى تاريخهم بالمغالاة في الدين وبالتكفير والتطرف، كما عرفوا بالصدق الشديد كونهم يعتبرون الكذب من الكبائر المُكفرة ولذلك كان يثق علماء الحديث برواة الخوارج فيقول أبو داوود: «ليس في أصحاب الأهواء أصح حديثا من الخوارج، ثم ذكر عمران بن حطان وأبا حسان»،[8] وقد عرفوا أيضا بكثرة الصلاة والصيام وقراءة القرآن فيقول النبي ﷺ: «يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم»،[9] وأهم عقائدهم: تكفير أصحاب الكبائر، ويقولون بخلودهم في النار، وكفروا عثمان وعلي وطلحة والزبير وعائشة، ويقولون بالخروج بالسيف على الحكام الظالمين والفاسقين وهذا الرأي يتفق مع بعض علماء أهل السنة الذين يرون جواز الخروج بالسيف علي الحاكم الظالم الجائر كابن حجر العسقلاني احتجاجا بالقراء الذين خرجوا على الحجاج بن يوسف الثقفي وأهل المدينة في الحرة،[10][11] وهم فرق شتى. ويلقب الخوارج بالحرورية والنواصب والمارقة والبغاة والمكفِّرة والشكاكية والشراة والمُحَكِّمة، والسبب الذي من أجله سموا خوارج لأنهم خرجوا على أئمة الحق والعدل،[12][13][14] وسموا شراة لأنهم قالوا شرينا أنفسنا في طاعة الله، أي بعناها بالجنة، وسموا المكفرة لتكفيرهم أصحاب الكبائر كالسارقين والزناة وشاربي الخمر والقول بخلودهم في النار كالكفار، وسموا البغاة وكلاب النار لأنهم يبغون على المسلمين ويقتلونهم بغير الحق، وسموا مارقة وذلك للحديث النبوي الذي أنبأ بأنه سيوجد مارقة من الدين كما يمرق السهم من الرمية، إلا أنهم لا يرضون بهذا اللقب لأنهم يعتبرون أنفسهم على الهدى والحق وأما غيرهم فإنهم أهل كفر، وسموا المحكمة لإنكارهم الحَكَمين (عمرو بن العاص وأبو موسى الأشعري) وقالوا لا حكم إلا لله. ولقد توالت الأحداث بعد ذلك بين علي والذين خرجوا عليه بالسيف، ومحاولته إقناعهم بالحجة والرد علي شبهاتهم عبر مناظرة بن عباس لجيشهم فعاد أكثرهم وتابوا إلا قلة،[15] ثم قيام الحرب وهزيمتهم وهروبهم إلى سجستان وحضرموت، وبعثهم من جديد وتكوين فرق كانت لها صولات وجولات من حين لآخر لقتال الحكام والأئمة المسلمين الشرعيين.[16][16][17][18] ومنهج التعامل معهم كما قال الإمام الشافعي «ولو أن قوماً أظهروا رأي الخوارج وتجنبوا جماعات الناس وكفروهم لم يحلل بذلك قتالهم لأنهم على حرمة الإيمان لم يصيروا إلى الحال التي أمر الله عز وجل بقتالهم فيها. بَلَغَنا أن علياً - رضي الله تعالى عنه - بينما هو يخطب إذ سمع تحكيما من ناحية المسجد : لا حكم إلا الله عز وجل. فقال علي - رضي الله تعالى عنه - : كلمة حق أريد بها باطل ، لكم علينا ثلاث : لا نمنعكم مساجد الله أن تذكروا فيها اسم الله ، ولا نمنعكم الفيء ما كانت أيديكم مع أيدينا ، ولا نبدؤكم بقتال . .» وقال الشافعي كذلك «أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن بن القاسم الأزرقي الغساني عن أبيه أن عدياً كتب لعمر بن عبد العزيز أن الخوارج عندنا يسبونك. فكتب إليه عمر بن عبد العزيز : إن سبوني فسبوهم أو اعفوا عنهم ، وإن أشهروا السلاح فأشهروا عليهم ، وإن ضربوا فاضربوهم» وقال علي بن أبي طالب «إن خالفوا إمامًا عدلًا فقاتلوهم، وإن خالفوا إمامًا جائرًا فلا تقاتلوهم؛ فإن لهم مقالً»، وعامل علي بن أبي طالب الخوارج قبل الحرب وبعدها معاملة المسلمين فما إن انتهت المعركة حتى أصدر أمره في جنده ألا يتبعوا مُدبِرًا أو يذففوا على جريح أو يمثِّلوا بقتيل.[19
Негізгі бет قصة الخوارج مع علي بن ابي طالب | عدنان ابراهيم |
Пікірлер: 141