عنوان القصيدة: [ إليك أرفع رغبتـــــــــــــــــــــــــي ].
المؤلـــــــــــف: [ محمد بن إدريس الشافعــــــــــــــي ].
محقق الديــوان: [ مجاهد مصطفى بهجـــــــــــــــــت ].
الدار (الناشر): [ دار القلـــــــــــــــــــــــــــــم ] دمشق.
الطبعـــــــــــة: [ الثالثـــــــــــــــــــــــــــة 1440هـ ].
-----------------------------------------------------------
نص القصيدة:
إليك إلهَ الخلقِ أرفَعُ رغبــــــــــتي
وإِنْ كنْتُ ياذا المنِّ والجُودِ مُجرمًا
وَلَمّا قَسا قَلبي وَضاقَت مَذاهِـــــبي
جَعَلتُ الرَجا مِنّي لِعَفوِكَ سُلَّمـــــا
تَعاظَمَني ذَنبي فَلَمّا قَرَنتُـــــــــــــهُ
بِعَفوِكَ رَبّي كانَ عَفوُكَ أَعظَمـــــــا
وما زِلتَ ذا عَفوٍ عَنِ الذَنبِ لَم تَزَل
تَجودُ وَتَعفو مِنَّةً وَتَكَرُّمـــــــــــــــا
ولَولاكَ ما يَقْوَى بِإِبليسَ عابِــــــــدٌ
فَكَيفَ وَقَد أَغوى صَفِيَّكَ آدَمــــــــــا
فيَا لَيْتَ شِعرِي هل أَصِيرُ لجنَّــــــةٍ
فأَهْنَا وإمَّا للسعير فأنْدَمَــــــــــــــا ؟
وإنِّي لآتي الذَّنْبَ أعرِفُ قَــــــــــدْرَهُ
وأَعْلَمُ أَنَّ االله يَعْفُو ويَرْحَمَـــــــــــــا
فإِنْ تعفُ عنَِي تَعْفُ عَنْ مُتَمَـــــــرِّدٍ
ظَلُومٍ غَشُومٍ ما يُزايِلُ مأثَمَــــــــــــا
وإن تَنْتَقِمْ مِنِّى فَلَسْتُ بِآيِـــــــــسٍ
ولَوْ أَدْخَلْتُ نَفْسِي بِجُرمِي جهنَّمَـــــا
فَجُرْمِي عظِيمٌ منْ قدِيمٍ وَحـَــــــادِثٍ
وعفْوُكَ يا ذَا العَفْوِ أعْلَى وأجْسَمَــــــا
خَفِ االلهَ وارْجُهُ لكُلِّ عَظِيمَــــــــــــــةٍ
ولا تُطِعِ النَّفْسَ اللَّجُوجَ فَتَنْدَمَــــــا
وكُنْ بينَ هاتَيْنِ منَ الخَوْفِ والرَّجَا
وأبْشِرْ بِعَفْوِ االلهِ إِنْ كُنْتَ مُسْلِمًـــــا
فَلِلَّهِ دَرُّ العارِفِ الفَرْدِ إِنَّــــــــــــــــــهُ
تَسُحُّ لِفَرطِ الوَجدِ أَجفانُهُ دَمــــــــــا
يُقيمُ إِذا ما اللَيلُ جَنَّ ظَلامُــــــــــــهُ
عَلى نَفسِهِ مَن شِدَّةِ الخَوفِ مَأتَمـــا
فَصيحاً إِذا ما كانَ في ذِكرِ رَبِّـــــــــهِ
وَفي ما سِواهُ في الوَرى كانَ أَعجَما
وَيَذكُرُ أَيّاماً مَضَت مِن شَبابِـــــــــهِ
وَما كانَ فيها بِالجَهالَةِ أَجرَمـــــــــــا
فَصارَ قَرينَ الهَمِّ طـــــــــــــــولَ نَهارِهِ
ويَخْدُمُ مَوْلاهُ إِذا اللَيلُ أَظلَمــــــــــا
يَقـــــــولُ: حَبيبي أَنتَ سُؤلي وَبُغيَتي
كَفــــــــــى بِكَ لِلراجينَ سُؤلاً وَمَغنَما
أَلَستَ الَّذي غَذَّيتَني وَكَفِلْتَــــــــــني
وَما زِلتَ مَنّاناً عَلَيَّ وَمُنعِمــــــــــــــــا
عَسى مَن لَهُ الإِحسانُ يَغفِرُ زَلَّــــــتي
وَيَستُرُ أَوزاري وَما قَد تَقَدَّمـــــــــــــا
Негізгі бет قصيدة [ إليك أرفع رغبتي ] - الإمام الشافعي (ت: 204 هـ) | قراءة: سيف آل شنيف
Пікірлер: 3