قصيدة أرض قصيدتي خضراء بصوت الشاعر الفلسطيني محمود درويش
أرض القصيدة
خضراء ، أرض قصيدتي خضراء
يحملها الغنائيون من زمن إلى زمن كما هي في
خصوبتها .
ولي منها : تأمل نرجس في ماء صورته
ولي منها وضوح الظل في المترادفات
ودقة المعنى …
ولي منها : التشابه في كلام الأنبياء
على سطوح الليل
لي منها : حمار الحكمة المنسي فوق التل
يسخر من خرافتها وواقعها …
ولي منها : احتقان الرمز بالأضداد
لا التجسيد يرجعها من الذكرى
ولا التجريد يرفعها إلى الإشراقة الكبرى
ولي منها : “أنا” الأخرى
تدون في مفكرة الغنائيين يومياتها :
” إن كان هذا الحلم لا يكفي
فلي سهر بطولي على بوابة المنفى … ”
ولي منها : صدى لغتي على الجدران
يكشط ملحها البحري
حين يخونني قلب لدود …
أريد من الأرض
أريد من الأرض أكثر من
هذه الأرض : رائحة الهال والقش
بين أبي والحصان .
في يدي غيمة جرحتني . ولكنني
لا أريد من الشمس أكثر
من حبة البرتقال وأكثر من
ذهب سال من كلمات الأذان
سؤال طفل
-يا أبي ، هل تعبت
أرى عرقا في عيونك ؟
أم
فكرت يوما بالرحيل ، فحط حسون على
يدها ونام. وكان يكفي أن أداعب غصن
دالية على عجل … لتدرك أن كأس نبيذي
امتلأت. ويكفي أن أنام مبكرا لترى
منامي واضحا ، فتطيل ليلتها لتحرسه …
ويكفي أن تجيء رسالة مني لتعرف أن
عنواني تغير ، فوق قارعة السجون ، وأن
أيامي تحوم حولها … وحيالها
أمي تعد أصابعي العشرين عن بعد.
تمشطني بخصلة شعرها الذهبي . تبحث
في ثيابي الداخلية عن نساء أجنبيات ،
وترفو جوربي المقطوع . لم أكبر على يدها
كما شئنا : أنا وهي ، إفترقنا عند منحدر
الرخام … ولوحت سحب لنا ، ولماعز
يرث المكان . وأنشـأ المنفى لنا لغتين :
دارجة … ليفهمها الحمام ويحفظ الذكرى
وفصحى … كي أفسر للظلال ظلالها !
لا نلتقي إلا وداعا عند مفترق الحديث.
تقول لي مثلا : تزوج أية امرأة من
الغرباء، أجمل من بنات الحي . لكن ، لا
تصدق أية امرأة سواي . ولا تصدق
ذكرياتك دائما . لا تحترق لتضيء أمك ،
تلك مهنتها الجميلة . لا تحن إلى مواعيد
الندى . كن واقعيا كالسماء. ولا تحن
إلى عباءة جدك السوداء، أو رشوات
جدتك الكثيرة ، وانطلق كالمهر في الدنيا .
وكن من أنت حيث تكون . واحمل
عبء قلبك وحده … وارجع إذا
اتسعت بلادك للبلاد وغيرت أحوالها…
أمي تضيء نجوم كنعان الأخيرة،
حول مرآتي ،
وترمي ، في قصيدتي الأخيرة ، شالها !
ابتعاد القصيدة
القصيدة تبعد عني ،
وتدخل ميناء بحارة يعشقون النبيذ
ولا يرجعون إلى امرأة مرتين،
ولا يحملون حنينا إلى أي شيء
ولا شجنا !
وداع
-يا حبيبتي ، لو كان لي
أن أكون صبيا … لكنتك أنت
-ولو كان لي أن أكون فتاة
لكنتك أنت !…
وتبكي ، كعادتها ، عند عودتها
من سماء نبيذية اللون: خذني
إلى بلد ليس لي طائر أزرق
فوق صفصافه يا غريب !
وتبكي، لتقطع غاباتها في الرحيل
الطويل إلى ذاتها : من أنا ؟
من أنا بعد منفاك في جسدي ؟
آه مني ، ومنك ، ومن بلدي
-من أنا بعد عينين لوزيتين ؟
أريني غدي !…
هكذا يترك العاشقان وداعهما
فوضويا، كرائحة الياسمين على ليل تموز …
في كل تموز يحملني الياسمين إلى
شارع، لا يؤدي إلى هدف،
أندلس
أمر باسمك ، إذ أخلو إلى نفسي
كما يمر دمشقي بأندلس
Негізгі бет قصيدة أرض قصيدتي خضراء بصوت الشاعر محمود درويش
Пікірлер: 4