أفضلُ صلاةٍ نتقرَّب بها إلى ربِّنا بعدَ الفريضة قيامُ الليل؛ فعن أبي هُرَيرةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله ﷺ: أفضلُ الصيام بعدَ رمضان شهر الله المُحرَّم، وأفضلُ الصلاةِ بعدَ الفريضة صلاةُ اللَّيْل) رواه مسلم
وعن سَهْل بن سعد رضي الله عنه قال: "جاءَ جبريلُ إلى النبيِّ ﷺ فقال: يا مُحمَّد، عِشْ ما شِئتَ فإنَّك ميِّت، واعملْ ما شئتَ فإنَّك مَجْزيٌّ به، وأحْبِبْ مَن شئتَ فإنَّك مُفارقُه، واعلمْ أنَّ شرفُ المؤمن قيامُ الليل، وعِزَّه استغناؤُه عن الناس" رواه الطبراني
فمَن رَغِب في قيامِ اللَّيل فليحفظْ جوارحَه عن الحرام، فعُلوُّ منزلة المؤمِن ورِفْعته مداومتُه على قيامِ الليل، فنِعْمَ المنزلةُ منزلةُ أهل قيام اللَّيل، فهي منزلةٌ باقيةٌ لا تتحوَّل ولا تتغيَّر، فهي شرفٌ في الدنيا لمَا يضعه الله لعبدِه مِن القَبول في الأرض، وشرف في الآخِرة لِمَا لصاحبها مِن النعيم المقيم والدرجات العُلى، فلمَّا ذَكَر الله صفاتِ عباده بقوله تعالى: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [السجدة: 16] ذَكَر جزاءَهم في الآخِرة: ﴿ فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 17].
وعن عبدِالله بن سَلاَم رضي الله عنه قال: رسولُ الله ﷺ المدينةَ، انجفَل الناسُ إليه، فجئتُ في الناس لأنظرَ إليه، فلمَّا استثبتُّ وجهَ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم عَرَفْتُ أنَّ وجهه ليس بوجْهِ كذَّاب، وكان أوَّل شيءٍ تَكلَّم به أن قال ﷺ: ((أيُّها الناس، أفْشُوا السلام، وأطْعِموا الطعام، وصَلُّوا والناس نِيام، تَدْخلوا الجَنَّةَ بسلام))؛ رواه الترمذي.
فمِن أعظمِ المعوقات عن قيامِ اللَّيل كثرةُ المعاصي، فكثرةُ المعاصي تنفر مِن الطاعات حيثُ يستولي الشيطانُ على العبدِ فيُظلم قلْبُه فتَميل نفسُه للشهوات، وتشقُّ عليها الطاعات، عن حُذيفةَ رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله ﷺ يقول: (تُعرَض الفِتن على القلوبِ كالحَصيرِ عُودًا عودًا، فأي قَلْبٍ أُشْرِبها نُكت فيه نُكتةٌ سوداءُ، وأي قلْب أنْكَرها نُكِت فيه نُكتةٌ بيضاءُ، حتى تصيرَ على قلبَيْن: على أبيضَ مثل الصَّفَا، فلا تضرُّه فتنةٌ ما دامتِ السماوات والأرض، والآخَر أسود مُرْبادًّا - مسوادًّا قد أظْلَم بسببِ كثرة المعاصي - كالكُوز مُجَخِّيًا - مائلاً فلا يستقرُّ فيه الماء - لا يَعْرِف معروفًا، ولا يُنكر مُنكرًا، إلا ما أُشْرِبَ مِنْ هَواه))؛ رواه مسلم
فقيامُ الليل من أخصِّ أعمال أولياء الله، ممَّن سبَقَنا من الأمم؛ قال ﷺ: ((عليكم بقيامِ اللَّيل، فإنَّه دأبُ الصالحين قبْلَكم، وهو قُرْبة لكم إلى ربِّكم، ومكفرة للسيِّئات، ومنهاةٌ عن الإثم)) رواه ابنُ خزيمة (1135).
كان النبيُّ ﷺ يقوم مِن كلِّ الليل، لكن الذي استقرَّ عليه فعْل النبيِّ ﷺ تأخيرُ القيام والوتر آخِر الليل، فعن عائشةَ رضي الله عنها قالتْ: مِن كلِّ الليل قد أوْتَر رسولُ الله ﷺ مِن أوَّل اللَّيْل وأوسطه وآخِره، فانْتَهى وترُه إلى السَّحَر))؛ رواه البخاري ومسلم
فالقِيام آخِرَ الليل أفضلُ، فله أثرٌ على النَّفْس، فتقلُّ الشواغِل، وتكون النَّفْس أخَذَتْ نصيبها مِن النوم، فينتفع القائم بصَلاته، ويتأثَّر بما يقرؤه لاجتماعِ القلْب واللِّسان، وقدْ أشار ربُّنا إلى ذلك بقوله: ﴿ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلاً ﴾ [المزمل: 6].
كما أن آخر الليل هو وقتُ يتنزل فيه المولى عز وجل؛ فعَنْ أبي هُرَيرَةَ رضي الله عنه: أنَّ رسولَ الله ﷺ قال: ((يَنزِل ربُّنا تبارك وتعالى كلَّ ليلةٍ إلى السماء الدُّنيا حين يبقَى ثُلُث اللَّيْل الآخر، يقول: مَن يدعوني فأستجيبَ له؟ مَن يَسألُني فأُعطيَه؟ مَن يستغفرُني فأغْفِرَ له))؛ رواه البخاري ومسلم
فإذا قام أحدُنا من آخِرِ الليل فلْيوقظْ أهلَه، ولْنُذكِّرهم بفضلِ قيامِ اللَّيل، وسيجد أثرَه ولو بعدَ حين عن أبي سعيدٍ الخُدري وأبي هُريرَةَ - رضي الله عنهما - قالا: قال رسولُ الله ﷺ: مَن استيقظ مِنَ اللَّيْل وأيقَظَ امرأتَه، فصلَّيَا ركعتَين جميعًا، كُتِبَا من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات؛ رواه أبو داود، ورُواتُه ثِقات .وفي الحديث: أنَّ صلاة الليل وإنْ كانتْ قليلةً فهي محبوبةٌ إلى الله، فلْنُداوم على القِيام ولو كان شيئًا يسيرًا، فأحبُّ الأعمال إلى الله أدومُها وإن قلَّ قال مسلم بن اليسار: "ما تلذذ المتلذذون بمثل الخلوة بمناجاة الله عز وجل".
•
#قطوف #قطائف #الرحيق_المختوم #كتب_مسموعة #اصحاب_الرسول #سيرة_الرسول #السيرة_النبوية #مكة #المدينة_المنورة #كتب_الإسلام #الصحابة #أصحاب_الرسول #رمضان #رمضان_يجمعنا #اللهم_بلغنا_رمضان #قطوف #التربية_الإسلامية #الشعراوي #محمد_رسول_الله #محمد_والذين_معه #محمد #نبي_الرحمة #رسول_الانسانية #قصة #قصص #تحضيرات_رمضان #رمضان_كريم #استعدادات_رمضان #شهر_الغفران #شهر_الرحمة #قطوف #قطائف #الرحيق_المختوم #كتب_مسموعة #اصحاب_الرسول #سيرة_الرسول #السيرة_النبوية #مكة #المدينة_المنورة #كتب_الإسلام #الصحابة #أصحاب_الرسول #رمضان #رمضان_يجمعنا #اللهم_بلغنا_رمضان #رمضان_كريم #قطوف #التربية_الإسلامية #الشعراوي #محمد_رسول_الله #محمد_والذين_معه #محمد_نبي_الرحمة #رسول_الانسانية #قصة #قصص #حياة_النبي #صلاة_القيام #قيام_اليل #صلاة_النبي #عائشة_رضى_الله_عنها #التراويح #القيام #الصلاة #تحضيرات_رمضان #استعدادات_رمضان #شهر_رمضان
Негізгі бет قيام الليل.. ما أفضل الأوقات لصلاة الليل؟ ومتى كان يصليه النبي ﷺ؟
Пікірлер: 33