حقيقة العيد: وهل نفرح والأمة مكلومة أم نستسلم للحزن؟ ومع لك عيد أضحى مبارك ...
في النفس من حزنها يا عيد ما فيها هل جئت تفرحها أم جئت تبكيها
تفرقت أمتي بعد الهدى شيعا ومات فيها نداء كان يحيها
فلا الشام شام في مرابعها ولا الكنانة جند الله تحميها
ولا السعيدة بلقيس بحكمتها تحيلها جنة ماتت روابيها
والقدس من يأسها أخفت مواجعها فلست تسمع شيئا عن مآسيها
نحن انتهينا وكم كانت مغامرة أن تحرق الأمة العصماء ماضيها
عمر علواش
كل عام يطل علينا من يريد أن يكدر علينا فرحة العيد: يقول كيف تفرحون وحال الأمة على ما هو عليه من ضعف ومن هوان؟ كيف تعيدون وإخوان لكم يبادون ويستضعفون...
ذاك حال وهذا حال، والمآل لمن حاله مع الله سبحانه وتعالى، وفرحة العيد شعيرة من شعائر الله.
لله در السلف من أناس وهم بشر مثلنا، كانوا يرجعون من غزوة أو معركة وفيهم قتلى وجرحى من أهلهم وأصحابهم، ولكنهم لم يكونوا ليفوتوا فرحة العيد تهون عليه مصائبهم، ويطوون بها صفحة الحزن ليبدأوا صفحة جديدة تكون عونا على ما مضى، وبارقة أمل لما هو آت، ويتقربون بها إلى الله سبحانه وتعالى...
ففي حديث أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قدم المدينة وجدهم يحتفلون بعيدين، فقال: كان لكم يومان تلعبون فيهما، وقد أبدلكم الله بهما خيرا منهما، يوم الفطر، ويوم الأضحى. رواه أبو داود والنسائي.
ولا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام مروا بعسر وضيق زاغت له أبصار المؤمنين، وبلغت قلوبهم الحناجر،
وفجع المصطفى صلى الله عليه وسلم بخيرة صحابته الكرام، وأصابه وأصحابه القرح والمصائب، لكن كل ذلك لم يكن مدعاة لإلغاء الفرح والسرور بالعيد...
وقد قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في فتح الباري: "إظهار السرور في اﻷعياد من شعار الدينِ ".
ومن أجمل ما قرأت بهذا الصدد:
"لا يجوز بأيّ حال من اﻷحوال أن نقتل فرحة العيد بسكين الحزن.
انثروا الفرحة في الطرقات وفي النفوس فعُمر الأمة أطول من أعمار كل المحن والطغاة...
فمن حوصروا في الخندق هم من فتحوا مكة، ومن رأوا دولة الخلافة تغيب شمسها أمام طوفان الزحف المغولي، هم من شهدوا دحر المعتدين على أسوار مصر وهي في أضعف حالاتها."
فإظهار الفرح بالعيد، شعيرة وسنّة وهو من العبادات التي يَتقرب بها المسلمُ إلى الله، فأحيي الفرح بقلّبك أولًا، ثم بثه لمن حولك..
ابتهجوا، تزيّنوا، وسعوا على أهليكم، وكلوا واشربوا ولا تسرفوا، وعلموا صغاركم تفاصيل العيد ولمَ شُرع؟
فأنتم بذلك تتقربون لمولاكم وتحيون شعائره.
حقيقة معنى العيد:
وفرحة العيد لا ينبغي أن تحعلنا نغفل عن المعنى الحقيقي للعيد، فنختزله في لبس الجديد واللهو واللعب فقط، وإن كان ذلك من سمات العيد،
ولكن هناك أمورًا أخرى ينبه إليها أبو إسحاق الألبيري حول حقيقة معنى العيد؛ فيقول:
ما عيدك الفخم إلا يوم يغفر لك *** لا أن تجرَّ به مستكبراً حللك
كم من جديد ثيابٍ دينه خلق *** تكاد تلعنه الأقطار حيث سلك
ومن مرقع الأطمار ذي ورع *** بكت عليه السما والأرض حين هلك
وهو قول ينم عن عمق معرفة بحقيقة العيد، وكونه طاعة لله وليس مدعاة للغرور والتكبر.
ويستغل الشاعر محمد الأسمر فرصة العيد ليذكر بالخير والحث على الصدقة فيه تخفيفًا من معاناة الفقراء والمعوزين في يوم العيد؛ فيقول:
هذا هو العيد فلتصفُ النفوس به *** وبذلك الخير فيه خير ما صنعا
أيامه موسم للبر تزرعه *** وعند ربي يخبي المرء ما زرعا
فتعهدوا الناس فيه:من أضر به *** ريب الزمان ومن كانوا لكم تبعا
وبددوا عن ذوي القربى شجونهم *** دعــا الإله لهذا والرسول معا
واسوا البرايا وكونوا في دياجرهم *** بــدراً رآه ظلام الليل فانقشعا
انثروا الفرحة في البيوت وفي الطرقات وعلى رؤوس الأطفال، ولعل فرحة العيد القادم تُغير مجرى حياتنا.. كبروا وهللوا فالعيد عبادة والبسمة صدقة.. تقبل الله منا ومنكم.
طاف البشير بنا مذ أقبل العيد … فالبشر مرتقب والبذل محمود
يا عيد كل فقير هز راحته … شوقاً وكل غني هزه الجود
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
Негізгі бет حقيقة العيد: وهل نفرح والأمة مكلومة أم نستسلم للحزن؟ ومع لك عيد أضحى مبارك ...
Пікірлер: 6