رابع روايات صدام حسين، نشرت عام (ألفين واثنين)، وهي كمثل من سبقها من الروايات، فضل فيها الرئيس العراقي عدم إظهار اسمه، ونسبها لكاتبها فقط دون ذكر من يكون، قبل أن يعرف لاحقاً.
تدور الرواية التي تحوي ثلاثمئة وعشرين صفحة حول رموز حية، لا يزال بعضها أحياء حتى يومنا هذا. قدم فيها الكاتب صورة عن مرحلة كاملة من المعاناة والنضال التي عاشها الشعب العراقي، وأفصح فيها بثقة عن شخصيته.
لم تكن أحداث الرواية نصباً من الماضي، بل كانت أشبه بمسيرة ناطقة لحياة شعب من خلال حياة فارس. رغم أنها لم تعبّر عن ترميم مقصود لزمن محدد، وإنما هي هندسة فضاء زمني، كان فيه التنافس على التضحية درباً للفضيلة، وكان الاقتراب من الحقيقة والحق منطلقاً لتفعيل ما تختزنه النفس من طاقات، حتى إذا ما لاحت أمام الفارس فرصة ليجد ذاته، اغتنمها لكي يدافع عن حقه، وحق شعبه وأمته في الحياة والحرية ضد كل من استفحل شره، فانتزع من القدر دور شعبه القومي، وألقم من يحاول سلب ذلك الدور حجرا، قبل أن تكتشف الجماهير العربية أن الحجارة سلاح ماضٍ ضد سالبي الحياة والحرية والمحتلين المجرمين.
احتوت الرواية على مواقف كثيرة، حملت معها بناءً درامياً متميز، حيث صوّرت ظروفا مرّ بها الفارس، دون أن يستسلم لشروطها القاسية، بل حوّلها إلى اندفاعات ليؤسس منها منافذ يطل منها على حياة شعبه، وصارت حياته على قياس ما ورد في الرواية، مرآة لما يمر به الشعب والوطن، أهم ما فيها رسوخ إيمان في صدر الفارس، ويقين بأن الغد يُصنع لا يُنتظر، وأن الأبواب لا تفتح إلا بالعمل، وأن عافية الدرب المشرّف لا يمكن أن تتم إلا بعد أن يتراجع الوهن داخل النفس.
وقد حرص كاتب الرواية على ألا يقع تغيير في شخوصها، أو مسرح بنائها. ورغم كل الاندفاع الذي امتلكته روح الكاتب، إلا أنه ابتعد عن أسلوب الحماس الخطابي، المعتاد في مثل هذا النوع من الروايات.
وكمثل الروايات الأخرى لصدام حسين فقد كتب على ظهرها، بأن ريع الرواية سيذهب للفقراء واليتامى والمساكين والمحتاجين والأعمال الخيرية.
Негізгі бет رواية رجال ومدينة ،، سلسلة روايات صدام حسين
Пікірлер: 9