“فبراير.كم” إنه صوت الجميع. إنه عنوان الحقيقة كما هي بدون رتوش. الرأي والرأي الآخر.
تابعونا على:
Official Website | www.Febrayer.com
Facebook | / febrayer
instagram: / febrayer
#بارطاجي_الحقيقة
شاهد قصة المناضلة بشرى التي غادرتنا كما روتها على لسانها
في جنازتها، وبعد أن ووري جثمانها الثرى بمقبرة بإنزكان، سأل يافع عابر بباب المقبرة عن هوية المعنية بالأمر، وبمجرد أن عرف من تكون أسقطت يداه المرتعشتان دراجته الهوائية وأطلق ساقيه للريح نحو قبرها، يبكي فقدها، ويبكي فقد روح كانت تمنحه، ربما، جرعة أمل في حياة بعيدة عن التشرد والجوع.
مشهد عابر لشخصية لن تعبر بسهولة في حياة أطفال ونساء أكادير والنواحي، حيث أن بشرى الشتواني لم تغب يوما عن مؤازرة طفل في الشارع أو عاملة زراعية تحرش بها رب عملها، قبل أن يغيبها المنون للأبد.
قبل مشهد اليافع في المقبرة، جابت تدوينة خطتها المناضلة القاعدية على حائطها في فايسبوك بمداد الإيمان والأمل، الحياة والموت، "جابت" منصة مارك زوكيربيرغ، قبل العملية وبعد وفاتها، أعاد نشرها، بكثير من الألم والأمل أن تكون صاحبة التدوينة قد نجت من مشرط الطبيب الجراح، أصدقاء غرباء عن حياة أم عهد.
وكما كتبت الشتواني، لن تقرأ تعليقات الأصدقاء والغرباء على "تدوينة الوداع" فقد غادرت بعد أن شغلت الدنيا والناس بشغبها ونضالها وكفاحها من أجل مغرب آخر ممكن، وقبله من أجل ناجي وعهد وغاني وأمل ومنى وياسين ووالدها المهندس ووالدتها العصامية... .
رسالة الوداع، كما خطتها بيديها المؤمنتين بقدر الله وقضائه، كافية لفهم قصة ملغزة لعابرة نضال في زمن التردي والرداءة:
"مساء القوة والصمود ..لكل أحبتي أصدقائي رفاقي وعائلتي الصغيرة والكبيرة، لأولادي ناجي وعهد ولروح القلب زوجي ولأخي وصديق قلبي ياسين.... حاولت أن امنع نفسي من كتابة أي شيء يتحرك بعقلي ووجداني كي لا أصعب الأمر علي وعلى كل عزيز وعزيزة، لكنني لم أستطع فقد تعودت مشاركتكم كل شيء هنا في هدا الحائط منذ أكثر من ثلاثة عشر سنة... والآن المحطة الأصعب جدا في حياة لم تمنحني أي شيء إلا ونازلتي عليه ...لم تعطني أبدا هدية مجانية، كنت في كل مرة أظفر بفرصة فرح أو حب أو انتصار الا وقد ادخلتني قسرا لحلبة ملاكمة شرسة ..حتى مع المرض فمنذ ثلاث سنوات وانا اقاوم المرض اللعين، الذي اختار اصلب منطقة في جسمي واستطونها قسرا.... لا استغرب فكل سرطان يريد استعمار بقعة ما يختار خطأ المكان العصي على الركوع وانا اختار جذع جمجمتي التي صلبتها الحياة والتجارب ...كنت دائما اقول انني سانتصر ..وفي سيرورة ثلاث سنوات من العلاج الذي لم ينقطع أبدا كنت اخرج منتصرة.. بتماسك عائلتي ...أصدقاء صادقين تشبث بهم غربال الحياة...وشرارة حب ملتهبة مع رفيق درب كان فرصة فرح حقيقية تشبثت بها عن استحقاق مستحق.... غدا صباحا باكرا المواجهة الحاسمة لم يبق لي سوى مشرط البروفيسور المجاطي سلاحا، وطمئنينتي أن الله لن يقدر لي سوى ما هو خير لي ولأحبتي، وإيماني بانني أقوى من المرض بكثير حتى وان غيبني عن هاته الحياة سواءا نهائيا او جزئيا بعجز اطرافي عن الحركة، فقد انتصرت بسمعة طيبة وأصدقاء متفانون ومدينة كل احيائها تعرفني وتحبني ..."
"..قد يظهر هذا كثيرا على امرأة على أبواب الأربعين من عائلة كل حياتها عاشت تحت ظل نأكلها حلال وحقنا عند الله ..لكني طماعة في كرم الله ورحمته و هو من زرع كل هاته المحبة في قلوب أناس لم يقوموا باي روتين يومي لهم سوى البحث عن طريقة لتوفير أكياس الدم لعمليتي وانا ممتنة لهم بحجم الأرض والسماء ...غدا ساواجه الورم بمشرط البروفيسور المجاطي، وإيماني القوي ودعوات أحبتي كلهم بدون استثناء...غدا قد أعود لقراءة تعليقاتكم وقد لا أقرأها، لكنني الأكيد انني في كل الأحوال منتصرة ومؤمنة وحامدة لله ...اريد ان اقول لاخي ياسين أمام كل الناس انا متأكدة انك لن تترك ابنائي عرضة ليتم، خاصة وانت تعرف علاقتي بهم، لكني أوصيك خيرا بهم وخصوصا ناجي، الذي لم يستطع أن يقول كلمة واحدة اليوم، خوفا على صمام الأمان الوحيد الذي يملكه في هذا العالم ...نعم من خلقه قادر بأن يحميه، لكني أوصيك خيرا به وبعهد أيضا.. اعرفها لبيبة و دخل كل القلوب دون استئذان لكنها مازالت طرية ...غاني انت عوض الله لي على سنوات الحزن وخذلان القلب، اقول لك لم تقصر يوما وها انت اليوم تجلس وحيدا في غرفتنا، تضع الفرضيات أمامك، اقول لك ان عدت سنعيش أجمل الايام معا، وان ترجلت، عش عني الايام الجميلة وتذكرني بحب وفرح... اخواتي اقول لكن احبكن جدا وانا قوية بكم أصدقائي.. ارجوكم لا تتوقفوا عن الدعوات ونلتقي جميعا قريبا.. ماما و بابا لا تقلقوا سنكون جميعا بخير ...سامحوني ان اخطأت في حق اي كان وانا سامحت الكل دون استثناء محبات بحجم رحمة الله للجميع ....#سانتصر"
Негізгі бет شاهد قصة المناضلة بشرى التي غادرتنا كما روتها على لسانها
Пікірлер: 323