شرح ابن عقيل:
ذَكَرَ المصنِّفُ قِسْمَيْنِ يُعْرَبَانِ بالحروفِ: أحدُهما: الأسماءُ الستَّةُ، والثاني: المُثَنَّى، وقد تَقَدَّمَ الكلامُ عليهما.
ثمَّ ذَكَرَ في هذا البيتِ القِسْمَ الثالثَ، وهو جمعُ المذكَّرِ السالمُ وما حُمِلَ عليه، وإعرابُه بالواوِ رفعاً، وبالياءِ نصباً وجرًّا، وأشارَ بقولِه: (عَامِرٍ ومُذْنِبِ) إلى ما يُجْمَعُ هذا الجمعَ، وهو قِسمانِ: جامدٌ وصِفَةٌ.
فيُشْتَرَطُ في الجامدِ أنْ يكونَ عَلَماً لمذكَّرٍ عاقلٍ، خالِياً مِن تاءِ التأنيثِ ومِن التركيبِ، فإنْ لم يَكُنْ عَلَماً لم يُجْمَعْ بالواوِ والنونِ، فلا يُقالُ في (رجلٍ): رَجلُونَ)، نعمْ إِذَا صُغِّرَ جازَ ذلك، نحوُ: (رُجَيْلٌ ورُجَيْلُونَ)؛ لأنَّه وَصْفٌ ، وإنْ كانَ عَلَماً لغيرِ مذكَّرٍ لم يُجْمَعْ بهما، فلا يُقالُ في (زَيْنَبَ): زَيْنَبُونَ، وكذا إنْ كانَ عَلَماً لمذكَّرٍ غيرِ عاقلٍ، فلا يُقالُ في (لاحِقٍ) - اسمِ فرسٍ -: لاحِقُونَ، وإنْ كانَ فيه تاءُ التأنيثِ فكذلك لا يُجْمَعُ بهما، فلا يُقالُ في (طَلْحَةَ): طَلْحُونَ، وأجازَ ذلكَ الكُوفِيُّونَ ، وكذلك إذا كانَ مُرَكَّباً، فلا يُقالُ في (سِيبَوَيْهِ): سِيبَوَيْهُونَ، وأجَازَه بعضُهم.
ويُشْتَرَطُ في الصفةِ أنْ تكونَ صفةً لمذكَّرٍ عاقلٍ خاليةً مِن تاءِ التأنيثِ، لَيْسَتْ من بابِ أَفْعَلَ فَعْلاءَ، ولا مِن بابِ فَعْلانَ فَعْلَى، ولا ممَّا يَسْتَوِي فيه المذكَّرُ والمؤنَّثُ، فخَرَجَ بقَوْلِنا: (صِفَةً لمذكَّرٍ) ما كانَ صفةً لمؤنَّثٍ، فلا يُقالُ في حائضٍ: حَائِضُونَ، وخَرَجَ بقولِنا: (عاقلٍ) ما كانَ صفةً لمذكَّرٍ غيرِ عاقلٍ، فلا يُقالُ في (سابقٍ)- صفةِ فَرَسٍ -: سابقونَ.
وخَرَجَ بقولِنَا: (خاليةً من تاءِ التأنيثِ) ما كانَ صفةً لمذكَّرٍ عاقلٍ ولكنْ فيه تاءُ التأنيثِ، نحوُ: (علاَّمَةٍ) فلا يُقالُ فيه: عَلاَّمُونَ.
وخَرَجَ بقولِنَا: (لَيْسَتْ مِن بابِ أَفْعَلَ فَعْلاَءَ) ما كانَ كذلك، نحوُ: (أَحْمَرَ)؛ فإنَّ مُؤَنَّثَه حَمْرَاءُ، فلا يُقالُ فيه: أَحْمَرُونَ، وكذلك ما كانَ من بابِ فَعْلانَ فَعْلَى، نحوُ: (سَكْرَانَ وسَكْرَى)، فلا يُقالُ: سَكْرَانُونَ، وكذلك إذا اسْتَوَى في الوصفِ المذكَّرُ والمؤنَّثُ، نحوُ: (صَبُورٍ وجَرِيحٍ) فإنَّه يُقالُ: رجلٌ صَبُورٌ، وامرأةٌ صَبُورٌ، ورجلٌ جَرِيحٌ، وامرأةٌ جَرِيحٌ، فلا يُقالُ في جمعِ المذكَّرِ السالمِ: صَبُورُونَ ولا جَرِيحُونَ.
وأشارَ المصنِّفُ رَحِمَه اللهُ إلى الجامدِ الجامِعِ للشروطِ التي سَبَقَ ذِكْرُها بقولِهِ: (عَامِرٍ)؛ فإنَّه عَلَمٌ لمذكَّرٍ عاقلٍ خالٍ من تاءِ التأنيثِ ومِن التركيبِ، فيُقالُ فيه: عامِرُونَ.
وأشارَ إلى الصفةِ المذكورةِ أوَّلاً بقولِهِ: (ومُذْنِبِ)؛ فإنَّه صفةٌ لمذكَّرٍ عاقلٍ خاليةٌ من تاءِ التأنيثِ، ولَيْسَتْ مِن بابِ أَفْعَلَ فَعْلاَءَ، ولا من بابِ فَعْلاَنَ فَعْلَى، ولا ممَّا يَسْتَوِي فيه المذكَّرُ والمؤنَّثُ، فيُقالُ فيه: مُذْنِبُونَ.
Негізгі бет شرح ألفية ابن مالك 14 جمع المذكر السالم
Пікірлер: 143