سنين الحصاد المر 2
يهددون أسيادهم من خلف السور..ههه
إنهم يهددون ولد الحفيانة الهمامية.. أم حزامين !!
ما يعرفوش قيمة الرمل العيثة والطين وريحة التراب بعد المطر وايام الحر وأنفاس الطبيعة وروائحها الزكية ومذاق الهواء النابع من عمق الأرض المقدسة في أذهاننا .. ما يعرفوهاش ..
ما سافروش في العجاج والشهيلي وما شقوش وادي الفكه حفايا أيام الفيضان في الظلام والسحاب يرزم كأنه قصف جوي سبحان الله.. تقودنا رغوة الوادي واصوات الجروالة.. وخريرها .. ولا سرحوا في طبع قموده وطينها وفيافيها الشاسعه.. وما دقهمس شوك البك والكفّيس.. ولا أغصان الغرقد الملعون.. وما كلوش القطف.. والبولعلا والتازيه
ما يعرفوش التالمة وقرين جدي ولا الحارة وخد فرس والتيفاف
ما لبسوش البرنوس لشخم والقشابية الأصلية من وبر البل وجبة الصوف الشامخه بفخامتها وقيمتها .. وبردها صيفا ودفئها بالشتاء
ما يعرفوش هذه الأشياء
وما ركبوش لشهب ولد الريح.. بو القفزه حافروا في وجه السماء
ركبوا الحمير والمعيز. وركبوا النساء.. وقعدوا مع الكلاب والقطاطس .. قعدوا حمير ومعيز .. يتناسلون كالقطط ويهملون نطفهم الملعونة لأنهم لا أصل لهم ولا إنتماء
حياتنا.. شرف عظيم وفخر لم ينله إلا قليل..
ومصارعنا ستكون شرف تليد يرثه أبناؤنا وأحبابنا في كل مكان على مر الزمان.. وتظل ذكرانا موعد شرف يكرره الشرفاء حتى يرث الله الارض وما عليها
ولكن.. ما دمنا هنا...
دبه دبه خويا الباهي .. والمباتة المرناقية .. حيث سنحشرهم فيها أفرادا وجماعات.. طال الوقت أو قصر.
إرضاءا للهمامية السمره المزيانه أم حزامين اللي ولدت ونزفت وبكت وسهرت وربت وطيبت كسرة الشعير طلوع النجمه .. وفطرتنا بزيت الزيتونه الحر الفاوح الحار اللي نضحاتو بايدها الشريفه النظيفة وما مسّش الحديد ولم تمسسه نار. طبيعي مباشرة من الطبيعه كما أراد له الله أن يكون..
ورافقتنا بنظراتها التي نفهما جيدا ونحنّ لها وترق قلوبنا.. ونحن نتجه في جنح الظلام آخر الليل نحو مدارسنا نواجه زمهرير قمودة والصداقية وريح الجبالي اللي يخلخل الضلوع. وتصطك ببرده الأسنان.. وتتجمد أطرافنا الصغيرة.. ونحن أطفال في طي العدم..
صبرنا.. تحملنا.. طلعنا رجال صماصم ..جبابره.. أشم شامخين كالجبال .. وعلى الظالمين حربا ووبال .. وما زال ما زال.. واسألوا فرانسا تعرف أعداءها الصحاح.. أولاد السباسب مصنع الرجال الأحرار.
يا جبناء يا انذال من أنتم !!.. ومن سجلكم في دفاتر الرجال ؟؟
حاشى الرجال الرجال والماجدات الحراير
وقداش كثرهم في تونس المجد والعز التليد
وإني ابكي... !
ذكرى أمي إستفزت دموعي .. فاعذروني !!
لعن الله الفقر ورحم الفقراء
نحن باختصار
لا نأكل الياغرط .. ولا نستسيغ المجالس الندية ولا الوسائد الطرية
نجلس على التراب الذي يحبنا ونحبه ..
واذا نمنا نتوسد الياف الحلفاء والنخيل.. ونسيج الصوف الثقيل.. وسادا صلبا يوقضنا لصلاة الصبح في موعدها من غير فياقه.. ويدفع بنا لمواجهة الحياة بالإقدام والشجاعه المناسبة لهذا الزمن الحزين
منتصرين وقادرين على صنع الحدث.
والدي رحمه الله كان يقول: إذا نمت على وسائدهم الطرية.. ضاع مني اليوم الذي يليه وضاعت الصلاة ورائحة الصباح وبهجة الشروق..
مات - رحمه الله - وهو لا يتوسد إلا نسيج الغراير .. وانت تعلم جيدا - يا سعيد - عمله وعلمه بالصناعات التقليدية حيث كان قطبها الأقوى في تونس وشمال إفريقيا...
نحن لا نشرب الكابوسان ولا نأكل ما لذ وطاب من السكريات.
وتاينا مر حنظل.. وهكاكة نحبوه
وإسأل .. تلقى الخبر
والأيام بينما كما يقال..
Негізгі бет سنين الحصاد المر 2
Пікірлер: 112