الصحراء الكبرى في أفريقيا ليس لها مثيل في العالم، فهي بالنسبة للبعض الفراغ والفضاء الشاسع للمناظر الطبيعية الصحراوية والتي تعد مهرب من حياة المدينة السريعة، وبالنسبة للبعض الآخر عقاب نتيجة الحرارة الشديدة والتي تعد عرقلة للمعيشة، الا أن تجمع الرياح وتموج الرمال تقدم ظاهرة طبيعية خلابة ومثيرة للاهتمام.
كما ترى فان بيئة الصحراء الكبرى تعتبر من أقصى البيئات على الأرض، حيث وصلت درجة الحرارة فيها الى 58 درجة، أما بالنسبة لهطول الأمطار فهي من الصفر حتى 3 بوصة بالسنة ويوجد بعض الأماكن بالصحراء لا ترى المطر لعدة سنوات.
تقدر مساحة الصحراء الكبرى بحوالي ثلث القارة الأفريقية فهي 3,6 مليون ميل مربع أو 9,4 مليون كلم مربع، فهي في حجم الولايات المتحدة الأمريكية بالإضافة الى ألاسكا وهاواي.
وتعد الصحراء الكبرى ثالث أكبر صحراء في العالم، فهي أصغر فقط من القارة القطبية الجنوبية والقارة القطبية الشمالية، فالرقعة المهجورة من الصحراء تعادل شمال أفريقيا بالإضافة الى جبال الأطلس في المغرب ونهر النيل في مصر والسودان.
فهي تمتد من البحر الأحمر في الشرق الى المحيط الأطلنطي في الغرب، وفي الجنوب فهي تصل الى منطقة الساحل منطقة حشائش السافانا، وفي الشمال الى البحر المتوسط.
الصحراء الكبرى تقع ضمن حدود 10 دول وهم الجزائر وتشاد ومصر وليبيا ومالي وموريتانيا والمغرب والنيجر والسودان وتونس، والصحراء الكبرى مثلها مثل كل الصحاري تمتد في موسم الجفاف وتنكمش في موسم الشتاء، نتيجة للتغير المناخي بفعل الانسان ونتيجة للدورة المناخية أدت الى زيادة رقعة الصحراء الكبرى مع انكماش أقل.
منذ عام 1920 والصحراء الكبرى تتوغل وتستحوذ على الأراضي حيث امتدت بمقدار 10% ناحية الجنوب حيث الطقس الاستوائي، وتحولت الأراضي الخضراء الى صحراء.
تقع معظم الدول المتقدمة في شمال الكرة الأرضية وهي المسئولة عن زيادة الانبعاثات والتغير المناخي لكن الدول الأفريقية هي من تدفع ثمن ذلك التقدم، حيث تتعامل الشعوب الأفريقية مع أزمة الجفاف واستنزاف الموارد الطبيعية وبالتالي ملايين الناس من السنغال الى جيبوتي تم تركهم لمواجهة تداعيات تغير المناخ، وبناء عليه تعتبر قارة أفريقيا صاحبة الأقل مسئولية تجاه تغير المناخ لكنها تعتبر القارة الأكثر تعرضا لمساوئ تغيرات المناخ.
حاليا حكومات 10 دول أفريقية تضع مساع جادة لحماية الأراضي القابلة للزراعة من أن تمتد اليها الصحراء الكبرى بزراعة الأشجار من السنغال غربا الى جيبوتي شرقا، والذي تم التعبير عنه بسور أخضر عظيم، ويبلغ طوله 8000 كلم، ومن المقدر استرجاع 100 مليون هيكتار من الأراضي الصحراوية وجعلها زراعية.
ويعتبر السور الأخضر أكبر ثلاث مرات من الحاجز المرجاني العظيم، هذا السور لن يحمي أفريقيا فقط من تداعيات تغير المناخ ولكن سيصل بأفريقيا الى توفر الأمن الغذائي وخلق ملايين الوظائف وبالتالي الاستقرار وعدم الهجرة أو اللجوء الى التطرف.
الأمم المتحدة تنبأت بنزوح أكثر من 50 مليون شخص من منازلهم نتيجة التصحر في العشر سنوات القادمة، وهذا الرقم يعادل كل سكان دولة جنوب أفريقيا، أو كوريا الجنوبية.
من هذا المنطلق أصبح سور أفريقيا العظيم طموح عالمي لإعادة زراعة الغابات مرة ثانية والذي قد ينقذ المنطقة بالكامل من الانهيار البيئي.
السور بعرض 15 كلم سيعمل على إعادة الأراضي الخضراء الى نيجيريا والسنغال وبوركينا فاسو وأثيوبيا، حوالي 17 مليون شجرة تمت زراعتهم ببوركينا فاسو، كما أن نيجيريا أعادت 12 مليون هيكتار ووفرت 20 ألف وظيفة، بينما السنغال زرعت 11 مليون شجرة واستصلحت 25 ألف هيكتار وجعلتهم صالحين للزراعة، كما أن مالي والنيجر دخلت الى مبادرة السور وقامت بزراعة 2 مليون شجرة في أكثر من 2500 هيكتار.
بالنسبة الى أثيوبيا فقد أحرزت تقدما منذ عام 2007 حيث استردت أكثر من 15 مليون هيكتار في 2019 وضعت الدولة برنامج إعادة زراعة الغابات مرة ثانية بزراعة 4 مليار شجرة فقط في ثلاثة أشهر، كما ساعد السكان الحكومة بزراعة 350 مليون شجرة، أثيوبيا قد خسرت أكثر من 70 % من غاباتها نتيجة نمو السكان وهي ثاني أكبر دولة من حيث عدد السكان، وبالتالي تحتاج الى أراضي زراعية من أجل انتاج الغذاء.
تحتاج دول السور الأخضر الى زراعة 8,2 مليون هيكتار سنويا باستثمارات تقدر بـ 4,3 مليار دولار سنويا لمحاربة التصحر، كما تهدف المبادرة الى توفير 10 مليون وظيفة.
اليوم بعد أن كان المبادرين 10 دول فقط أصبح العدد 21 دولة أفريقية مع تعهد بتوفير التمويل لاكتمال مشروع السور الأخضر.
نتيجة للتغير المناخي بحيرة تشاد التي تعد من أكبر البحيرات بقارة أفريقيا وتتشارك فيها دول تشاد والكاميرون والنيجر ونيجيريا كما تمتد الى الجزائر وليبيا والسودان، حيث توفر المياه لأكثر من 40 مليون شخص، وفي آخر 60 سنة حجم البحيرة انخفض بنسبة 90% نتيجة للجفاف وعدم هطول الأمطار، سطح البحيرة انكمش من 26 ألف كلم مربع الى أقل من 1500 كلم مربع في الوقت الحالي.
سور أفريقيا الأخضر العظيم فرصة عظيمة لإنقاذ البشرية وليس أفريقيا فقط، استصلاح أراضي الصحراء الكبرى وتحويلها الى أراضي خضراء ستجعلها سلة غذاء العالم.
#افريقيا
#غذاء
Негізгі бет سور أفريقيا الأخضر العظيم | أمن غذائي
No video
Пікірлер: 1