ولد عام 61هـ/681م، في المدينة المنورة، وتربى عند أخواله آل عمر بن الخطاب رضي الله عنه. ليسير على خطى جده الفاروق، في العدل والجرأة على الحق، ليصبح خامس الخلفاء الراشدين. إنه عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم رضي الله عنه. نشأ عمر منذ طفولته شديد الإقبال على طلب العلم، وكان ملازماً لمجالس العلماء والصحابة والتابعين. فبلغ عدد أساتذته ثلاثة وثلاثون أستاذاً، ثمانية منهم من الصحابة، والباقي من التابعين رضي الله عنهم أجمعين.
ونتيجة لهذه النشأة فعل ما لا يستطيع فعله من هم في سنه، فقد جمع القرآن صغيراً. وكان لهذه الأجواء الإيمانية التي عاصرها مع الصحابة والتابعين، في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أكبر الأثر عليه عند توليه الخلافة في ما بعد. ورغم صغر سنه أيضاً فقد كان له مكانة عظيمة عند بني أمية، وعمه الخليفة عبد الملك بن مروان بشكل خاص، وكان من دالته عليه أن كتب له يوماً، وكان حينها في عمر المراهقة: "أما بعد، فإنك راعٍ، وكلٌ مسؤول عن رعيته، حدثنا أنس بن مالك انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كلكم راعٍ ومسؤول عن رعيته
ولشدة حبه له زوجه ابنته فاطمة بنت عبد الملك. وقد حزن عند وفاة عمه الخليفة عبد الملك بن مروان، حزناً عظيماً، نظراً لقوة العلاقة في ما بينهما. بعد وفاة الخليفة عبد الملك بن مروان، تولى الخلافة ابنه الوليد بن عبد الملك، فولى عمر على المدينة المنورة، وهو ما زال بعمر السادسة والعشرين، وبعد أربع سنوات ولاه على الحجاز بأكملها. فما كان من عمر رضي الله عنه إلا أن اشترط على الخليفة ثلاثة شروط ليوافق على ولاية المدينة:
أولها: أن يعمل في الناس بالحق والعدل ولا يظلم أحداً.
ثانيها: أن يسمح له بالحج في السنة الأولى، ولم يكن حجَّ قبل ذلك.
ثالثها: أن يسمح له بأن يجزل العطاء للناس في المدينة.
توفي رحمه الله عام 101هـ، بعد خلافة لم تتجاوز السنتين وخمسة أشهر، بعد مرض استمر لمدة عشرين يوماً فقط. وقد تضاربت الروايات حول اسباب مرضه، لكن أرجحها انه مات مسموماً. فقد قيل إن بنو أمية ضاقوا ذرعاً بسياسات التقشف التي فرضها على نفسه وعليهم، والتي حرمتهم مما اعتبره حقوق مكتسبة بسبب انتمائهم للعائلة الحاكمة.
Негізгі бет سيدنا عمر بن عبدالعزيز | الدكتور مبروك زيد الخير
Пікірлер: 41