الشيخ محمد سعيد رسلان
إنّ الحقّ هو غايةُ كل مسلم صادق، والصراعُ بين الحق والباطل قديم منذ خلق الله رب العالمين آدمَ وزوجَه، وأمرَ اللهُ رب العالمين الشيطانَ أن يسجدَ لآدمَ فأبى وعصا وكان من الكافرين..
العداوةُ دائرةٌ، والخصومةُ قائمةٌ، والصراعُ بين الحق والباطل لا يَفْتُرُ أبدًا ولا طَرْفَةَ عينٍ!! ومَن وفقه الله رب العالمين لمعرفة الحق، فهي مِنّةٌ من الله مَمنونة، ونعمةٌ من الله مُسْدَاة، فعليه أن يضرعَ إلى الله أن يُمَسِّكَه ما مَسَّكَه إياه ربُّه، وأن يُثَبِّته عليه، وأن يقبضه عليه، وأن يحشره في زُمْرَة مَن جاء به -صلى الله وسلم وبارك عليه-.
ولا تبالِ ما دمتَ على الجادة بنعيق الغربان على الخرائب؛ فذلكَ أمرٌ لابد منه، فاثبت -ثبتني الله وإياك على الهُدى والحق والرشاد-.
واعلم أنه إنْ قتلكَ الحقُّ مُتَّ شهيدًا، وإنْ عِشْتَ عِشْتَ حميدًا ﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾ [آل عمران: 8].
تمسَّكْ بالحق، واثْبُت عليه، واسألْ ربك الذي أنعم عليك به أن يُثَبِّتَكَ عليه حتى يقبضك عليه، وأن يحشرك في زُمْرَةِ أهله.
وأما ما يدور حولك، فاجعله دَبْرَ أُذنك أو تحت مَواطئ قدميكَ، وانظر إلى ما أمام أمام، ولا تُبالِ بالناس؛ لأنّ نبيك صلى الله عليه وآله وسلم قد أخبرك أنكَ ستلقى حُثالةً أو حُفالةً من الناس مَرَجَت عهودُهم، وخفّت أماناتهم، وكانوا هكذا وشبّك بين أصابعه-، خذ ما تعرف -وقد هُديتَ ودع ما تُنكر وقد جنّبك وعليك بخاصة نفسك، ودع عنك أمر عامتك.
ما مقصودُ الدعوة عند كل داعٍ في كل سبيل على كل مذهب من أهل القبلة؟ ما مقصود الدعوة؟!
مقصودها: إقامةُ الدين.
كيف يُقام الدين مع مخالفته؟!! كيف تُقام المِلةُ مع مجانبتها؟!! كيف تُحقَّقُ الشريعةُ مع تبديلها؟!!
هذا أمرٌ عجيب!! ولكن كما أخبر المصطفى المختارُ أنه سيأتي على الناس زمانٌ تُسلب عقولُ أهله حتى ما يبقى لهم إلا
ذَرْو!! كأنه الخيطُ الفاصل والحدُّ الشَّفِيفُ بين الإنسانية والحيوانية.. والله تبارك وتعالى المستعان وعليه التكلان.
ولا تبتئس أيها السُّنيُّ على منهاج النبوة ثبتني الله وإياك، ثبتكم الله يا أهل الحق على منهاج النبوة في مشارق الأرض ومغاربها.
لا تبتئسوا؛ فإنّ سعدَ بن مالكٍ هو ابن أبي وقاص ما زال أهل الكوفة يلمزونه حتى رفعوا إلى عمر رضوان الله عليه أنه لا يُحسنُ يصلي!!! وهو خالُ رسول الله!! الذي فدّاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأبويه!! ارمِ فداكَ أبي وأمي!!
Негізгі бет Музыка أثبت علي الحق ولو كنت وحدك ولا تبال ما دمت على الجادة
Пікірлер: 90