تحتل منتوجات الفخار والخزف مكانة هامة في الديكور المغربي، حيث تثير هذه الأواني الرفيعة والمتقنة والمزينة بماء الذهب والألوان الزاهية الإعجاب والدهشة، وحين تزور بيتا مغربيا ستلاحظ أن منتوجات هذه الحرف اليدوية التقليدية منتشرة في كل ركن،ورغم منافسة مشغولات النسيج والجلد وأواني النحاس والفضية،إلا أن صناعة الخزف والفخار تظل من أبرز هذه الفنون الحرفية.
وقد توارث المغاربة هذه الحرف منذ عهد الفينيقيين وهي حقيقة تؤكدها المقتنيات والآثار الفخارية المعروضة في المتاحف المغربية. ومن أعرق العائلات الحرفية التي حافظت على موروث الأجداد عائلة الشريف السرغيني، وعائلة ابن إبراهيم الفخاري وهما الأكثر شهرة في فن وصناعة الخزف، قدمتا أمهر المبدعين والحرفيين في هذا المجال.
ن”صناعة الفخار والخزف مرتبطة في المغرب بمدينة آسفي حيث تتواجد أحياء تضم حرفيين وصناعاً متخصصين في هذه المهنة، وبقدر ما حمت هذه المدينة صناعة الفخار واحتضنتها كانت هذه الصناعة مصدر شهرة آسفي، بعدما عاشت المدينة سنوات من الإقصاء والتهميش، لكنها استطاعت بفضل سواعد الحرفيين أن تنهض من جديد، حيث استطاع هؤلاء تجديد فن صناعة الفخار والخزف وتقريب إنتاجها من الحياة اليومية”.
و من جماليات صناعة الفخار الأسفي الفرق شاسع بين ما تصنعه اليد البشرية وما تصنعه الآلة، فما تصنعه الآلة الحديثة المتطورة جاف وخال من أي إبداع إنساني، بينما ما تصنعه اليد ينبض بالحياة لأن الحرفي يقضي ساعات في تشكيل قطعته، فيخرج إنتاجه مختلفا عن الآلة، وللاستفادة مما توفره التقنية يقوم الصناع بالاطلاع على تجارب وتقنيات الأوروبيين في صناعة الفخار، لإثراء معرفتهم وخبرتهم دون أن يتنازلوا عن إرث الأجداد الأصيل، كما أن هناك عناية كبيرة بإعداد الحرفيين الجدد وتدريبهم في مراكز خاصة بالصناعات التقليدية المنتشرة بالمغرب”.
كما يمتاز فخار اسفي يمتاز بطابعه الخاص من حيث الألوان والأشكال والرسوم، إضافة إلى أن تقنية التصنيع تختلف كثيرا في المغرب عن المشرق حسب طبيعة الطين، ويمكن أن نفسر أسباب الاختلاف أيضا باختلاف بعض الأدوات التراثية التقليدية مثل أدوات الرسم”.
Негізгі бет تعرف على حاضرة المحيط و حاضنة الجمال
Пікірлер: 11