هذه عبارة عن مجموعة كبيرة من العدسات المكبرة، هذه المجموعة لها اسم تقني وهو مصفاة أشعة الشمس، لاستعمالها لابد من إيجاد مكان تسطع فيه الشمس ووضع مجموعة من المرايا تعمل على ارتداد أشعة الشمس الى مكان معين وبالتالي يمكنك من صهر أي شيء.
لكن ما هي أهمية المشروع، مصانع الحديد والصلب والأسمنت تحتاج الى درجة حرارة عالية، لإنتاج تلك الحرارة يتم استخدام كمية هائلة من الوقود الأحفوري، وبالتالي ارتفاع البصمة الكربونية للصناعات كثيفة الطاقة والتي لا يمكن انكارها، حيث تلك الصناعات تساهم بـ 20 % من الانبعاثات الكربونية على مستوى العالم.
وبالتالي مشروع تكنولوجيا تركيز أشعة الشمس سيعمل على تغيير كامل لصناعة الطاقة، ومنع قيام الحرب العالمية الثالثة.
في مكان بشمال لوس أنجلوس يدعى لانكاستر حيث مكان مسطح ودرجة حرارة عالية، وبالتالي مكان مناسب لاختبار التكنولوجيا الجديدة.
هذه المرايا تسمى هيليوستات، والسبب في أن مصفاة أشعة الشمس تعمل بشكل جيد هو أن أسفل تلك المرايا يوجد مواتير والتي يمكن التحكم بها عن بعد، تعمل تلك المواتير على تغيير زوايا المرايا طول اليوم لمتابعة تحركات الشمس، وهذا طبعا باستعمال الذكاء الصناعي.
صاحب المشروع هو بيل جروس مؤسس لأكثر من 150 شركة، ومؤسس شركة هيليوجين للطاقة الشمسية، المشروع ببساطة هو جمع آلاف من المرايا وتوجيهم الى نقطة معينة بدقة شديدة، ويوجد برج في أعلاه مجموعة من الكاميرات عالية الدقة لمراقبة تحركات المرايا.
هذه المرايا تعمل على عكس ضوء الشمس لمنطقة محددة في الأعلى، حيث يوجد مستقبل لأشعة الشمس، وبالتالي تستطيع شركة هيليوجين توليد درجة حرارة قدرها 1500 درجة سيليزية، شركات عديدة عملت في مجال تركيز الطاقة الشمسية لكن أقصى توليد لدرجة الحرارة وصلت اليها كان 500 درجة سيليزية بعكس شركة هيليوجين حيث وصلت كما ذكرنا الى 1500 درجة سيليزية.
لكن هذه الحرارة تحتاج الى استخدامها على الفور أو على الأقل إيجاد طريقة لتخزينها، البطاريات مازالت غالية الثمن وبها عدة مشاكل تقنية، لكن الأرخص والأكثر أمانا هي الحجارة العادية.
وبالتالي يتم تسخين الحجارة الى 1000 درجة سيليزية، حيث المعدن لا يستطيع تحملها، لذا يتم وضع عازل لحمايته، هذه الحجارة تظل ساخنة لمدة أسبوع كامل، وبالتالي هذه الحجارة تعمل كأنها بطارية، حيث يمكن استعمالها 24 ساعة في اليوم لتوليد الطاقة.
لكن كيف يمكن لهذه النوعية من المشاريع أن تضئ العالم؟ مشروع شركة هيليوجين ما زال تحت الاختبار حيث تملك 400 هيليوستات، أما عند استخدام المشروع على نطاق تجاري يجب ألا يقل عدد الهليوستات عن 400 ألف، أي مائة ضعف ما تملكه شركة هيليوجين حاليا.
لبناء عدة مصافي لضوء الشمس حول العالم تعمل الشركة على أن يكون حجم المرايا أو الهيليوستات صغير، وبالتالي تسهل عملية الإنتاج وكذلك النقل دون الحاجة للاستعانة بالرافعات أو المعدات الثقيلة لتركيبها.
رؤية الشركة في جعل المشروع مثل المزرعة وبالتالي يكونوا قادرين على استغلال أراضي كثيرة رخيصة الثمن، وذلك لأن اضاءة الأرض تحتاج الى مئات الكيلومترات المربعة، لكن بشرط تغطية تلك المساحة بكفاءة.
وقد نجحت الشركة في اختراع عربة آلية لزرع المرايا بطريقة أتوماتيكية، اذن الفكرة بكل بساطة هي بناء مصافي لأشعة الشمس على مساحات مسطحة تسطع عليها الشمس لفترات طويلة مثل الصحراء، ثم يتم تحويل تلك الأشعة المركزة الى كهرباء، ثم تمريرها عبر محلل كهربائي لفصل ذرات الماء لإنتاج الهيدروجين.
الهيدروجين الأخضر يمكن نقله عن طريق الأنابيب لألاف الأميال، أو يتم نقله عن طريق السفن والابحار به عبر المحيطات.
المثير في الموضوع هو أنه يمكن انتاج الطاقة في الأماكن المشمسة ثم نقلها بعد ذلك في الأماكن حيث ظهور الشمس فيها ضعيف.
تعمل الشركة حاليا على خفض أسعار الإنتاج لينافس أسعار الوقود الحفري وبالتالي يمكن استخدام التكنولوجيا الجديدة على نحو تجاري، وستعمل الدول على تبني المشروع وبالتالي تقليل استخدام الوقود.
اذن السؤال ماذا يمكن أن يحدث في حال استخدام المشروع على نحو تجاري؟ تأمل الشركة أنه بالوصول الى عام 2030 سيكون لها ألف مصفاة في جنوب الولايات المتحدة، وألف في استراليا وألف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وهذا سيجعل الطاقة تقريبا في كل القارات، وبالتالي يمكن نقل الطاقة من الأماكن المشمسة الى الأماكن شحيحة الطاقة.
حاليا هذا المشروع يحتاج الى مساحة تقدر بنصف مساحة ألاسكا لتوفير معدلات استهلاك الطاقة العالمية، نجاح هذا المشروع سيكون له تأثير إيجابي على البيئة وبالطبع سيغير النظرة تجاه الجغرافيا السياسية أو جيوبوليتيكس.
كم عدد الحروب التي قامت وكم من الناس فقدت حياتها من أجل الحرب على البترول، العراق ليبيا سوريا اليمن.
ما جعل صاحب الشركة يلجأ الى هذه التكنولوجيا هو أزمة البترول في السبعينات نتيجة حرب أكتوبر وحظر تصدير البترول للدول الغربية، وبالتالي أراد أن ينتج الطاقة محليا دون اللجوء أو الاحتياج الى الدول العربية.
الشركة أعلنت أن المشروع يقدم خدمة جليلة للعالم حيث حماية البيئة وعدم قيام حروب جديدة للاستيلاء على البترول وكذلك استقرار السياسة العالمية.
اذن الحرب القادمة ستكون على دول الخليج، الدول التي تستطع فيها الشمس لأطول فترة ممكنة.
كتاب اقتصاديات الثروة البترولية
www.amazon.com/dp/B07QMCHH85
جروب اقتصاد الطاقة
/ 319983132809585
blog
roshdyebrahim.blogspot.com
Economist Roshdy Ebrahim page
/ economist-roshdy-ebrah...
#solar_energy
#energy
#economy
Негізгі бет Ғылым және технология تكنولوجيا جديدة لتركيز أشعة الشمس وتخزينها وإمكانية نقلها حول العالم | اقتصاد الطاقة
Пікірлер: 18