يقول محمود درويش :
"عندما كنت في السجن زارتني امي وهي تحمل معها الفواكه والقهوة ، ولم انسى عندما صادر السجان إبريق القهوة وسكبه امامها على الارض ...ولا انسى دموعها ..
لذلك كتبت لها اعترافا شخصيا في زنزانتي ..على علبة السجائر ..اقول فيها :
(احن إلى خبز امي ..وقهوة امي ...ولمسة امي ..وتكبر فيّ الطفولة يوما على صدر يومي .. واعشق عمري ..لأني إذا متّ ..اخجل من دمع أمي ...)
وكنت اظن ان هذا اعتذار شخصي من طفل إلى امه ولم اكن أعرف حينها أن هذا الكلام سيتحول إلى اغنية يغنيها ملايين الأطفال حول العالم ..."
النص الموجود في المقطع
أحنُّ إلى خبز أمي
وقهوة أُمي
ولمسة أُمي..
وتكبر فيَّ الطفولةُ
يوماً على صدر يومِ
وأعشَقُ عمرِي لأني
إذا مُتُّ ,
أخجل من دمع أُمي !
فَكَّرتُ يوماً بالرحيل، فحطَّ حَسُّونٌ على
يدها ونام. وكان يكفي أَن أُداعِبَ غُصْنَ
دالِيَةٍ على عَجَلٍ... لِتُدْركَ أَنَّ كأسَ نبيديَ
امتلأتْ. ويكفي أَن أنامَ مُبَكِّراً لتَرَى
مناميَ واضحاً، فتطيلُ لَيْلَتَها لتحرسَهُ...
ويكفي أَن تجيء رسالةٌ منّى لتعرف أَنَّ
عنواني تغيَّر، فوق قارِعَةِ السجون، وأَنَّ
أَيَّامي تُحوِّم حَوْلَها... وحيالها
أُمِّي تَعُدُّ أَصابعي العشرينَ عن بُعْدٍ.
تُمَشِّطُني بخُصْلَةِ شعرها الذَهَبيّ. تبحثُ
في ثيابي الداخليّةِ عن نساءٍ أَجنبيَّاتٍ،
وَتَرْفُو جَوْربِي المقطوعَ. لم أَكبرْ على يَدِها
كما شئنا: أَنا وَهِيَ، إفترقنا عند مُنْحَدرِ
الرُخام... ولوَّحت سُحُبٌ لنا، ولماعزٍ
يَرِثُ المَكَانَ. وأَنْشَأَ المنفي لنا لغتين:
دراجةً...ليفهَمَها الحمامُ ويحفظَ الذكرى
وفُصْحى... كي أُفسِّرَ للظلال ظِلالَهَا!
ما زلتُ حيّاً في خِضَمِّكِ. لم تَقُولي ما
تقولُ الأُمُّ للوَلَدِ المريضِ. مَرِضْتُ من قَمَرِ
النحاس على خيام البَدْوِ. هل تتذكرين
طريق هجرتنا إلى لبنانَ، حَيْثُ نسيتِني
ونسيتِ كيسَ الخُبْزِ ]كان الخبزُ قمحيّاً[.
ولم أَصرخْ لئلاَّ أُوقظَ الحُرَّاسَ. حَطَّتْني
على كَتِفَيْكِ رائحةُ الندى. يا ظَبْيَةً فَقَدَتْ
هُنَاكَ كِنَاسَها وغزالها...
لا وَقْتَ حَوْلَكِ للكلام العاطِفيِّ.
عَجَنْتِ بالحَبَقِ الظهيرةَ كُلَّها. وَخَبَزْت للسُمَّاقِ
عُرْفَ الدِيك. أَعْرِفُ ما يُخَرِّبُ قلبَكِ المَثْقُوبَ
بالطاووس، مُنْذُ طُرِدْتِ ثانيةً من الفردوس.
عالَمُنا تَغَيَّر كُلُّهُ، فتغيَّرتْ أَصواتُنا. حتّى
التحيَّةُ بيننا وَقَعَتْ كزرِّ الثَوْبِ فوق الرمل،
لم تُسْمِعْ صدىً. قولي: صباح الخير!
قولي أيَّ شيء لي لتمنَحَني الحياةُ دَلالَها.
هي أُختُ هاجَرَ. أُختُها من أُمِّها. تبكي
مع النايات مَوْتي لم يموتوا. لا مقابر حول
خيمتها لتعرف كيف تَنْفَتِحُ السماءُ، ولا
ترى الصحراءَ خلف أَصابعي لترى حديقَتَها
على وَجْه السراب، فيركُض الزَمَنُ القديمُ
بها إلى عَبَثٍ ضروريٍّ: أَبوها طار مثلَ
الشَرْكَسيِّ على حصان العُرْس. أَمَّا أُمُّها
فلقد أَعدَّتْ، دون أن تبكي, لِزَوْجَة زَوْجِها
حنَّاءَها, وتفحَّصَتْ خلخالها...
لا نلتقي إلاّ وداعاً عند مُفْتَرَقِ الحديث.
تقول لي مثلاً: تزوّجْ أَيَّةَ امرأة مِنَ
الغُرَباء, أَجمل من بنات الحيِّ. لكنْ, لا
تُصَدِّقْ أَيَّةَ امرأة سوايَ. ولا تُصَدِّقْ
ذكرياتِكَ دائماً. لا تَحْتَرِقْ لتضيء أُمَّكَ,
تلك مِهْنَتُها الجميلةُ. لا تحنَّ إلى مواعيد
الندى. كُنْ واقعيّاً كالسماء. ولا تحنّ
إلى عباءة جدِّكَ السوداءِ، أَو رَشَوَاتِ
جدّتكَ الكثيرةِ، وانطلِقْ كالمُهْرِ في الدنيا.
وكُنْ مَنْ أَنت حيث تكون. واحملْ
عبءَ قلبِكَ وَحْدَهُ... وارجع إذا
اتَّسَعَتْ بلادُكَ للبلاد وغيَّرتْ أَحوالَها...
أُمِّي تضيء نُجُومَ كَنْعَانَ الأخيرةَ,
حول مرآتي,
وتَرْمي, في قصيدتِيَ الأَخيرةِ, شَالَها!
#محمود درويش
#خالد_عطير
مقطع صوتي من قصائد" إلى امي و تعاليم حورية " بصوت الغائب الحاضر محمود درويش
مع مقطع موسيقي من عزف المبدع قتيبه اسماعيل
الرابط هنا • احن الى خبز امي عزف عود
تصميم خالد عطير
تم المونتاج بجهاز ايفون و باستخدام برامج iMoive and Kinemaster
اشترك بالقناه و فعل جرس التنبيهات لتبقى على اطلاع بكل جديد.. وشكراً
Негізгі бет اعتراف شخصي من محمود درويش تحول إلى اغنيه ادمنتها الملايين
Пікірлер: 96