كعادتك يا شيخنا الفاضل الدكتور احمد الملاد بينت لنا اهمية بيت المقدس في لرض فلسطين وهي ارض مباركة لانها من ارض الشام المبركة . ,وذلك في خطبة يوم الجمعة في الثاني والعشرين من شهر رجب 1445ه الموافق 2 شباط { فبراير} 2024م . ولطوفان الأقصى في بيت المقدس تاريخ طويل مع الديانات الثلاث، حيث شهدت المدينة المقدسة تعاقب الأنبياء فيها، حيث عاش بها نبيا الله موسى وعيسى، كما زارها نبي الإسلام محمد بن عبد الله في رحلة الإسراء والمعراج، وهو الأمر الذي زادها أهمية، وبمناسبة الحرب الدائرة في غزة الآن، والعدوان الإسرائيلي على سكان غزة المستضعفين . يزداد ألم المسلمين وأسفهم يومًا بعد يوم على الحال التي آلَ إليها المسجد الأقصى من تسلُّط اليهود المجرمين عليه، وانتهاكهم لحُرمته، واعتدائهم على قُدْسيته ومكانته، وارتكابهم فيه ومع أهله أنواعًا كثيرة من التعديات والإجرام . والمسجد الأقصى مسجد عظيم مبارك، له مكانة عالية في نفوس المؤمنين، ومنزلة رفيعة في قلوبهم، فهو مسجد خُصَّ في الكتاب والسُّنة بميزات كثيرة، وخصائص عديدة وفضائل جمَّة، تدل على رفيع مكانته وعظيم قدره، فمن فضائله - عباد الله - أنه أحد المساجد الثلاثة المفضلة التي لا يجوز شد الرحال بنية التعبُّد إلا إليها؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تُشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد؛ المسجد الحرام، ومسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومسجد الأقصى»؛ (متفق عليه). ومن فضائله أنه ثان مسجد وُضع في الأرض؛ فعن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: قلت: يا رسول الله أيُّ مسجد وُضع في الأرض أول، قال: «المسجد الحرام»، قلتُ ثم أي، قال: «المسجد الأقصى»، قلت: كم كان بينهما، قال: «أربعون سنة»، ثم أينما أدركتْكَ الصلاة بعدُ فصلهْ؛ فإن الفضل فيه))؛ (متفق عليه). ومن فضائله - عباد الله - أنه قِبلة المصلين الأُولى قبل نسخ القبلة وتحويلها إلى الكعبة؛ فعن البراء - رضي الله عنه - قال: "صلينا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - نحو بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرًا، ثم صرفه نحو القِبلة"؛ (متفق عليه). ومن فضائله أنه مسجد في أرض مباركة؛ قال الله - تعالى -: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} [الإسراء: 1]، وقد قيل لو لم تكن لهذا المسجد إلا هذه الفضيلة، لكانت كافية. وأرضه هي أرض المحشر والمنشر؛ فعن ميمونة مولاة النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: قلت: يا رسول الله أفتنا في بيت المقدس، قال: «أرضُ المحشر والمنشر»؛ (رواه ابن ماجه). ومن فضائله أنه مَسْرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومنه عُرج به إلى السماء؛ فعن أنس ابن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أُتيت بالبراق وهو دآبة أبيض طويل، فوق الحمار ودون البغلة، يضع حافره عند منتهى طَرْفه، فركبتُ؛ حتى أتيت بيت المقدس، فربطته بالحلقة التي يربط بها الأنبياء، ثم دخلت فصليتُ فيه ركعتين، ثم خرجت فجاءني جبريل - عليه السلام - بإناء من خمر وإناء من لبن، فاخترتُ اللبن، فقال جبريل: اخترت الفِطرة، ثم عُرِج بنا إلى السماء»؛ (رواه مسلم). ومن فضائله - عباد الله - أن الصلاة فيه تُضاعَف؛ فعن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: تذاكرنا ونحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أيهما أفضل؛ أمسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم بيت المقدس، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «صلاة في مسجدي أفضل من أربع صلوات فيه، ولنعم المصلَّى هو، وليوشكنَّ أن يكون للرجل مثل شطن فرسه من الأرض، حيث يرى منه بيت المقدس، خير له من الدنيا جميعًا»، قال أو قال: «خير له من الدنيا وما فيها»؛ (رواه الحاكم، وهو حديث صحيح).
Пікірлер: 4