جَوْهَرَ الصَّوْمِ الْحَقِيقِيِّ هُوَ تَدْرِيبُ الْإِرَادَةِ لِتُصْبِحَ حُرَّةً مِنْ خلال سَيْطَرَةِ الْإِنْسَانِ عَلَى شَهَوَاته وَضَبْطِ أَهْوَائِه ليُخْضِعَ جَسَدهُ لإرادتِهِ الحرة من خلال الإمتناعِ عَنْ الْأَطْعِمةِ الحيوانية والإكتفاءِ بالأطعمة النباتية. للتَمَثُل بالْحَالَة الْفِرْدَوْسِيَّة الَّتِي كَانَ عليها آدَم قَبْلَ السُّقُوطِ، أما اِخْتِزَالُ الصَّوْمِ بأنه الإمتناعُ عَنِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ فقط فهذا يُبْعِدُنَا عَنْ بَوْصَلَة الصومِ الْحَقِيقِية، فَهَلْ يُسَّرُّ بِنَا الله إِذَا كانت بُطونُنَا فَارِغَةٌ مِنَ الطَّعَامِ وَقُلُوبُنَا مَلِيئةٌ بِالشَّرّ وَالْحِقْد !؟! فالْقِدِّيس بُولُسُ الرَّسُولْ يَقُول: الطّعامُ لا يُقرّبُنا إلى اللهِ، فإنْ ما أكَلْنا لا نَخسَرُ شيئاً، وإنْ أكَلْنا لا نَكسِبُ شيئاً .
(1 كورنثوس 8: 8)
فَالصَّوْمُ لَيْسَ نِظَاماً خاصًا بالطَّعَامِ ، فَلَوْ تَأَمَّلْنَا كَلَاَمَ الْمَسِيحِ بِأنهُ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانْ، لوَجَدْنَا أَنَّ الله يُرِيدُ أَنْ يَسْمُو بِنَا عَلَى مُتَطَلَّبَات الْجَسَدِ الَّتِي لَا تَنْتَهِي ، لِتُصْبِحَ إِرَادَتُنَا حُرَّةً غَيْر مُكَبَّلَةً بِقُيُود الشَّهْوَة ، فالرُّوحُ نَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ (متى 26: 41) كَمَا وَ أَنَّهُ مِنَ الْمُهِمّ جِدًّا لِكَيْ يَكْوُنَ صَوْمُنَا نَافِعاً وَمَقْبُولاً عليهِ أَنْ يَقْتَرِنَ بِالصَّلَاَةِ وَتَنَاوُلِ جَسَدِ وَدَمِ الرَّبّ الْمُقَدَّسَينَ لِأَنَّهُمَا أفْضَل غِذَاءٍ لِلرُّوْحِ وَالْجَسَدْ .
#بقلم_جريس_ماهر_المصاروه
Негізгі бет صوم رسل مبارك
Пікірлер: 2