كان رسول الله صلى لا يواجه أحدا بما يكره مطلقا
أما يغض الطرف أو يعرض أو يطلب من غيره أن يخبره
يغض الطرف-----
اسْتَأْذَنَ عُمَرُ علَى رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعِنْدَهُ نِساءٌ مِن قُرَيْشٍ يُكَلِّمْنَهُ ويَسْتَكْثِرْنَهُ، عالِيَةً أصْواتُهُنَّ، فَلَمَّا اسْتَأْذَنَ عُمَرُ قُمْنَ يَبْتَدِرْنَ الحِجابَ، فأذِنَ له رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ورَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَضْحَكُ، فقالَ عُمَرُ: أضْحَكَ اللَّهُ سِنَّكَ يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: عَجِبْتُ مِن هَؤُلاءِ اللَّاتي كُنَّ عِندِي، فَلَمَّا سَمِعْنَ صَوْتَكَ ابْتَدَرْنَ الحِجابَ! قالَ عُمَرُ: فأنْتَ يا رَسولَ اللَّهِ كُنْتَ أحَقَّ أنْ يَهَبْنَ، ثُمَّ قالَ: أيْ عَدُوَّاتِ أنْفُسِهِنَّ؛ أتَهَبْنَنِي ولا تَهَبْنَ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟! قُلْنَ: نَعَمْ، أنْتَ أفَظُّ وأَغْلَظُ مِن رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: والَّذي نَفْسِي بيَدِهِ، ما لَقِيَكَ الشَّيْطانُ قَطُّ سالِكًا فَجًّا إلَّا سَلَكَ فَجًّا غيرَ فَجِّكَ.
الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
أو يعرض------------
كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم ، إذا بلغَه عن الرجلِ الشيءَ ، لم يقل: ما بالُ فلانٍ يقولُ , ولكن يقولُ: ما بالُ أقوامٍ يقولون كذا وكذا.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم نِعمَ المعلِّمُ والمربِّي لأمَّتِه، فقد كانَ يَحرِصُ على مشاعرِ الناسِ، ويحفظُ ماءَ وجهِهم حتَّى وإن أخطؤُوا، وكانَ يَستخدِمُ التعرِيضَ دونَ التَّصريحِ إذا علِمَ بأمرٍ لا يَليقُ بأحدٍ من الناسِ، ثم يَنهى أو يأمرُ بالواجبِ، فيتعلَّم الجميعُ ولا يتأذَّى المسيءُ ولا يُفضحُ.
وفي هذا الحَديثِ تقولُ زَوجُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عائِشةُ رضِيَ اللهُ عنها: "كانَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم إذا بلَغه عنِ الرجُلِ الشيءُ"، أي: إذا علِمَ بأمرٍ غيرِ محمودٍ عن أحدِ الناسِ، "لم يَقُل: ما بالُ فلانٍ يقولُ"، أي: لا يذكُر اسمَ مَن فعلَ ذلكَ ولا يفضَحُه ولا يُخجلُه، وهذا مِن حُسنِ أَدبِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ومِن تَربِيتِه للمسلمينَ على مثلِ ذلكَ، ولكنْ يقولُ: "ما بالُ أقوامٍ يقولونَ كذا وكذا"، وهذا تَعريضٌ مِنه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم؛ حتى لا يتحرَّجُ صاحِبه، وإشعارٌ للناسِ بِتَعميمِ الأمرِ وأنَّ كثيرًا من الناسِ يَفعلونه، فيتوارَى الفاعلُ الأصليُّ فلا يصيبُه الحرجُ بين الناسِ، وإنَّما يعلَم ويتعلَّم.
وفي الحديثِ: بيانُ حُسنِ أدَبِ النبيِّ الكريمِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم.
وفيهِ: إرْشادٌ وتَوجيهٌ إلى استخدامِ المعاريضِ إذا كانَ في التَّصريحِ ضررٌ لأحدٍ
أو يطلب من غيره أن يخبره----------
عن أنس بن مالك رضي الله عنه " أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى على رجل صفرة فكرهها. قال: فلما قام قال: لو
أمرتم هذا أن يغسل عنه هذه الصفرة؟ قال: وكان لا يكاد يواجه أحدًا بشيء يكرهه " شمائل الرسول ودلائل نبوته، ابن كثير، ص64
إذا كان النصح المباشر قد يترك في النفس شيئًا، رغم أنه سيصدر عن الرحمة المهداة، الذي يتكلم بأرق عبارة، وأخف كلمة، ولكنه صلى الله عليه وسلم حريص على أي نفس أن يكون فيها ما يضايقها، فيفضل أن يكون هذا النصح منقولاً إلى المنصوح عبر آخرين، الأمر بسيط: إنها صفرة في الوجه، وستزال بالماء، ومن الممكن السكوت عن ذلك من قبل الرسول، ولكنه فضل أن ينصح فهو حريص على أن يرى أصحابه في أجمل صورة.
Негізгі бет حياء النبى مع الناس
Пікірлер: 6