؛
حلقة (350) اللمسات البيانية في سورة يس : آية 45 - آية 46 :
؛
يس/45.1
؛
00:53 - 6:42
؛
المقدم : في قوله تبارك وتعالى :
المقدم : نكمل رحلتنا مع "سورة يس"
واليوم نشرع ، بإذن الله تبارك وتعالى في قوله ، عز من قائل :
﴿وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلكم ترحمون﴾ (١)
بداية نود ان نعرف ما معنى :
﴿ما بين أيديكم وما خلفكم﴾ ؟
د فاضل : مجمل المعنى أنه : يطلب منهم أن يتقوا ويحفظوا ما تقدم من "موجب العذاب" ، أو ما تأخر ، ما ينبغي أن يُتّقى ؛ ما تقدم ، وما تأخر
﴿ما بين أيديكم وما خلفكم﴾ (١)
أكثر المفسرين ، على أن :
﴿ما بين أيديكم﴾ : ما تقدّم
المقدم : "ما تقدم" : ما سبق منكم من عمل !
د فاضل :
﴿وما خلفكم﴾ : ما تأخر ؛ وهو الآخرة مثلًا
المقدم : لم يُعمل بعد !
د فاضل : لم يُعمل ؛ في الآخرة
﴿ما بين أيديكم﴾ : ما مضى من الذنوب ، وأمور الدنيا ، وما ينبغي أن يُتّقى من الأعمال
﴿وما خلفكم﴾ : الآخرة
فـ"اتقاء الأمرين" ؛ ما مضى ، وما يأتي
هذا أكثر المفسرين
لكن هنالك من ذهب إلى أمر آخر ، قال :
﴿ما بين أيديكم﴾ (١)
أي : "الآخرة" ، باعتبار هي "أمامكم"
المقدم : أخذوا باعتبار "الجهة"
د فاضل : الأمام
المقدم :
﴿وما خلفكم﴾ (١) ؛ الدنيا
د فاضل : الدنيا ، باعتبار "تاركيها"
يعني بـ"الحالتين" هو : اتقاء ما تقدم ، وما تأخر
ولكن كما ذكرت ؛ أكثرهم على ما ذكرت أولًا :
أن : ﴿ما بين أيديكم﴾ :
ما تقدم من عمل ، وما تأخر ؛ ما يأتي
وأبرز وأهم ما ينبغي أن يُتقى ، هو "أمر الآخرة"
الحقيقية الذي ينظر في القرآن ، يجد أن "الأمر الأول" ، هو الشائع في القرآن ، يعني :
﴿ما بين أيديكم﴾ : الدنيا
﴿وما خلفكم﴾ : الآخرة
المقدم : على التفسير !
د فاضل : الأول
هذا أكثر شيء في القرآن
﴿ما بين أيديكم﴾ : ما تقدم
﴿وما خلفكم﴾ : الآخرة
يعني ربنا قال :
﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ﴾ (٢)
يعني ؛ ما تقدم
﴿مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ﴾ (٢)
ما تفدمه
لو كان على الرأي الثاني ، يعني بعد ، لم يأتِ
قال :
﴿وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ﴾ (٣)
﴿نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ ﴾ (٤)
﴿فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا﴾ (٥)
من يأتي بعدهم
ليس "لمن تركوا"
كيف يكون ﴿نَكَالًا﴾ ، لمن تركوا !
﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ﴾ (٦)
"بعد ؛ لم يأتوا" ؛ ﴿خَلْفِهِمْ﴾
الذين يأتون بعدهم ؛ خلفهم
ليس "أمامهم" - كما ذهب البعض (المفسرين)
"خلفهم" ؛ الذي يأتي بعدهم
إذَنْ ﴿مِّنْ خَلْفِهِمْ﴾ (٦) : ما بعدهم
نحن نتقي "ما بين أيدينا" ، و"ما خلفنا" ؛ ما نعمل
ونتقي "الآخرة"
﴿فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾ (٧)
حتى "من وراء" ، في القرآن ، يستعمل نفس المعنى :
﴿وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي﴾ (٨)
من تركهم أو من يأتي ؟
المقدم : من يأتي
د فاضل : إذَنْ لاحظ : من يأتي بعده ، وليس ما تقدّم
﴿فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ﴾ (٩)
المقدم : لم يأت بعد
د فاضل : على جميع الأقوال ؛ أنهم يتقوا "ما تقدم" ، و"ما تأخر"
المقدم : الإشكال كان :
ما الذي تقدّم ، وما الذي تأخر !
"ما بين أيديهم وما خلفهم" !
د فاضل : هل "ما بين أيديهم" ، يعني ؛ ما سيأتي أمامهم !
و "ما خلفهم"؛ ما تركوه !
المقدم : تميل لأي قول ؟
د فاضل : هو القرآن قطع المسألة
المقدم : يعني تميل إلى :
﴿وَمَا خَلْفَكُمْ﴾ (١) هو الآخرة
د فاضل : هذا في القرآن ، هو الذي قطع فيه ، المعلوم هكذا .
………………………
(١) ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ يس : 45
(٢) ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾ المائدة : 48
(٣) ﴿وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ﴾ المائدة : 46
(٤) آل عمران : 3
(٥) البقرة : 66
(٦) آل عمران : 169-170
(٧) الأنفال : 57
(٨) ﴿وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا﴾ مريم : 5
(٩) ﴿وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ﴾ هود : 71
؛
#أفلا_يتدبرون_القرآن #لمسات_بيانية
#فاضل_السامرائي
#سورة_يس #سورة_المائدة
#سورة_آل_عمران #سورة_البقرة
#سورة_الأنفال #سورة_مريم
#سورة_هود
؛
لمسات بيانية : للدكتور فاضل السامرائي
حفظه الله وجزاه كل خير 🤲🏼♥️
؛
نقلا عن موقع تلفزيون الشارقة :
الحلقة (350)
• لمسات بيانية | الحلقة 350
؛
جزاهم الله كل خير 🤲🏼🌺
؛
Негізгі бет يس/45.1 ﴿وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم﴾ ما دلالة كل من "ما بين أيديكم" و "وما خلفكم" ؟
Пікірлер: 3