زواج الإمام علي من فاطمة الزهراء (ع)، من أحداث سنة 2 هـ، حيث يُحيون الشيعة مناسبة زواج السيدة الزهراء والإمام علي في اليوم الأول من ذي الحجة، كما يسمى بزواج النورين، ويحظى بأهمية كبيرة عندهم؛ لأنّ كلاً منهماعليهما السلام من أعظم الشخصيات وأفضل الخلق بعد رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم وأنّ الأئمة المعصومينعليهم السلام هم ثمرة هذا الزواج.
ويدّل هذا الزواج أيضاً على مكانة الإمام عليعليه السلام عند النبيصلی الله عليه وآله وسلم، حيث لم يكن كفواً غيره؛ ليزوّج ابنته فاطمةعليها السلام به.
كان الإمام علي (ع) في سنة 1 هـ ابن أربع وعشرين سنة، وكانت فاطمة الزهراء (ع) قد بلغت يومئذ التاسعة من عمرها،[1] بناءً على أن ولادتها كانت في السنة الخامسة بعد البعثة،[2] وكان علي (ع) قد همّ بالتزوج من فاطمة نظراً لفضائلها، إلا أنه لم يتجرأ أن يذكر ذلك للنبي.[3] ونقل أن سعد بن معاذ قد توسّط لعلي عند النبي، وعندما سأله سعد عن السبب الذي منعه (ع) أن يخطب من رسول الله ابنته، أجابه مستنكرا: "أنا أجترئ أن أخطب إلى رسول الله (ص)"؟ والله لو کانت أمة له ما اجترئت علیه. فحکی سعد مقالته لرسول الله فقال له رسول الله : قل له یفعل فإني سأفعل.[4]
ونقلاً عنهعليه السلام أنه أتى الرسولَ فطلب يد بنته فاطمة، فقال له النبي بأن رجالاً قد أقدموا على خطبتها، كما أخبره عن الكراهة التي شاهدها (ص) في وجه فاطمة عند إطلاعها بطلبهم، ثم طرح عليها الخطبة التي قدمها ابن عمه قائلاً لها : إن علي بن أبي طالب من قد عرفت قرابته وفضله وإسلامه وإني قد سألت ربّي أن یزوجك خیر خلقه وأحبّهم إلیه، فسكتت ولم تولِّ وجهها، كما لم يرَ رسول الله فيها كراهة فقام وكبّر. ثم أتى جبرئيل وأيّد العقد.[5]
ونقل أيضاً أنه بشّر رسول الله علياً في نفس المجلس الذي طلب فيه يد السيدة الزهراء (ع)، بأن الله تعالى قد زوجهما في السماء من قبل أن يزوجهما في الأرض.[6]
وفي رواية أخرى عن النبي (ص) قال: «فبينا صلّيت يوم الجمعة صلاة الفجر، إذ سمعت حفيف الملائكة، وإذا بحبيبي جبرئيل ومعه سبعون صفّاً من الملائكة مُتوّجين مُقرّطين مُدَملجين ، فقلت: ما هذه القعقعة من السماء يا أخي جبرئيل؟! فقال: يا محمد! إن الله تعالى أطّلع على الأرض إطّلاعةً فاختار منها من الرجال علياً، ومن النساء فاطمة، فزوّج فاطمة من علي. فرفعت فاطمة (ع) رأسها وتبسّمت... وقالت: رضيت بما رضي الله ورسوله».[7]
قال أنس: أقبل علي فتبسم النبي (ص) ثم قال: «يا علي، إن الله أمرني أن أزوجك فاطمة، فقد زوجكها على أربعمائة مثقال فضة إن رضيت» . فقال علي: قد رضيت يا رسول الله ... فقال رسول الله (ص) : «بارك الله عليكما وفيكما وأسعدكما وأخرج منكما الكثير الطيّب».
قال أنس: فوالله لقد خرج منهما الكثير الطيّب.[8]
Негізгі бет زواج النورين..قصة زواج الإمام علي من فاطمة الزهراء ؏..السيد هادي المدرسي
Пікірлер: 211